صالون الرأي
حكم بالإعدام
By amrفبراير 03, 2020, 14:06 م
1035
قبل 22 عامًا التحقت بالعمل فى جريدة الأحرار الحزبية كنت شابا فى بداية العشرينيات، الحماس والإقبال على العمل لتحقيق الذات كان أساسًا محركًا ودافعًا لإنجاز موضوعات صحفية شابة برؤية مختلفة.
وقد لاقت الموضوعات التى نشرتها تقدير الزملاء قبل القراء وحدثت حالة من النشاط الصحفى فى قسم الحوادث الذى التحقت للعمل به وزادت مع انضمام شابين آخرين فى مثل عمرى إلى القسم الذى ظل لسنوات يشهد نوعا من العمل التقليدى.
الشاهد فى هذا الكلام أن ضخ الدماء الجديدة فى أى شرايين يعيد إليها الحياة وينعش من حيويتها.
والصحافة تلك المهنة التى تعتمد فى كامل كيانها على الأفكار، والأفكار روحها فى التجديد والابتكار، والتجديد والابتكار رافدهما الأساسى هو الدماء الجديدة.
فكيف ونحن نعلم أن هذا من الابجديات والمسلمات نسمع عن قرار يمنع دخول الطاقات الشابة إلى الصحف القومية هذا قرار يحمل فى طياته حكم بالإعدام على هذه الصحف لأن حرمانها من تجديد طاقتها وشبابها يجعلها تشيخ ويعطب إنتاجها ويضعف، وتفقد قدرتها على المنافسة مع إصدارات خاصة تعتمد كل اعتمادها على الشباب، وإن كانت تستغلهم – أقصد الصحف الخاصة – أبشع استغلال وتسوقهم نحو تحقيق أهدافها الموجه مستغلة حاجته المادية أحيانا وحاجته إلى إثبات الذات وتحقيق النجاح وممارسة المهنة المفضلة إلى عقولهم ووجدانهم أحيانا أخرى وفى هذا السياق أمثلة كثيرة آخرها ما يحدث فى جريدة التحرير، التى تجبر مالكها على الصحفيين وأهدر حقوقهم بشكل يتنافى مع كل الأعراف والتقاليد، وبطريقة وصلت إلى اقتحام مقره الجديد بمجموعة من البودى جاردات والاعتداء على الصحفيين المعتصمين هناك وإصابة أحدهم بجروح بالغة فى رأسه.
شباب هذه المهنة المقدسة هم وقودها الدائم الذى لا ينضب فلا يجب أن يكونوا هم وقود خرابها، فبين حرمان من دخول المؤسسات القومية ومعاملة فى غاية السوء بالصحف الخاصة يعيش الشباب واقع فى غاية المرارة والسوء.
اعطوا شباب الصحفيين الفرصة فهم أمل هذه المهنة ومستقبلها الذي تريدون أن يكون مختلفًا عن واقعها والذى أيضا لا تتوقف الشكوى منه ومن المستوى المتدنى الذى وصل إليه، فهم الذين يستطيعون التعامل مع التكنولوجيا بشكل أفضل لمواجهة تغول وسائل التواصل الاجتماعى.
إن كنا نريد حقا صلاح هذه المهنة وخيرها فعلينا إعطاء الفرصة لشبابها ووضع كامل الثقة فيهم، و التواصل معهم، و فتح قنوات تواصل بينهم وبين شيوخ المهنة ورموزها من أجل نقل خبرتهم التى لا تستغنى عنها المهنة إطلاقًا، فيكون هناك جيل لديه الحماسة والطاقة المتجددة ومستندًا على خبره رموزها ورادها.
فى هذه الحاله سنجد تغييرًا واضحا وملموسًا يصب فى صالح المهنة ، ويصب فى صالح المجتمع والوطن ككل، وحسنًَا فعلت الهيئة الوطنية للصحافة فيما قررت اتخاذه من إجراءات للاستفادة المثلى من شباب المهنة، واتمنى أن تخضع هذه الإجراءات للتنفيذ فى أسرع وقت ممكن.