https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

علاج المناخ للأغنياء فقط

1825

غالبا ما يدفع الفقراء الفاتورة، وكذلك يفعلها الأغنياء، ويذهب ضحيتها الفقراء، وسوف يستمر هذا الوضع ما بقى الميزان فى أيدى الأغنياء، والدول الغنية التى أفسدت المناخ، تتحمل آثاره وخسائره الضخمة التى منيت بها الدول الفقيرة، وترصدها دراسة حديثة، اشتركت فيها ثلاث جامعات من بريطانيا وفرنسا وهولندا.
وأثبتت الدراسة مخاطر جمة تهدد الأمن الغذائى بالدول الاستوائية، وجميعها تعد من الدول الفقيرة، وتقدر الدراسة تفاقم نسبة الأضرار المناخية عنها بالدول الغنية، وتتوقع الدراسة جفاف التربة الاستوائية، لارتفاع حرارة الجو إلى درجاته قصوى، مما يؤثر على زيادة نسبة التبخر للمياه، فضلا عن انقراض العديد من أنواع الحيوانات والنباتات، وتشير الدراسة إلى أن الاضطرابات السياسية بمثابة العامل الثانى للتدهور المتلاحق لاقتصاد الدول الفقيرة.
وتداعيات التغيرات المناخية كانت الفاعل الرئيسى لما شاهدته أستراليا فى الأيام السابقة، فقد انتشرت الحرائق فى غاباتها، بعد إصابتها بالأجواء الحارة والجفاف الشديد والرياح السريعة، ولكن مازال منحنى الخسارة والدمار أعلى بكثير فى الدول الفقيرة عن أستراليا وأقرانها من الدول الغنية.

وحتى نعلم مدى إمكانية الأغنياء فى قدرتهم على تحجيم نسبة خسائر التغيرات المناخية عليهم، نجد أن الدول الغنية تعهدت بجمع 100 مليار دولار من الجهات الحكومية والخاصة لمواجهة التداعيات المناخية بحلول عام 2020، وتحاول الدول الفقيرة أن يكون لها نصيب فى هذا الاتفاق، ولكن الأغنياء تغاضوا عنهم.
ولا تقتصر الآثار السيئة على الفقر الغذائي، إنما تؤثر على زيادة عدد الوفيات، ويخبرنا الخبراء بأن مرضى السكرى والسل ونقص المناعة من الدول الاستوائية أكثر عرضة للوفاة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وتكشف منظمة الصحة العامية عن أرقام الوفيات فى 2017، والتى تبلغ 1.6 مليون شخص قتلهم السل و435 ألفا ضحايا الملاريا، ويحذر البنك الدولى من التغيرات المناخية وانعكاساتها على إنسان الدول النامية، وقد ذكر أنها تهدد بغرق نحو 100 مليون شخص بحلول عام 2030.
وهناك قادة دول غنية أمثال ترامب لا يرضخون للامتثال لتحذيرات الخبراء الدوليين، وأولها ضرورة تحويل رأس المال المستثمر فى استخراج الوقود الأحفورى إلى مشاريع إنتاج طاقة خالية من الكربون، ولكن تصر تلك الحكومات على استخراجه بكميات كبيرة، غير أن المظاهرات فى أستراليا خرجت تطالب الحكومة بالتوقف عن استخراج الوقود الأحفورى بعد أن طالتهم نيران التغيرات المناخية.

وتوضح وكالة الطاقة الذرية حجم الكارثة، وتعلن أن نسبة الإنفاق العالمى على إنتاج النفط والغاز وصل إلى 649 مليار دولار فى 2016، بينما ما تم إنفاقه على توليد الكهرباء المتجددة والطاقة البديلة يمثل 297 مليار دولار فقط، فالشركات العملاقة المعنية باستخراج الوقود الأحفورى تضغط على حكوماتها، ولكن إدارات الدول الغنية عليها مهمة كبرى فى مواجهتهم من خلال صرف تعويضات مادية لهم، ووضع خطط وبدائل لتشجيع الاستثمار فى طاقة خالية من الكربون.
وما يدهش الجميع أن أثرياء العالم لا يرحمون ولا يتركون رحمة ربنا، فهم لا يرغبون فى تعويض ملايين المتضررين من أبناء الدول الفقيرة، ولا يحاولون الحد من أطماعهم.