رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

علماء النفس: احذروا.. «قلق الموت»

2671

تسببت كثرة التحذيرات، والإجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد فى إصابة الكثير من الأشخاص بحالات من الذعر المرضي وتطورت إلى هواجس ووساوس، الأمر الذى أثر سلبا على صحتهم النفسية، وقد يقود إلى مزيد من الأمراض، بدلا من التفكير بشكل إيجابى لتجاوز تلك المرحلة الخطرة من عمر البشرية .

كتبت : مروة علاء الدين

فى هذا السياق، قالت إسراء حجي، استشارى أسرى وتربوي: الخوف ظاهرة طبيعية تحدث لأى إنسان باختلاف عمره وفئته الاجتماعية وهوعامل مهم لتراجع أى شخص عن صفة سلبية يقوم بها، ولكن ما يحدث لبعض الأشخاص ليس خوفًا، فترويج الكثير من الشائعات أحدث أمرًا من الهلع وهو ما يتسبب فى خلق العديد من الآثار الجانبية للإنسان منها اضطرابات بالجهازين الهضمى والتنفسى قد تتطور لصعوبة التنفس والاختناقات فى الكثير من الحالات التى قد تؤدى إلى الوفاة المفاجئة، أيضًا ارتفاع مستوى الأدرينالين فى الجسم يشكل ضعف جهاز المناعة لدى الشخص.
ونصحت للتخلص من حالة الهلع والخوف الزائد، بمحاولة اكتساب بعض الهدوء النفسى والثبات الانفعالى خلال التزام المنازل من خلال مشاهدة البرامج الكوميدية، والاستماع إلى الموسيقى لتهدئة الأعصاب، والتوقف تماما عن تخيل الأسوأ، مستطردة: بعضنا يتخيل حدوث الأسوأ ليهيئ نفسه لحدوثه، والحقيقة أنه عن طريق تخيل الأسوأ فأنت تعمق بداخل ذهنك فكرة الذعر، وتثبت مخاوفك.
انتقاء الصحبة
وشددت الاستشارى الأسرى والتربوي، على أهمية انتقاء صحبتك جيدًا ممن تحدثهم، والحذر من المتوترين، ولا تعطى فرصة أبدًا للوهم أن يخلخل عزيمتك وللوهن أن يثنى إرادتك، واشغل نفسك ووقت فراغك بالتفكير بأى شيء نافع خوفًا من تسلق الأفكار الهدامة إلى مخيلتك، وضع مخاوفك فى حجمها الحقيقي، وتحلى بالثبات، مع القيام بإنشاء القنوات والمجموعات على وسائل التواصل الاجتماعى التى تدعو للتفاؤل، وكن لك لغتك الخاصة لبرمجة نفسك إيجابيًا لمواجهة القلق والأزمات والصعاب.
وقالت إسراء: نحن بصدد خطر يجب أن نتكاتف جميعًا لمواجهته ونحرص على توخى الحذر والأخذ بالنصائح والإرشادات لتجنب الإصابة بالمرض وحتى نستطيع مساعدة الأطباء والممرضين على القيام بدورهم فى علاج المرضى وعدم نشر الوباء، ليس هم فقط بل وكل من يشارك من المسئولين والقطاعات الأمنية، مضيفة: كما يجب العمل على تنظيم مبادرات لها دور المساندة فى توثيق الأحداث ودعم تلك القطاعات بكافة الاحتياجات بالتنسيق مع الخدمات المتاحة وكيفية التصرف فى حالات الطوارئ واتخاذ الاحتياطات، أيضًا لوسائل الإعلام عامل كبير على إلقاء الضوء عليهم، والتحدث عن كيفية التعامل مع الأطباء والصيادلة والممرضين والجيش والشرطة وإبراز دورهم البطولى فى إدارة هذه الأزمة لتهدئة روع أسرهم من الخطر المحيط بذويهم.
قلق الموت
من جانبها حذرت زينب مهدى المعالج النفسى واستشارى العلاقات الأسرية، مما يعرف بـ «قلق الموت»، موضحة أنه أحد أنواع القلق المُسيطرة على عقول أغلب الناس فى الوقت الحالي.
واستطردت: ولا شك أن عُلماء النفس أطلقوا على المرحلة التى نعيشها الآن مصطلح «الأزمة»، وقالوا إن فشل الإنسان فى التصدى لها يحولها إلى «صدمة» وهو ما نسعى جاهدين لعدم الوصول له لأن أزمة الكورونا لو أصبحت صدمة نفسية حادة فسوف تصيب الناس بالهلع الشديد ولا شك أن هذا الهلع سيؤدى إلى تعطيل الناس عن تأدية عملهم داخل المنزل أو خارجه وبالتالى فستكون نوبات الهلع المُتكررة بوابة للفشل العام فى الحياة.
المناعة النفسية
وأشارت زينب إلى أن المناعة النفسية لها دور كبير فى التصدى للمرض، موضحة أن تلك المناعة تصبح جيدة لو تحلّى الإنسان بدرجة من التفاؤل مع القدرة على التصدى للوضع الراهن من خلال الحذر المُقنن وليس الحذر المُبالغ فيه.
وأوضحت أن من أهم طرق تخطى تلك المرحلة هو معرفة أن البشرية استطاعت أن تتخطى عددا كبيرا من الأوبئة فى العصور القديمة مثل وباء الكوليرا والطاعون والأنفلونزا الأسبانية وغيرها، مستطردة: وحتى نتكمن من السيطرة على الوضع لا بد أن نتعامل مع الفيروس على أنه مُحدد بوقت بمعنى، إن أى وباء مهما ازدادت حدته سيأتى وقت له وسيختفى مثل الأوبئة السابقة.
تحسين المزاج
وعن كيفية تحسين المزاج فى مواجهة الضغوط النفسبة التى نواجهها خلال المرحلة الحالية، قال عماد طلعت، استشارى تنمية وتطوير الموارد البشرية بالفيدرالية العالمية، لابد أن تحاول قدر استطاعتك الالتزام بالإرشادات الصحية من التطهير والنظافة لك ولأسرتك دون أن ترهق ذهنك بما يفعله الآخرون، مع الالتزام بعدم الاختلاط والتجمعات ولا تشغل بالك بما تردده السوشيال ميديا بما يفعله الناس، كما أن الحالة النفسية لها القدره على تقوية أو ضعف المناعة، مع ممارسة الرياضه والتمارين البسيطه فى المنزل لأن الرياضة تزيد من مناعة الإنسان، كما أن الساعات الأولى فى الصباح هى المحددة لمزاجك ونفسيتك باقى اليوم فاحرص أن تبدأها بقراءة أو سماع أمور جميلة محفزة، وحاول أن تزيد من الأوقات الجميلة مع أسرتك، فلحظات الحب تعطى الإنسان طاقة نفسية رائعة، كما ثبت علميا أن سماع الموسيقى تزيد من طاقة الإنسان الإيجابية وممارسة الهوايات المحببة ستساعد على إفراز هرمونات السعادة التى ستزيد بالطبع من قدرتك على المقاومة.
صحة الأطفال
وعن كيفية الحفاظ على الصحة البدنية والنفسية للأطفال خلال فترة الحجر الصحى المنزلي، قالت فطوم حسن، أخصائى تربوى وسلوكيات الأطفال، لابد أن نحرص على ابتعاد الأطفال عن الأخبار التى تُشعرهم بالقلق والتوتر والخوف كى لا يتم إرهاقهم نفسياً وهذا سيُؤثر عليهم بالسلب، ويجب على الوالدين أن يضعوا فى المنزل لمسة جمالية للأطفال لتخصيص جزء من المنزل لتزيينه بالألوان المُحببة إليهم ويوضع بداخلها الألعاب المُفضلة لديهم لجذب انتباههم بعيداً عما يدور من أحداث سلبية فى الخارج، وشددت «فطوم» على ضرورة الاهتمام بتقوية مناعة الطفل عن طريق تقديم وجبات الطعام الصحية له المليئة بالعناصر الغذائية المُفيدة لجسمه، كما يحتاج الأطفال فى هذه الظروف للحب والاهتمام وبث الطمأنينة فى نفسه كى لا يقع فى العديد من الاضطرابات النفسية، وأشارت أخصائى الأطفال، إلى أهمية حرص الوالدين على زيادة طاقة الأطفال الإيجابية من خلال مشاركتهم بعض الألعاب البسيطة كنوع من أنواع الاستمتاع بالوقت، والاهتمام بسماع الطفل للموسيقى كى يتم تحسين مزاجه وخفض مستوى القلق الذى سيشعر به، مع تنظيم مواعيد نوم واستيقاظ الطفل.