الأحداث الأخيرة فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية تؤكد التغير الكبير فى الاتجاهات السياسية وأيضًا مكانة مصر بقوة،
وهذا ليس مجرد سرد ولكن هى حقائق مؤكدة على الأرض للسياسة الخارجية المتزنة والهادئة للقيادة المصرية على مختلف الأصعدة ومع كافة دول العالم وخاصة صانعى القرار أو المؤثرين فيه.
غزة .. لنا فيها مثل
دارت رحى الحرب أحد عشر يومًا بين قطاع غزة وإسرائيل وتعرض الشعب الفلسطينى خلال هذه الأيام لأصعب وأبشع أنواع العدوان بأحدث ما تملكه ترسانة الأسلحة الإسرائيلية مما كان له الأثر الكبير على هدم البنية التحتية للقطاع وآلاف الجرحى ومئات الشهداء وتدمير شامل للعديد من المنازل والمساجد والمناطق التى ترى إسرائيل إنها أهداف يجب أن تدمر.
وحاول مجلس الأمن فى أكثر من اجتماع الوصول إلى حلول وقرار لوقف إطلاق النار إنقاذًا للشعب الفلسطينى ووضع حد لأساليب الإبادة والترحيل للأسر وتغيير طبيعة المكان بالقوة المفرطة والغاشمة.. ولكن دون جدوى.
وتدخل العديد من دول العالم بإصدار بيانات لوقف هذه الحرب ولكن دون جدوى.. وكانت الإدارة المصرية ودورها على الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وتوجيهات الرئيس من أجل وقف الحرب ونجحت الدبلوماسية المصرية فيما فشل فيه مجلس الأمن من حيث الوصول للإعلان عن وقف إطلاق النار والهدوء مقابل الهدوء من أجل البدء فى مرحلة أخرى وهى التفاوض وكان نجاح الدبلوماسية المصرية له الأثر الكبير على الشعب الفلسطينى لإنقاذ الجرحى وعلاج المصابين وإنقاذ الأسر من الضياع بعد أن وصل عدد النازحين لأكثر من خمسين ألف أسرة.. والوضع العام فى منتهى السوء من كافة النواحى.
أمريكا ومصر
وكان الاتصال بين الرئيس بايدن والرئيس السيسي تهنئة وتقدير من الإدارة الأمريكية لنجاح الدبلوماسية المصرية لوضع حد لهذه المأساة.. وأن الرئيس بايدن يقدر هذه الخطوة ويؤكد على ضرورة حل الدولتين أساسًا لإنهاء هذا الصراع وأنه الحل الأمثل على أن تستمر هذه الخطوة وهذا النجاح لبدء مفاوضات من أجل السلام الشامل وحل الدولتين.
بل وأكد على أهمية مصر والدور المصرى وأيضًا الحفاظ على حقوق مصر المائية فى أزمة سد النهضة بين إثيوبيا ومصر والسودان.. وعلى الفور كان تكليف لوزير الخارجية الأمريكى لزيارة منطقة الشرق الأوسط إسرائيل وقطاع غزة ومصر والأردن للبناء على ما وصلت إليه مصر بعد الهدنة لتكون هدنة دائمة تستطيع البناء عليها من أجل الوصول إلى سلام شامل بحل الدولتين.
الأثر الدولى
كان التقدير من كل الاتجاهات وأهمها الأمين العام للأمم المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ومعظم الدول الأوروبية وروسيا والصين والدول العربية وهذا حصاد طبيعى لموقف مصر الناجح وسياستها الخارجية ومكانتها لدى الطرفين للوصول إلى حل.. وأكدت الأحداث أنه لا سلام ولا اتفاق دون مصر.
مصر القبلة
لم يكن الحل هذه المرة عبر تركيا أو غيرها من الدول حتى الدول العربية بل كانت مصر هى الأساس وأكدت مصر على مكانتها وريادتها وأنها قادرة على ذلك.
لم يكن ذلك فى غزة وحدها ولكن فى ليبيا أيضًا وما حدث من نتائج على الأرض وتكوين حكومة مؤقتة لفترة انتقالية تجرى بعدها الانتخابات فى البلاد.. مع خروج كافة الميليشيات ولولا وقفة الرئيس السيسي وتأكيده على أن سرت خط أحمر ما كانت هذه النتائج وما زالت مصر تساند الشعب الليبى للوصول إلى مبتغاه وأن الأرض الليبية موحدة وفقًا لإرادة الشعب الليبيى دون أى تدخل خارجى.
وقد كان لذلك أكبر صدى واستضافت مصر العديد من المؤتمرات واللقاءات للخروج بالنتائج التى تحقق أمن ووحدة ليبيا.
السودان
هناك حراك كبير وتنسيق على أعلى مستوى بين مصر والسودان على مختلف المستويات الاقتصادية والعسكرية والشعبية والسياسية لأن أمن مصر من أمن السودان والعكس أبناء وادى النيل ودولتى المصب.
شرق المتوسط
التنسيق الكبير مع قبرص واليونان وإيطاليا لنزع فتيل الخلاف وترسيم الحدود ساهم فى استفادة هذه الدول من ثرواتها وأيضًا التنسيق المشترك سواء على المستوى الأوروبى ودعم وجهة نظر مصر ومساندتها أو العلاقات الاقتصادية والعسكرية والمصالح المشتركة بين هذه الدول لم يكن ذلك على حساب التوازنات الدولية والمصالح مع الأقطاب المختلفة والقوى السياسية والاقتصادية.. بل كان التنوع وفتح علاقات متوازنة مع مختلف دول العالم لصالح الشعوب هو الأساس فى السياسة الجديدة لمصر.
الجمهورية الجديدة
نعم هى جمهورية جديدة وضع أساسها الرئيس السيسي تقوم على أسس واضحة بناء الإنسان وإعادة بناء الدولة باقتصاد قوى يتطلع إلى مستقبل يليق بمكانتنا وتاريخنا الطويل.
فكان البناء الداخلى وتطوير المدن والطرق وإعادة الإعمار.. وفقا لخطة شاملة تفتح آفاق استثمار وزيادة المنتج المحلى لتحقيق الاكتفاء الذاتى لأنه يحقق استقلالية القرار.
بل والاتجاه إلى التصدير، وهناك هدف واضح للوصول بحجم صادرات مصر إلى أرقام غير مسبوقة وتنوع هذه الصادرات من مواد خام ومنتجات صناعية وزراعية وخدمات وسلع مصنعة وكيماويات وغيرها.
وخرجت الشركات المصرية إلى ربوع العالم فى إفريقيا تنفذ مشروعات عملاقة مثل سد روفيجى فى تنزانيا ومشروعات الطرق فى بعض الدول الإفريقية والاتفاقات التجارية لتشجيع الصادرات وأيضًا تيسير خطوط النقل بين مصر والدول الإفريقية لأنها السوق الطبيعى لمصر.
وأيضًا بدأت الشركات المصرية فى العراق والكثير من الدول العربية مثل لبنان وليبيا والدخول فى منافسة مع الشركات الأخرى..
مصر عادت شمسك الذهب.. فعلا نعود وبقوة رقم واضح يحسب له ألف حساب فى الساحة الدولية.. جمهورية جديدة يرسي أساسها قائد مخلص.