صالون الرأي
طير داود وحمام الحمى
By amrمايو 08, 2022, 16:32 م
719
الطيور على أشكالها تقع، فلم نر الحمام الوديع يلتقى بالصقور الجارحة، ودائما تصاحب البلابل طيور الكناري، وكذلك حال الخبيث لا يطمأن إلا برفقة شبيهه، وقال النبى الخاتم: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”.
وأمة الطيور يحكمها نظام دقيق، والطيور نعمة للبشر، يتلذذ بها من يأكلها وينظر إليها، وهى رسل تحمل الرسائل، وترسل العذاب للظالمين المعتدين مثل طير الأبابيل، وفى موضع آخر جعلها الله آية من معجزاته كما وردت مع إبراهيم وعيسى عليهما السلام.
وحتى نستطيع إدراك أسرار مجتمع الطيور لابد أن نضاهيه بحياة البشر، والعلماء اكتشفوا صفات مشتركة بينهم، بسبب تمتع الطيور بصفات الحب والعطف والصبر، ويحملون كذلك الكذب والخداع، ويقول الله تعالى: “وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم”.
وفى معهد “ماكس بلانك” المتخصص فى علم الطيور اكتشف باحثوه أن الطيور تشبه الإنسان فى طريقة نومه، ومن خلال رصد باحثى أكاديمية أكسفورد للغربان سجلوا قدرات من الذكاء كالتحليل والاستنتاج،ويؤكد علماء بامتلاك بعض الطيور كالحمام والهدهد مهارة عقلية ساعدتهم فى تأدية بعض المهام كحمل الرسائل.
والباحثان “ديفيد ليجون” و”ساندرا ليجون” بجامعة نيومكسيو أضافا صفات أخرى للهدهد أنه أكثر الطيور تعاونا مع الغير، ويصيبه الاكتئاب الشديد عندما تفارقه زوجته، ويرفض الزواج من بعدها.
وكان تشريفا للهدهد ذكر القرآن له،وقام الهدد بمقام وكالة الأنباء الإخبارية فى مملكة سليمان عليه السلام، وتخبرنا الدراسات البيطرية الحديثة عن الهدهد أنه أكفأ من الحمام فى استخدام النقل والاتصال بفضل سرعته فى الطيران، ويتحمل الجوع والعطش، وقد جاء بخبر يقين من اليمن عن مملكة سبأ واستنكر فعلهم المشين.
ومن قبل سليمان سخر الله لوالده داود الطير، ووقت تلاوة داود للزبور وحين يسبح، يتوقف الطيرعن الطيران، ويردد على الأغصان مع داود، وترنم معه تأثرا بصوته الندى الجميل، وصدق قوله تعالى بوصفه على لسان سليمان: “علمنا منطق الطير”.
ومشهد احتشاد الحمام حول الحرم المكى وفى جميع أنحاء الحرم امتدادا لواقعة تسبيحهم مع داود،ومن عجائب حمام الحرم أنه يطوف مثل طواف الحجاج فى حلقة دائرية، ولا يطير فوق الكعبة نفسها، ولا يعشش داخل الحرم.
وبناء على هذا المشهد الساحر لحمام الحمى وما يتبعه من معاملة الحجيج الحسنة له، نرى استنساخ لانتشار الحمام فى عدة ميادين لجلب السائحين، وهو ما يحدث فى ساحة برج إيفل بباريس.