رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مصر وأمريكا.. علاقات استراتيجية تؤسس لأمن وتنمية إفريقيا

613

جهود مخلصة وخطوات مدروسة تقوم بها القيادة السياسية لدعم القارة السمراء، أصبحت محل تقدير من جميع القادة الأفارقة، ومن قادة المجتمع الدولي أيضا، وهو ما انعكس وبشكل كبير خلال مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى فعاليات القمة الأمريكية الإفريقية، وذلك من خلال التركيز على الموضوعات التى تهم الدول الإفريقية فى ظل التحديات العالمية القائمة، وتعزيز الشراكة الإفريقية الأمريكية لمواجهة أزمة الأمن الغذائي، وتيسير اندماج الدول الإفريقية فى الاقتصاد العالمى، لاستفادتها مما يوفره من فرص ومزايا فى تحقيق النمو الاقتصادي، ونقل التكنولوجيا ودفع حركة الاستثمار الأجنبي، حيث شدد الرئيس السيسي على أن القارة الإفريقية تحتاج إلى بنية أساسية قارية مكتملة الأركان تدعم تنفيذ الجهود والمبادرات التي تستهدف الدول الإفريقية، وليكن ذلك من خلال مشروع دولى ضخم يحشد الموارد والدعم من الدول الكبرى والخبرات التنموية العالمية لبلورة رؤية شاملة لتلك البنية الأساسية التى تعتبر حتمية لنجاح جهود التنمية فى القارة.

تامر عبدالفتاح

وترتكز السياسة المصرية تجاه إفريقيا على عدة مسارات متوازية ومتكاملة، فهناك مسار التنمية وزيادة التجارة بين دول القارة الإفريقية والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والتوسع فى مشروعات ريادة الأعمال من أجل تحسين مستوى معيشة المواطن الإفريقي وتجفيف بيئة العنف والإرهاب وتحويل القارة من منطقة طاردة للبشر إلى منطقة جاذبة تنمو بمواردها وكوادرها.

 وهناك أيضا المسار السياسي الذي تتبنى فيه مصر القضايا الإفريقية فى المحافل الدولية وتدافع عنها من أجل تحقيق العدالة الاقتصادية والتنموية بين الدول، خصوصًا أن القارة السمراء تمثل إحدى دوائر الأمن القومى المصرى، لذلك لا تدخر القاهرة جهدًا فى سبيل تعزيز أواصر التعاون مع محيطها الإفريقى، من خلال التركيز على مشروعات التنمية بصفة أساسية، بجانب تقديم الخدمات الاجتماعية، فضلًا عن دورها الأساسى فى التنوير والوعى الثقافى، والاهتمام بشباب القارة عن طريق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الإفريقى للقيادة.

كما عقد الرئيس السيسي لقاءات مع عدد من كبار المسئولين الأمريكيين، تم خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، على نحو يحقق المصالح المشتركة، ومواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأيضا عقد الرئيس السيسي لقاءً مع نخبة من مجتمع رجال الأعمال الأمريكي تم خلاله بحث سبل التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين.

 والتقى الرئيس السيسي فى واشنطن، مع أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي ، وأوضح المتحدث الرسمي أن وزير الخارجية الأمريكي رحب بزيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن، فى إطار دعم مسيرة العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين على نحو بناء وإيجابي، مؤكداً التزام الإدارة الأمريكية بتعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر فى مختلف المجالات، ودعم جهود مصر الحثيثة فى السعى نحو تحقيق الامن والاستقرار والتنمية فى المنطقة.

 وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا الإفريقية فى ضوء القمة الأمريكية الإفريقية الحالية، حيث شدد الرئيس على أن القارة الإفريقية تحتاج إلى بنية أساسية قارية مكتملة الأركان تدعم تنفيذ الجهود والمبادرات التي تستهدف الدول الإفريقية، وليكن ذلك من خلال مشروع دولى ضخم يحشد الموارد والدعم من الدول الكبرى والخبرات التنموية العالمية لبلورة رؤية شاملة لتلك البنية الأساسية التى تعتبر حتمية لنجاح جهود التنمية فى القارة.

  سد النهضة

 كما تم التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، ذات الاهتمام المشترك خاصة قضية سد النهضة الإثيوبي، حيث أكد الرئيس السيسي بتمسك مصر بتطبيق مبادئ القانون الدولى ذات الصلة ومن ثم ضرورة إبرام اتفاق قانونى ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد للحفاظ على الأمن المائى لمصر وعدم المساس بتدفق المياه فى نهر النيل الذي قامت عليه اقدم حضارة عرفتها البشرية منذ آلاف السنين، ومن جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي دعم بلاده لجهود حل تلك القضية على نحو يحقق مصالح جميع الأطراف ويراعى الأهمية البالغة التى تمثلها مياه النيل لمصر.

 وقد عبر الجانبان عن الحرص المتبادل لتدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة بينهما والتي تمثل ركيزة مهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والتطلع لتعظيم التنسيق والتشاور المشترك خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف القضايا السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك.

 دور مصر التاريخي

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وزير الدفاع الأمريكي، أوستن لويد، وذلك بمقر البنتاجون فى واشنطن، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن وزير الدفاع الأمريكي عبر عن تشرفه بزيارة الرئيس السيسي لمقر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، مؤكداً على التقدير البالغ لجهود الرئيس الشخصية وروح القيادة شديدة الاتزان والفاعلية لتحقيق الأمن والاستقرار والتهدئة ليس فقط فى الشرق الأوسط وإفريقيا بل على المستوى العالمى، وتجاه مختلف القضايا والأزمات الدولية، وذلك امتداداً لدور مصر التاريخى السباق فى ارساء ونشر ثقافة السلام والعيش المشترك فىالمنطقة، وهو الدور الهام جدا للولايات المتحدة التى تعول عليه وتدعم قدراته.

 ومن جانبه أكد الرئيس حرص مصر على دعم شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، خاصة ما يتعلق بالشق العسكري، وكذلك على الصعيد الأمنى خاصة فى ظل الظروف الاستثنائية التى تشهدها المنطقة والعالم، وفى هذا السياق تم التوافق خلال اللقاء على الاستمرار فى تعزيز العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة باعتبارها صلب الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتدعم مسئوليتهما وجهودهما المشتركة تجاه استعادة الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط.

 دوائر صنع القرار

 شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر إقامته بواشنطن، فى إفطار عمل مع عدد من القيادات الجمهورية بمجلس النواب الأمريكى ، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي أكد على استراتيجية ومتانة العلاقات المصرية الأمريكية، معرباً عن تقدير مصر للدور الذي يقوم به مجلس النواب الأمريكي فى تعزيز الشراكة بين البلدين، والتطلع لمواصلة الارتقاء بهذه الشراكة وتعزيزها فى مختلف مجالات التعاون الثنائي فىإطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.

 وأكد الحرص على التواصل مع مختلف دوائر صنع القرار بالولايات المتحدة، فى إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين إزاء مختلف القضايا.

 من جانبهم؛ أعربت القيادات الجمهورية بمجلس النواب الأمريكي عن تشرفهم بلقاء الرئيس السيسي، مؤكدين أن مصر تمثل حليفا رئيسيا للولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط، ومعربين عن التقدير لدور مصر المحوري كركيزة للأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط والقارة الإفريقية، إلى جانب جهود مصر الناجحة فى التصدي لخطر الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء مفاهيم التسامح الديني، ومساعيها المتزنة الرشيدة بقيادة الرئيس السيسي للتوصل إلى حلول لمختلف الأزمات التي تمر بها المنطقة.

 وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد حوارا متبادلا بين الرئيس السيسي والقيادات الجمهورية بمجلس النواب الأمريكى الذين حرصوا على الإستماع لتقدير الرئيس تجاه مجمل الأوضاع الإقليمية بالشرق الأوسط، وكذلك القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

 كما تناولت المناقشات مع أعضاء مجلس النواب الأمريكي من القيادات الجمهورية مستجدات قضية سد النهضة، ومن جانبه أكد الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت الذي يهدف إلى صون أمنها المائى من خلال إبرام اتفاق قانونى ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد وذلك لضمان التدفق الطبيعى التاريخى لمياه النيل إلى مصر، أخذاً فى الاعتبار الاعتماد الكلى لمصر على نهر النيل كمصدر أساسي للمياه، وقد عبر الحضور من أعضاء مجلس النواب الأمريكى عن تفهمهم التام لشواغل مصر وموقفها من تلك القضية الحساسة التي تتعلق بالأمن القومى المصرى.

 علاقات ممتدة

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى مقر إقامته بواشنطن، أعضاء تجمع أصدقاء مصر فى الكونجرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري  ، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء على استراتيجية العلاقات الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات بكل جوانبها، وذلك فى إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، لاسيما فى ظل الواقع الإقليمي المضطرب فى المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها عدم الاستقرار وخطر الإرهاب الآخذ فى التنامي والذي طالت تداعياته العديد من الدول، فضلاً عن التداعيات السلبية على الاقتصاد وأمن الطاقة والغذاء التي سببتها العديد من الأزمات العالمية المتلاحقة وعلى رأسها جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، وهو ما يستدعي التكاتف لمواجهة تلك التداعيات.

 من جانبهم؛ ثمن أعضاء تجمع أصدقاء مصر بالكونجرس الأمريكي عمق التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، مؤكدين الأهمية الكبيرة التي توليها الولايات المتحدة للعلاقات مع مصر، أخذاً فى الاعتبار أن مصر تعد ركيزة الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط والعالم العربي، فضلاً عن كونها شريكاً محورياً للولايات المتحدة فى المنطقة، مع الإعراب عن التقدير البالغ لدور مصر الناجح والفاعل تحت قيادة الرئيس السيسي فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإصلاح الخطاب الديني وإرساء المفاهيم والقيم النبيلة من حرية الاعتقاد والتسامح وقبول الآخر، مؤكدين أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تنسي فضل مصر فى فتح باب السلام ونشر ثقافة التعايش المشترك فى منطقة الشرق الأوسط.

  القضية الفلسطينية

 وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى عدد من المجالات، كما تم التطرق إلى التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصةً ما يتعلق بمستجدات القضية الفلسطينية، حيث أشاد أعضاء الكونجرس بالجهود المصرية الداعمة لعملية السلام، فى حين أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت فى هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، الأمر الذي يفتح آفاقاً للتعايش السلمي والتعاون بين جميع شعوب المنطقة.

 واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر إقامته بواشنطن، قادة المنظمات اليهودية الأمريكية، وأكد الرئيس السيسي لقادة المنظمات اليهودية الأمريكية أن حل القضية الفلسطينية سيمثل خطوة عملاقة فى تاريخ المنطقة ويغير تماماً من واقعها المتأزم، لتبدأ مرحلة جديدة من السلام والتعاون والتنمية والتعايش السلمى.

وحضر الرئيس عبد الفتاح السيسى، مأدبة عشاء بالبيت الأبيض للزعماء الأفارقة المشاركين فى القمة الأمريكية الإفريقية، بدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن.