الرئيسية سياسة ملفات مهمة.. قمة «بغداد 2» توسع مائدة الحوار الإقليمي
سياسةشئون عربية
ملفات مهمة.. قمة «بغداد 2» توسع مائدة الحوار الإقليمي
By amrديسمبر 26, 2022, 15:54 م
535
سوسن أبو حسين
على ضفاف البحر الميت بالأردن انعقدت القمة الثانية تحت مسمى (مؤتمر بغداد 2) للتعاون والشراكة، وسبق وأن انعقد المؤتمر لأول مرة فى 28 أغسطس 2021 فى العاصمة العراقية بغداد، وشاركت فيه 9 دول عربية وأجنبية، إضافة إلى عدة منظمات إقليمية ودولية .
شارك فى «مؤتمر بغداد 2» قادة وممثلو الدول والمنظمات الإقليمية، وكل من مصر والسعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وعُمان وتركيا وإيران، وفرنسا إضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي.
انعقدت القمة فى ظل أوضاع صعبة إقليميا ودوليا وفق رؤية بعض المتابعين والمحللين نظرا للملفات التى اهتمت بها القمة وعلى رأسها الأوضاع فى العراق ولبنان وسوريا ومكافحة الإرهاب وأمن الغذاء والطاقة ونووى إيران.
شراكة وتعاون
واهتم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمشاركة فى هذه القمة المهمة وقد أوضح المتحدث الرسمى السفير بسام راضى أن مشاركة الرئيس تأتى فى إطار دعم مصر لعودة العراق الشقيق لدوره الفاعل والمتوازن على المستوى الإقليمي، والحرص على ضمان أمنه واستقراره، حيث يسعى المؤتمر إلى البناء على النتائج التى أسفرت عنها الدورة الأولى من مؤتمر بغداد التى انعقدت فى أغسطس 2021، وذلك من خلال مناقشة السبل الكفيلة لتعزيز مسار الحوار البناء بهدف حل المشاكل بالمنطقة، فضلاً عن تهيئة الظروف المناسبة لإقامة شراكة وتعاون وتكامل اقتصادى بين العراق ودول الجوار والدول الصديقة.
أجواء إيجابية
وكان من اللافت خلال هذه القمة أجواء إيجابية أعلن عنها عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطنى فى العراق حيث اكد أهمية مصر بالنسبة للعراق من حيث ثقلها الإقليمى والدولي، مبينا أن العراق منفتح على الجميع ويقدم فرصا استثمارية فى جميع المجالات ويتحرك مع الجميع من ثابت مصلحته الوطنية وحفظ سيادته.
بينما أشار رئيس مجلس الوزراء العراقى محمد شياع السوداني، إلى أن قمة بغداد الثانية التى استضافتها الأردن أكدت دور العراق المحورى بالمنطقة والعالم، وأنها ستكون منطلقًا لتنمية اقتصادية وشراكة جادّة مرتكزها بغداد السلام.
وأوضح أن فكرة تأسيس مؤتمر بغداد تنطلق من رغبة العراق فى إرساء وتعزيز قواعد التعاون والشراكة بينه وبين دول الجوار الجغرافى والإقليمى، إضافة إلى الدول الصديقة، مؤكدا أن الحكومة العراقية تتبنى نهجا منفتحا يهدف إلى بناء شراكات إقليمية ودولية مبنية على المصالح المشتركة، بما فى ذلك إنشاء المشروعات الاستراتيجية التكاملية لربط العراق بمحيطه الإقليمى.
واضاف أن العراق يسعى للعمل مع الدول الأخرى، للتحول إلى دول مصنعة، من خلال إنشاء مناطق صناعية مشتركة تستفيد من نقاط القوة والمنافسة لكل دولة، وتعزز من القدرة الصناعية المشتركة، وتربط سلاسل القيمة المضافة لكل من الدول، ضمن سلسلة متكاملة قادرة على المنافسة فى الأسواق العالمية، وكذلك إطلاق المشروعات العملاقة فى شتى القطاعات، كالنفط والغاز والزراعة والصحة والتعليم والسياحة.
وأكد أن العراق يواجه تهديدا وجوديا بسبب شح المياه، وإننا عازمون على العمل الجاد مع جيراننــا بالجمهورية التركيـــــــة والإيرانية، بما يساعد على دعم التعاون وتحقيق التنمية والاستقرار، ونحن نبدأ فى تعزيز استخدام أنظمة الرى الحديث للحفاظ على المياه
المصالح المشتركة
وحرص العاهل الأردنى الملك عبد الله الثاني، على لقاء مع وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان، للتأكيد على أهمية مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة فى مواصلة دعم العراق الشقيق.
ولفت إلى أهمية المؤتمر فى بحث آليات التعاون الإقليمي، بما يحقق المصالح المشتركة، وتم التأكيد على أهمية الحلول السياسية لأزمات المنطقة، وبناء علاقات إقليمية تُكرس الأمن والاستقرار قائمة على مبدأ حُسن الجوار وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول..
فيما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على ضرورة ألا يكون العراق ساحة للصراع أو تصفية الحسابات، مشيرا إلى دعمه حق العراقيين فى أن يروا مستقبلا أفضل لأبنائهم وأن يحققوا تطلعاتهم المشروعة فى النمو والاستقرار وتوظيف الإمكانيات الهائلة لبلدهم.
وقال أبو الغيط، إن العراق يشهد مرحلة تحول مهم فى تاريخه المعاصر، حيث اتخذ خطوات ملموسة على صعيد استعادة التوازن فى علاقاته بمحيطه العربى والإقليمي، وذلك بعد تشكيل حكومة جديدة جاءت فى أوقات عصيبة تشهد استقطابات داخلية حادة، مشيرا إلى أن العراقيين نجحوا فى احتوائها بمنطق السياسة وآلية الحوار.
ودعا إلى استمرار هذا النهج الاحتوائى فى المستقبل، دون إقصاء لأى طرف أو جماعة سياسية حفاظا على السلم الأهلى للبلاد بكل مكوناته وأطيافه.
وأضاف أن الحكومة العراقية، اخذت على عاتقها مهمة صعبة من أجل استعادة ثقة الشعب العراقى وتخفيف معاناته، مشيرا إلى أن العراقيين يتطلعون إلى صفحة جديدة تطوى صفحة المحن والمآسى التى عانى منها العراق على مدى عقود.
ولفت إلى أن التعاون وبناء شبكات من المصالح المتبادلة يمثل مسارا لا غنى عنه لتجاوز الصعوبات الاقتصادية، مضيفا أن موارد المنطقة يمكن أن تتعاظم مرات ومرات إذا استغلت فى إطار من التعاون البناء.
وأوضح أن المشروعات الطموحة بين عدد من الدول العربية من الربط الكهربائى إلى استثمارات مشتركة فى البنية التحتية تمثل طاقة أمل لشعوب المنطقة وشبابها، كما يعد الاجتماع منصة مهمة لتعزيز هذا النوع من التعاون والتشبيك عبر الإقليم.
وشدد على ضرورة تخفيض حدة التوترات الأمنية والتهديدات فى الإقليم، مؤكدا أن معالجة حالة الاستقطاب فى الإقليم تبدأ من التزام جميع الأطراف بالمبدأ المؤسس للعلاقات الدولية الحديثة وهو عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول واتباع سياسة حسن الجوار، فضلا عن الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد لحل النزاعات.
وفى تقديرى إن مشاركة دول إقليمية مثل تركيا وإيران يعد بداية لحل المشاكل والخلافات عبر الحوار وإعطاء الفرصة للتعاون وتبادل المصالح بدون تدخلات سالبة وإيجاد توازن فى هذا الإقليم المهم: العراق – سوريا – لبنان – الأردن وكذلك تعزيز التعاون الاستراتيجى بين مصر والعراق والأردن.