بعد القمة العربية الصينية، التى انعقدت فى السعودية؛ قام وزير الخارجية الصينى تشين جانغ، بجولة إفريقية لدعم التعاون، وهنا يمكن القول إن الصين تتعامل حاليًا مع العرب والأفارقة كقارة من حيث تعداد السكان والثروات الطبيعية والإمكانيات القادرة مع وحدتها إلى قوة لا يستهان بها، إذن نحن أمام إعادة صياغة التجمعات والتحالفات فى عالم يموج بكل أنواع الأزمات والأطماع، ولكن وسط هذه الرؤية لابد من التفكير بطريقة المصالح المتبادلة، وعدم الاكتفاء بالعناوين، التى تتحدث عن علاقات قديمة واستراتيجية، وكلنا يعلم أن العرب والأفارقة يشكلون سوقا استهلاكية واسعة، لصالح الصين التى تعتمد فى صناعتها المختلفة حتى اليوم على الثروات الطبيعية التى تمتلكها إفريقيا، ومن ثمّ، وجب على الصين المستفيد الأكبر إسقاط الديون الإفريقية ودعمها فى مجال الصناعة والتكنولوجيا والبنية الأساسية.

 أما بالنسبة للدول العربية فلا يجب الاكتفاء بأنها تدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الذى لم يحصل على أدنى حقوقه حتى اليوم، وننتظر الدعم الاقتصادى فى عدم الاعتماد على الدولار، وأن يكون هناك فرص للتعامل بالعملات المختلف للدول العربية
أو حتى باليوان الصينى، وأن يكون التحالف العربى الإفريقى الصينى قطبا كبيرًا ورقما لا يستهان به فى قوة القرار الدولى وصيانة التوازن فى تبادل المصالح.

وخلال لقاءات الوزير الصينى (تشين جانغ) مع المسئولين فى مصر فقد أكدت القاهرة حرصها على الاستمرار فى التعاون المثمر فى إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع البلدين الصديقين، كما أكد الوزير الصينى أن الظلم التاريخى الذى يعانى منه شعب فلسطين لا يجوز ولا يمكن المساومة على حقوقه المشروعة، داعيا المجتمع الدولى لدعم مبدأ حل الدولتين والأرض مقابل السلام وتفعيل المفاوضات ودعم الفلسطينيين لإيجاد حل عادل للقضية.

كما وصف العلاقات مع مصر بانها حققت قفزة كبيرة فى ظل التعاون بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني.

وقال إن تعميق الشراكة الاستراتيجية العربية – الصينية يساعد على تحقيق العدالة بشكل أفضل، وحماية السلام والتنمية فى العالم، وتحقيق التطلعات المشتركة للشعبين العربي والصيني.

بدورها ترى مصر التطلع لدور صينى داعم حول أزمة الغذاء والطاقة وهي موضوعات رئيسية تم تناولها فى المباحثات.

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط  أن العلاقات الصينية العربية تتسم باستقرارها، فى ظل التقدير العربي للمواقف الصينية، وهو ما يعكس التعاون المستمر بين الجانبين، والحرص على استمراره.