https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

اكتفاء ذاتى من تقاوى القمح والمحاصيل الاستراتيجية

779

يعتبر القمح من أهم المحاصيل الاستراتيجية على الإطلاق، وتحقيق اكتفاء نسبى من خلال زراعته يعمل على تقليل الفاتورة الاستيرادية بشكل كبير وتحقيق نسبة من الأمن الغذائي، خاصة مع الأزمة الاقتصادية التى مر بها العالم خلال العام الماضى بعد الحرب الروسية – الأوكرانية، لذلك كانت خطة الدولة هى تحقيق الأمن الغذائى النسبى من خلال زيادة المساحة المزروعه التى ستصل إلى 4 ملايين فدان العام القادم، وتحقيق اكتفاء كلى من التقاوي، وقد شهد هذا العام تطورات كبيرة فى زراعة القمح سنتعرف عليها من خلال التقرير التالي.

ياسمين وهمان

من جانبه، قال د. أحمد القط رئيس الفريق العلمى للنهوض بمحصول القمح بمحافظة جنوب سيناء وعضو الحملة القومية للنهوض بالقمح أن الحصاد بدأ فى جميع المحافظات المصرية، وأن رفع سعر توريد القمح إلى 1500 جنيه كسعر ضمان للسادة المزارعين ساهم فى توريد القمح إلى الدولة بسهولة كبيرة، لافتًا إلى أنه بالنسبة للمحافظة المسئول عنها كرئيس لفريق البحث العلمى للنهوض بمحصول القمح بمحافظة جنوب سيناء، فقد تم الحصاد بالكامل ويتم الآن عملية التوريد للمطاحن التابعة لوزارة التموين أو لهيئة المطاحن.

وأشار إلى أن لدينا 7000 حقل إرشادى على مستوى جمهورية مصر العربية ويتم متابعتها بصفة دورية وبشكل دقيق، بالإضافة إلى متابعة الحقول المجاورة وإعطاء المزارعين الإرشادات الفنية المطلوبة والمهمة أثناء عملية الحصاد وأهمها اتباع نظام الحصاد الآلى، والذى يكون ذا فائدة كبيرة فى حصاد التجميعات الزراعية الكبيرة باستخدام آلة «الكموبين»، التى تساعد فى تقليل الفاقد أثناء الحصاد.

وتابع أن من أهم النصائح التى يجب أن يتبعها المزارعون المعتمدون على الحصاد الآلى أو الحصاد اليدوى هى أن يتم الحصاد فى الصباح الباكر لوجود نسبة رطوبة تساعد فى تقليل الفاقد لعدم تخبط السنابل ببعضها، بالإضافة إلى جمع الربط وجمع القمح على حافظات من البلاستيك مما يساهم فى عدم إهدار أى حبة من القمح، بالإضافة إلى التشديد على المزارعين بضرورة استخدام أجولة سليمة أثناء عملية النقل من الحقول إلى الصوامع أو المطاحن للحفاظ على المحصول الناتج أثناء عملية النقل.

وأكد أن الدولة قامت بدور عظيم خلال الفترة الماضية فى إنشاء الصوامع، والذى يعتبر من أهم وأنجح المشروعات القومية التى ساهمت فى نجاح زراعة المحاصيل الاستراتيجية والحفاظ على المحصول من الحشرات والقوارض بجودة عالية ودرجة رطوبة معينة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية بدأت توسع كبير فى هذا الأمر، وأصبح لدينا كفاءة تخزين تصل إلى 5 ملايين طن، بالإضافة إلى تطوير الشون الترابية وتحويلها إلى شون أسمنتية.

وأشار إلى أن الفترة القادمة ستشهد إنشاء صوامع جديدة لزيادة القدرة الاستيعابية على التخزين وذلك بالتعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبى، وتعتبر تلك الخطوات من أهم الحلول التى نفذتها الدولة للحفاظ على القمح كأحد أهم المحاصيل الاستراتيجية.

اكتفاء ذاتي

وتابع أن العام الماضى كان لدينا توريد قارب 4.5 مليون طن، لافتًا إلى أن هذا الرقم مع الحوافز التأمينية الرائعة التى قدمت للفلاحين من جانب الدولة، بالإضافة إلى سعر الضمان سيشجع المزارع المصرى أن يورد القمح للدولة، وبالتالى المساهمة فى تقليل فاتورة الاستيراد فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تواجه العالم بأكمله.

وأضاف أنه لدينا اكتفاء ذاتى من التقاوى المعتمدة للقمح، وأن العام القادم سيشهد تغطية بنسبة 100% من التقاوى الخاصة بجميع المحاصيل الاستراتيجية، وذلك تماشيا مع رغبة الدولة فى تحقيق اكتفاء ذاتى من المحاصيل الاستراتيجية .

واستطرد أنه لدينا برامج «تربية» قومية لإنتاج أصناف من القمح عالية الإنتاج ومتحملة للاجهادات البيئية، مشيرا إلى أنه أصبح لدينا تغيرات جوية شديدة وتذبذب فى درجات الحرارة قد يؤثر على المحصول، ولكن الأصناف المزروعة من المحصول لديها قدرة وراثية كبيرة للتأقلم على الظروف المناخية المصرية، وعلى الرغم من ذلك فكان لدينا هذا العام برامج للتربية لإنتاج تقاوى مقاومة للملوحة، ويتم التوسع فى العمل عليها، وتلك البرامج تتماشى مع الاستثمارات الكبيرة، التى تقوم بها الدولة فى الأراضى الجديدة مثل توشكى.

وأكد أنه خلال عامين من الآن سيكون لدينا تقاوى مقاومة للملوحة، وذلك من خلال تجارب مشتركة مع المركز الدولى لإنتاج وتحسين الحبوب بالمكسيك، وهو مركز دولى غير هادف للربح وإنتاج تقاوى مقاومة للحرارة والملوحة.

وتابع أنه خلال الفترة القادمة سيكون لدينا حوالى أربعة أصناف جديدة لإنتاج قمح الخبز تتميز بمرونة عالية للاجهادات البيئية، مشيرا إلى أن التغيرات الجوية الحالية غير قاصرة على مصر فقط، وأنما على العالم بأكمله.

وأكد القط أن مركز البحوث الزراعية لديه خطة عمل بأنه لا يتم تسجيل أى نوع ذات إنتاجية اقل من الأنواع الحالية بل من المفترض أن يكون ذا إنتاجية أعلى وبصفات محصولية جيدة.

المشروعات الجديدة

وأضاف أن المشروعات القومية الجديدة مساهم حقيقى بمساحات كبيرة فى زراعة القمح هذا العام منها توشكى العوينات ومستقبل مصر وهناك عدد من التجارب فى مشروع مستقبل مصر وصل إلى إنتاجية عالية ومبشرة، وذلك لتطبيق المزارع لحزمة التوصيات الفنية والعلمية التى نقدمها لهم باستمرار وتظهر ثمارها فى وصول إنتاجية بعض الأراضى الجديدة إلى 27 إردبا للفدان، وهذا رقم لا يستهان به على الإطلاق، وهذا يعنى إنتاج 4 طن قمح وهذا رقم صعب الوصول إليه فى بعض الدول الأوروبية، لافتا إلى أن مصر الأولى فى دول حوض البحر المتوسط وإفريقيا والدول العربية فى إنتاجية الفدان بالنسبة لوحدة المساحة.

وتابع أن خطة الدولة خلال العام القادم هو الوصول إلى 4 ملايين فدان من زراعة القمح، ويتم العمل على هذا الهدف من خلال محورين، هما إنتاج التقاوى ووضع خطة بحثية من خلال تنفيذ الحملات القومية بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى وصندوق دعم المشروعات الزراعية الجديد للوصول إلى هذا الهدف.

موسم جيد

من جانبه، قال د. خالد جاد عضو الحملة القومية للنهوض بالقمح ورئيس المكتب الفنى بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية إننا اعتمدنا هذا العام على مجموعة من الأصناف الجديدة، التى تم زراعتها منذ العام الماضى مثل سخا 95 ومصر 3، بالإضافة إلى جيزة 71، وتعتبر كلها أصنافا جديدة متأقلمة ومتحملة للظروف الجوية وأعطت إنتاجية جيدة الموسم الماضي.

وأضاف أما هذا العام فقد تم زيادة المساحة المزروعة من تلك الأنواع، بالإضافة إلى استنباط ثلاثة أنواع جديدة من القمح يتم إكثارها فى الوقت الحالى لاستخدامها العام القادم.

وأشار إلى أنه مع استمرار الزراعة على هذا الوضع فمن المتوقع أن نشهد موسما جيدا، ويعطى نتائج مبهرة أعلى من الموسم الماضى، لافتًا أن تحديد سعر بيع القمح بشكل مسبق مع الفلاحين ساهم بصورة كبيرة فى إقبال الفلاحين على زراعته، وبالتالى زيادة المساحة المزروعة، بالإضافة إلى وجود حافز إضافى للفلاحين المقبلين على زراعة القمح، والذين التزموا بتعليمات زراعته وأعطوا نتائج جيدة وسيتم الإعلان عنها قريبا.

واستطرد أن من أسباب زيادة مساحة زراعة القمح هذا العام هو دخول المشروعات الزراعية الجديدة بمساحات جديدة مزروعة من القمح، ولكن لم نحصرها بعد وإن كانت نتائجها مبشرة للغاية منذ العام الماضي.

وتابع أن مشروع مستقبل مصر يعتبر أحد العناصر الأساسية فى زراعة القمح هذا العام يليها مشروع المليون ونصف فدان، خاصة فى منطقة المنيا، بالإضافة إلى بعض المساحات المزروعة فى شرق العوينات وتوشكي، حيث ساهمت بمساحات جيدة تحت إشراف الشركة الوطنية للقوات المسلحة.

وأكد د. خالد أن جميع أصناف القمح المزروعة، هى من استنباط مركز البحوث الزراعية وهى تعتبر أصنافا جديدة عالية التأقلم خاصة فى أراضى المشروعات الجديدة، بالإضافة إلى التأقلم مع التغيرات المناخية التى تحدث سنويًا.