https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

كل عام وأنتم كما تتمنون

794

 

يقترب عام 2023 من نهايته، حاملاً معه أذيال انتكاسة أخرى للعرب، تضاف إلى سلسلة الانتكاسات الموزعة على الخارطة الممتدة من الخليج إلى المحيط.

ينتهى عام فى عمر الزمان، دون وعد بانتهاء أقسى وأصعب محنة تمر بالأشقاء الفلسطينيين، فى غزة والضفة الغربية، ورام الله، وجنين، والخليل، وطولكرم، وكل البلدات والقرى فى فلسطين المحتلة، التى تتعرض لحرب بربرية متوحشة، من محتل غاشم، قاتل ل لحياة، تدعمه أنظمة وحكومات غربية هي بمثابة شريك متواطئ وداعم فى العدوان.

ينتهى عام 2023 ولا تنتهى خارطة الحريق الكبير، المشتعل فى السودان، الوطن الذى تتخطفه غربان الشؤم، المتقاتل على هوية أمة تبحث عن غدها المفقود.

يمر عام 2023 على سوريا المثقلة بالجراح، وكرات اللهب الهابطة من السماء بفعل غارات الجو الإسرائيلية تدك أطرافها وعمقها، والاستعمار الغربي والإسلامى، التركى والإيرانى، جاثم على صدر السوريين، من تبقى منهم ولم يتشتت فى المنافى، وترك وطنه للغرباء ينهشون فى لحمه، ويسرقون خيراته، ويقطعون أوصاله من أراضيه، ويوزعونها غنائم على أنفسهم، ولا تغيب دمشق وحلب وإدلب عن البال، متمنين لها السلامة.

يمر عام على ليبيا التى تقبض على وحدة وطن تتنازعه دعوات التقسيم وصراعات السلطة والثروة، ويتوزع الوطن بين بنغازى وطرابلس الغرب.

ولا انتهاء بلبنان الذى يحتضر، واليمن “السعيد” بغفلتــه التى طالــت، والعــراق الذى لا يكاد يتعافى حتى تضربه النوائب،
ولا انتهاء بالمطبعين، المهرولين نحو حضن العدو، الساعين إلى حتفهم بظلفهم.

يمر العام تاركًا أثر جرح عميقًا، وطعنة خنجر فى جسد مثقل بالجراح، مخلفًا ذكرى زلزال انطلق من ساعة صفر يوم 7 أكتوبر الماضى، ليضرب أركان وقواعد كيان مستأسد على الضعفاء، معتد، غاصب، متكبر، كيان زلزله طوفان الثأر للأقصى فأغرق كرامة العصابة التى تحرسه فى الوحل، وكشف عورتها، وأصاب مجرميها بالجنون، فأظهروا قساوة قلوب فاقت صلابة الحجر، وراحوا يرتكبون أبشع جرائم الإبادة التى عرفتها البشرية فى حديث عهدها، ففاقوا “النازيــة” و”الفاشـــية” و”الستالينية”، وكل الأنظمة البربرية التى استلهموها وطبعوها بطبعتهم اليهودية، وأدخلونا فى حرب تهدد الوجود إذا تجاوزت الحدود.

وفيما يمضى عداد الأيام فى العد العكسى حتى يعلن نهاية العام، يستمر عدّاد الضحايا فى غزة وسائر فلسطين يرتفع فى جنون، ويتوقف نبض الأمل تحت وطأة ضربات الألم ويشتد الوجع.. ولا رجاء إلا فى رحمة الله سبحانه وتعالى أن تتغمدنا.. كل عام وأنتم كما تتمنون.