https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

ملفات شائكة وتجارب صعبة.. «داعيات» في مهمة قومية

2714

نجاحات كبيرة حققتها الواعظات على مدار السنوات الماضية في التطرق إلى موضوعات تبدو هينة ولكنها غاية في الخطورة، خصوصا أنها تمس أركان الدولة، وتحديدا فيما يتعلق بالأسرة والطفل، وبعض العادات الاجتماعية الخاطئة مثل الزواج المبكر وختان الإناث، وتنظيم الأسرة.

قضايا وملفات كن فيها جنديات لا يهبن في الحق لومة لائم، أثبتن نجاحات كبيرة آخرها التوعية بأهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية فجاءت النتيجة بأن النساء تقدمن الصفوف وخرجن للمشاركة الفاعلة، واستعانت وزارة الصحة بالواعظات فى المحافظات، خصوصا فى المناطق الأكثر إنجاباً، بالتعاون مع مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف، للمساهمة فى حل المشكلة السكانية وكثرة المواليد بهذه المناطق، كأحد المحاور الأساسية لخفض الزيادة السكانية بواقع 300 ألف مولود جديد كل عام.

قالت وفاء عبد السلام، من واعظات الأوقاف: «أنا أخاطب المرأة، وأعرف طبيعتها، وأعرف أن أجيب عليها عندما تسألنى عن شيء، وأنا لست سباقة فى هذا الأمر».

وأضافت: «هناك بعض الأمور تحرج المرأة أن تتحدث بها مع رجل، فتكون أكثر راحة وهى تسأل امرأة مثلها».

فمثلا، دخلت امرأة على النبى y، تسأله عن الطهارة، فقال لها: «خذى قطعة من مسك وتطهرى بها»، فقالت: «وكيف أتطهر بها يا رسول الله؟ فأخذتها السيدة عائشة وقالت لها تتبعى بها أثر الدم».

وأوضحت: المرأة على مر العصور كان لها دور، وكان دورا قويا، فالمرأة كل المجتمع، فالمرأة ليست عنصرا هامشيا فى هذا المجتمع، فالمرأة نصف المجتمع وهى التى تربى النصف الآخر.

وتابعت: «إن بعض الرجال يمنع زوجته من الخروج لحضور دروس العلم لو كان الواعظ رجلا، لكن عندما يعلم أن الواعظ امرأة يكون ذلك دافعا ليتركها تخرج إلى المسجد، وعندما يرى تأثير ذلك داخل منزله لن يمنعها مرة أخرى، عندما يجد أن الواعظة نجحت فى أن تصوب أشياء كثيرة فى حياة زوجته».

وأكملت: «تشرفت ومجموعة من زميلاتى الواعظات بعقد عدة ندوات فى جنوب سيناء، تحت رعاية د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وذهبت إلى وادى الطرفة، وكان حديثى مع السيدات هناك عن تنمية الأسرة بشكل عام وعن (تنظيم الأسرة بشكل خاص)، وكانت محاضرتى فى هذه الندوات (أن الأسرة تعتبر تجمعا مقدسا) له غايات سامية، كثيرا ما حرص الإسلام على إبقائه قوياً متماسكاً، يحقِّق أهداف ويصمد أمام الطوارئ والأحداث، ومن الغايات النبيلة فى بناء الأسرة إنجاب النسل الصالح المفيد للمجتمع والوطن، وقد أكد الإسلام حسن تربية الأبناء وتهذيبهم منذ الصغر على المبادئ والقيم الإسلامية الصحيحة، وألقى هذه المسئولية على عاتق كل من الآباء والأمهات، وبيَّن رسول الله y أن الأسرة أمانة ومسئولية يحاسب عليها العبد يوم القيامة، فقال y: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئول عَنْ رَعِيَّتِهِ، والمرأة راعية فى بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها) ولن يتحقق ذلك إلا بمراعاة صحة الأم وقدرة الأب والأم على الإنفاق على الأسرة».

وأكدت عبدالسلام، أنه كانت هناك استجابة كبيرة من عدد كبير من السيدات، ولكن جاءت الأسئلة من بعضهن حول خشيتهن من مخالفة الشرع وأحاديث النبي، التى تتحدث عن الكثرة، فقمت بالتوضيح أن تنظيم الأسرة لا يتعارض مع قوله y: (تَنَاكَحُوا تَنَاسَلُوا فَإِنَّى مُبَاهٍ بِكُمْ الْأُمَمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

وأوضحت يمنى أبو النصر، من واعظات وزارة الأوقاف، أنهن لم يتواجدن فجأة، ويعملن فى الدعوة منذ سنوات، بتصريحات، حتى جاء التقنين والعمل تحت مظلة الأوقاف وإدارة مخصصة، وكان الهدف فى بداية الأمر هو إعادة فلترة الساحة، حتى تميز من لديه علم ومن لا يتبع أفكارا متشددة وخاطئة، وبدأت الوزارة فى إعداد الواعظات من خلال إجراء مقابلات واختبارات، حتى نضع القدوة والشكل الذى يناسب الدعوة.

وقالت: «إنه عندما تتحدث المرأة فى أمور المرأة ستكون أكثر فهما، حتى بطبيعتها النفسية، والنبى عندما كان يعلم النساء كان يعلم امرأة لتعلم النساء».

وأكدت الشيماء حمدان، من واعظات الأزهر الشريف، أن الإسلام وضع مناهج لكل الأمور، منها الأسرة فوضع الأحكام والقواعد الشرعية التى ترسم الحقوق والواجبات لكل أفرادها ومنها حقوق الأبناء، فقد تحدث الشرع فى كل الأمور الخاصة بالنشأة والتربية وما يستلزمها من مناخ وحقوق  أهمية الأسرة ودورها فى تخريج أجيال مميزة من الأبناء، ونصحت بضرورة أن يتحدث الأب والأم مع أبنائهم ويعلموهم كيف كان المسلمون أعزاء، وكيف تعلم الغرب اللغة العربية حتى يتعلموا منهم سائر العلوم الحديثة، ويقصوا لهم أخبار وقصص علماء المسلمين حتى يكونوا قدوة لهم، يحدثونهم عن ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية، وابن سيناء الذى برع فى الطب منذ أن كان عمره 16 عاما، ويعد كتابه القانون فى الطب، المرجع الأول فى الطب والدواء، والزهراوى كان يجرى عملية استئصال الغدة الدرقية، وهى عملية لم يجرؤ أى جراح فى أوروبا على إجرائها إلا فى القرن 19 بعده بـ 9 قرون، والخوارزمى الذى برع فى الرياضيات واكتشف الأرقام الهندية العربية واخترع الصفر، وغيرهم الكثيرون.

وأوضحت أنه من الضرورى جدا البعد عن الخلافات الأسرية التى تؤثر سلبا على نفسية الأبناء، وبالتالى على مستواهم الدراسى وتحصيلهم العلمي، فقال النبى y «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول»، فعندما يختلف الزوجان أمام أبنائهما سيؤثر ذلك على نفسيتهم وشعورهم بالطمأنينة، وقد يؤدى إلى نشأة أطفال مهزوزى الشخصية مترددين لا يستطيعون التركيز ولا المذاكرة، وقد يؤثر ذلك على حياتهم المستقبلية فيما بعد.

وقالت: «من الواجبات التى أوجبها الله على الوالد الإنفاق على ولده، فقال تعالى: «وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها»، وعليه فكل ما فيه منفعة للطفل بدنيا وصحيا ينبغى على الوالد ألا يبخل به على ولده، لكن فى حدود الطاقة والاستطاعة.

وتابعت: «ينبغى على الآباء أن يعودوا أطفالهم على  النظافة الشخصية، حتى يجنبوا أنفسهم الكثير من الأمراض، بتقليم الأظافر، وتعوديهم على غسل اليدين قبل الأكل وبعده، ونظافة أسنانهم وتمشيط شعرهم».

ولفتت إلى ضرورة تعويد الأطفال على المحافظة على الصلوات الخمس فى أوقاتها، والاستمرار فى حفظ القرآن ومراجعته.

وقالت الواعظة سمية نبيل إبراهيم، إن هناك تنوعا فى الموضوعات التى تقدمها فى دروس الوعظ، آخرها دورة أحكام الأسرة، والتى اعتمدت فيها على شرح كتاب دليل الأسرة المسلمة لدار الإفتاء المصرية، واشتملت على عدة محاور أهمها: لماذا ننشئ أسرة؟ وكيفية بناء الأسرة، ومعايير الاختيار، والحب قبل الزواج فى الإسلام، ومرحلة الخطبة فى الإسلام، والزواج الصحيح بشروطه وأركانه، وحق كل من الزوجين على الآخر، وأحكام الأسرة قبل الزواج وبعده، والتفكك الأسرى أسبابه وعلاجه، والطلاق وأحكامه وما يترتب عليه من أحكام كالعدة والنفقة وغيرها.

وقالت سماح عبد الله، من واعظات الأوقاف، إنها شاركت فى مبادرات تابعة لوزارة الأوقاف مثل «حق الطفل» و»سكن مودة»، لمتابعة الأسرة بكل جوانبها.

وأكدت الواعظة نيفين مختار، أن رسالة الواعظات دعوية ووسطية عصرية تلتزم بأصول الدين، موضحة أن المرأة هى كل المجتمع وبصلاح فهمها ووعيها يصلح شعب طيب الأخلاق.

وأضافت: «كما نقوم بنشر سماحة الإسلام والاهتمام بقضايا المرأة والفتيات والنشء، ونشر ثقافة السلم والتعايش مع الآخر بقبول وحسن عشرة كان وسيظل أهم سمات مصر وشعبها، فنحن نؤمن بأن الوطن لنا جميعا وبنا جميعا دون تفرقة».

وقالت الواعظة حنان محمود، إن قبل أى قافلة خارجية لمحافظة من المحافظات يجب أن نعرف أولا طبيعة البلد الذى نزوره والمشاكل الموجودة هناك، وثقافة البلد حتى المعالم السياحية هناك، هذه الخلفية تجعلك جاهزا لاستقبال أى سؤال، فطبيعة المحافظة تؤثر على نشاط القافلة والمجالات التى يتم مناقشتها نتيجة الأسئلة التى ترد من السكان.

وأضافت: «فى أسوان تصدرت قضايا الأسرة، وهى الأكثر فى كل المحافظات، بالإضافة إلى الشكاوى بالتمييز بين الولد والبنت، وخلال زيارتنا لقرية الكرنك فى إدفو اشتكوا من الزواج المبكر، وختان الإناث، وحرمان المرأة من الميراث، جميعها موضوعات تحدثنا فيها من منظور الشرع».

وأكملت: «هناك مشاكل كثيرة فى الأسرة تواجهها المرأة تحتاج فيها إلى الواعظة لتبين لها صحيح الدين، وكانت تتحرج من عرض هذا الموضوع على الرجل، وكانت تجد مشقة فى حياتها، لا تستطيع عمل التوازن بين الدين والعادات والتقاليد، لذا يكون استقبال الواعظات مختلفا، وقد تمتد الجلسات إلى ساعات».