رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

العاصمة الإدارية.. حلم تحقق

306

عمر البدري

خلال أقل من 10 سنوات تحول الحلم إلى حقيقة.. وأصبحت العاصمة الإدارية رمزا للجمهورية الجديدة، فهى أول مدينة مصرية ينتقل لها الحكم منذ مئات السنوات، وأكبر مدينة ذكية فى الشرق الأوسط، فقد اتسمت عاصمة الجمهورية الجديدة بتصميماتها المواكبة للعصر، وملائمتها للهوية الوطنية المصرية.

وبأداء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية، أمام مجلس النواب فى مقره هناك تم افتتاح المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية الجديدة وعاصمة مصر الجديدة، «أكتوبر» تستعرض ملامح هذه المرحلة الجديدة فى سياق التقرير التالى .

لقد جاءت فكرة إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة لتخفيف الضغط على القاهرة، العاصمة القديمة، التى تعد أكثر عواصم العالم ازدحامًا حيث يعيش فيها حوالى ١٨ مليون نسمة، ويقصدها يوميًا ملايين آخرين، والتى من المتوقع أن يتضاعف عدد سكانها إلى ما يقرب من ٤٠ مليون نسمة، وفى البداية دعونا نتذكر وقت أن أعلنت الدولة عن تنفيذ أكبر مشروع تنموي، فى الظهير الصحراوى لمحافظة القاهرة، كيف كانت أصوات المعارضين والمشككين، لقد خرج من يدعون علمهم بالاقتصاد بتأكيد عدم جدوى المشروع وأن مصر والمصريين ليسوا بحاجة لعاصمة جديدة، كما سمعنا وشاهدنا كيف شنت عناصر الإخوان، ومواقعهم الإخبارية وصفحات تواصلهم الاجتماعى حملة مسعورة، وقالوا نصا: «السيسي بيرمى فلوس المصريين فى الصحراء»!!، «وراحت فلوسكم يا مصريين»، وها هى العاصمة الجديدة ترد على كل حاقد، وجاهل بعد أن تحقق الحلم وأصبحت العاصمة الإدارية الجديدة واقعا ملموسا يدير من خلالها رئيس الجمهورية شئون البلاد.
العاصمة اليوم
وقد صُممت المدينة لتعكس نموذجا تكنولوجيا لمستقبل مصر، بعيدا عن فوضى القاهرة وزحامها، ومن ثم لا يمكن إنكار حجم المجهود الكبير الذى تم لبناء العاصمة بتوجيهات ودعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، فالإرادة القوية للدولة كانت دافعًا إلى تحقيق ذلك الحلم رغم التحديات العالمية والاقتصادية، والآن وبعد أن اكتمل البنيان، وأصبح لكل وزارة مقر، بدأت العاصمة فى استقبال نحو 48 ألف موظف يوميا، وها هو مقر مجلس النواب فتح أبوابه، وجلس النواب على مقاعدهم، وأدى الرئيس قسمه لترفع مصر شعار «هنا العاصمة الجديدة».
وتضم المرحلة الأولى من المدينة الجديدة البرج الأيقونى المكون من 70 طابقا يعد الأطول فى إفريقيا، ودار أوبرا من خمس قاعات، ودور للعبادة هى الأكبر فى الشرق الأوسط، وقد حرصت الدولة على إنشاء خط القطار الكهربائى الخفيف لربط العاصمة الإدارية بأحياء شرق القاهرة، ومن المقرر تشغيل خط مونوريل شرق النيل بحلول الربع الثانى من 2024.
وكشف المهندس خالد عباس رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية عن مساعى الشركة لتعيين استشارى لوضع المخطط الرئيسى للمراحل الثانية والثالثة والرابعة للمدينة، ومن المتوقع أن يبلغ عدد سكان المرحلتين الأولى والثانية 1.5 مليون نسمة، وتبلغ المساحة المخططة لكل منها 40 ألف فدان (168 كيلومترا مربعا)، كما أنه من المقرر بدء أعمال الإنشاءات فى المرحلة الثانية فى وقت لاحق من العام الحالى والانتهاء منها فى 2027.

الأرقام تتحدث

كما أكد أن «العاصمة» ومشروعاتها لم تحمل موازنة الدولة أى أموال، فالعاصمة الإدارية عبارة عن شركة حققت استثمارات كبري، ولدينا حوالى 500 مشروع فى العاصمة الإدارية، مضيفا أنه سيتم مضاعفة رأس المال من الأرباح الناتجة عن المشروعات.

وأشار إلى أن الشركة حققت 27 مليار جنيه أرباحًا قبل خصم الضرائب فى 2023 بزيادة 35% عن 2022، وأن العاصمة حققت حتى 30 سبتمبر 2023 أرباحًا قبل خصم الضرائب تُقَدر بـ 20 مليار جنيه، مؤكدا أنه يستهدف خلال 2024 تحقيق نفس مستوى الأرباح والنتائج الإيجابية الجيدة، مشيرا إلى أن العاصمة حققت إيرادات خلال 2023 بنحو 95 مليار جنيه، وبلغت إيرادات الشركة منذ انطلاقها من بيع 18 ألف فدان بالمرحلة الأولى نحو 250 مليار جنيه، ويتبقى لها 5 آلاف فدان سيتم طرحها، كما حققت العاصمة الإدارية الجديدة خلال 2023 العديد من النتائج الإيجابية التى انعكست على تحقيق أعلى مستوى من الأرباح والإيرادات والنمو فى معدلات الإنجاز فى المشروعات المنفذة، وهو الأمر الذى ساهم فى رفع القيمة المضافة للمدينة وجذب المزيد من الاستثمارات إليها.

وكشف البيان أن عام 2024 هو استكمال تحقيق العديد من النتائج الإيجابية، وسيشهد ارتفاع معدلات الإشغال بالعاصمة، خاصة مع انتقال جميع المؤسسات الحكومية ومباشرة أعمالها بصورة كاملة من العاصمة، وتسليم المزيد من المشروعات وتشغيل الخدمات.

وأضاف خالد عباس أن قيمة أصول الشركة المبنية 300 مليار جنيه.. وهى نتاج تنمية 15% فقط من إجمالى المرحلة الأولى، مشيرا إلى أن شركة «العاصمة الإدارية» منذ 5 سنوات كانت تملك أرضًا صحراء لا تساوى شيئًا، والآن إذا تم تقييم الأرض فستتخطى قيمتها تريليون جنيه، وتبلغ قيمة أصول الشركة المبنية 300 مليار جنيه، وذلك وفقًا لتقييم تم منذ سنوات، ولكن إذا تم التقييم وفقًا للمعايير المحاسبية الجديدة فسيتخطى ذلك الرقم الضعف، مؤكدا أن كل الأرقام التى نتحدث عنها هى نتاج تنمية 15% فقط من المرحلة الأولى البالغة 40 ألف فدان، ومن ثم ستتضاعف قيمة الأصول مع التنمية بصورة تدريجية، وستدر العاصمة ومشروعاتها المزيد من الإيرادات لصالح الدولة.

سكان العاصمة

ولم تكن فكرة إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة قاصرة على نقل الوزارات فحسب، بل هى مدينة سكنية أيضا وبالفعل بدأت الحياة تدب فيها، وتحديدا داخل الحى السكنى الثالث r3 والذى يعد أكبر حى سكنى داخل العاصمة الإدارية الجديدة، ويتضمن نحو 22 ألف وحدة سكنية.

وبدوره، يؤكد المهندس شريف الشربيني، رئيس جهاز العاصمة الإدارية، أن الحى السكنى الثالث أيقونة الأحياء السكنية، وهو حى سكنى مقام على مساحة 1000 فدان يوفر حوالى 22 ألف وحدة سكنية و460 فيلا، ذات طابع معمارى خاص مماثل لطابع عمارات وسط البلد التاريخية.

وأضاف أنه تم الانتهاء من تسكين 300 أسرة حجزوا داخل الحى السكني، بالإضافة إلى تخصيص نحو 4000 وحدة لموظفى الوزارات بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وبدورها، كشفت وزارة الإسكان، فى بيان، أن معدل الإنجاز بالحى السكنى الثالث بالعاصمة الإدارية الجديدة بلغ 100%، وهو المشروع الذى يُقام داخل 8 مجاورات، حيث تم الانتهاء من العمارات السكنية بالمجاورة الأولى بعدد 105 عمارات، 3104 وحدات سكنية، وبلغ معدل الإنجاز فى العمارات السكنية بالمجاورة الثانية 90%، بعدد 139 عمارة، 3920 وحدة، فيما وصلت نسبة الإنجاز فى العمارات السكنية بالمجاورة الثالثة 85%، بواقع 83 عمارة سكنية، 2324 وحدة سكنية.

وحول موقف الفيلات والتاون هاوس بالمجاورتين الرابعة والخامسة بعدد 274 و211 فيلا وتاون هاوس على التوالى، فقد بلغ معدل الإنجاز فى المجاورة الرابعة 80% (فيلات وتاون هاوس)، فيما بلغت نسبة الإنجاز الفعلى فى العمارات السكنية بالمجاورة السابعة 75% بواقع 107 عمارات سكنية، 3160 وحدة سكنية، كما تم الانتهاء من العمارات السكنية بالمجاورة الثامنة بعدد 136 عمارة سكنية، 3896 وحدة سكنية، وجار الاستلام الابتدائى لـ55 عمارة. ويجرى العمل حاليا على الانتهاء من أعمال تنسيق الموقع بالمجاورة الثامنة، وأن نسبة الإنجاز فى عمارات الإسكان المختلط بالحى السكنى الثالث بلغت 65%، بعدد 64 عمارة سكنية استخدام مختلط، و2560 وحدة سكنية.