صالون الرأي
العالم يتجه شرقاً !
By amrيونيو 09, 2024, 14:27 م
906
حسن زعفان
على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال أكبر اقتصاد فى العالم وربما تحتفظ بهذا اللقب بسبب هيمنتها الاقتصادية على الاتحاد الأوروبي الغارق حتى أذنيه فى حرب روسيا وأوكرانيا!
وحسب تقديرات الخبراء الاقتصاديين فلن تستمر الهيمنة الأمريكية على اقتصاد العالم أكثر من عقد من الزمان حسب أقصى تقدير.
حيث عزا الخبراء ذلك إلى أن الولايات المتحدة لم تتخذ إجراءات أو خططا اقتصادية لحل المشاكل مع اقتصاديات العالم الكبرى مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل، بل أخذت الولايات المتحدة فى محاولة إضعاف هذه الاقتصادات بفرض العقوبات تارة وبعرقلة الاتفاقات التجارية تارة أخرى.
وهو أمر دفع كل الاقتصادات الصاعدة فى قارة آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا إلى محاولة فك الارتباط التدريجي مع الاقتصاد الأمريكى.. وبالطبع كانت الأجواء مهيأة لظهور كيانات اقتصادية كبيرة مثل مجموعة البريكس والتى تضم اقتصادات واعدة وقوية ممثلة فى دول تبحث عن الانطلاقة الاقتصادية الحقيقية بعيدا عن النفوذ الأمريكى والأوروبى والذى دائمًا ما يضع العراقيل والشروط المجحفة والتى فى مضمونها ليس فقط الاحتكار التجارى والتكنولوجى وإنما العمل على إضعاف أى اقتصاد قد يكون منافسا فى المستقبل!
ورغم أن الاتحاد الأوروبى حاول أكثر من مرة الخروج من بيت الطاعة الأمريكى وتقليص الفجوة التجارية مع الصين إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية أوقفت هذه المحاولات بضغط مستمر من الولايات المتحدة الأمريكية، والتى باتت على يقين أن تلك الحرب العبثية هي أحد الأبواب التى من خلالها ستضعف اقتصاد الاتحاد الأوروبى وترده إلى بيت الطاعة الأمريكى إذا ما علمنا أن الاتحاد الأوروبى تكلف خسائر تقدر بألف مليار دولار خلال العامين الماضيين مما أدى إلى انكماش اقتصاد دول الاتحاد بصورة مقلقة، إضافة إلى مطالبات مستمرة من الإدارة الأمريكية لدول الاتحاد بدعم أوكرانيا فى حربها مع روسيا وهو ما يمثل استنزافا حقيقيا للاقتصاد الأوروبى وخاصة ألمانيا وإنجلترا وفرنسا، حيث أن الدول الثلاث تحوز على أكثر من نصف اقتصاد الاتحاد الأوروبى، ومع زيادة الإنفاق العسكرى ستواجه دول الاتحاد مأزقا كبيرا قد لا تستطيع الخروج منه إلا بدفع فاتورة اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة لتحافظ على استقرار شعوبها فى مواجهة حرب لا طائل منها، وأن المستفيد من هذه الحرب هى الولايات المتحدة التى تحاول تعطيل الاقتصاد الأوروبى، وضمان تبعية الاتحاد الأوروبى للولايات المتحدة فى حربها الاقتصادية مع الصين، وضمان دعم أوكرانيا فى حربها العسكرية مع روسيا، وبالطبع، فإن دول العالم تحاول إيجاد بديل لتكتلات اقتصادية هادئة بعيدا عن مشاكل أوروبا وأمريكا.