رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

البطل الشيخ أحمد حسن عيادة المسعودي..ثأر لشهداء 67 بالإغارة على معسكرات الصهاينة

400

أبناء سيناء قاموا بما عليهم لصالح هذا الوطن، وكانوا أول مَن سدد فاتورة الدم دفاعًا ليس فحسب عن سيناء إنما عن الوطن.. ترابه المقدس وأهله الطيبين، وكان مقتضى الحال يستوجب أن نروي بطولات المصريين من أبناء سيناء؛ ليس سردًا لمرثية هؤلاء الرجال والنساء والأطفال، بل لرد الفضل لأصحاب الفضل على كامل الوطن، هم مَن تقدموا طواعية عقب النكسة لمساعدة قواتنا المسلحة فى استعادة الأرض والكرامة ولو كلّفهم هذا السبيل الروح والدم، ولم يعلموا أن أحدًا سيذكرهم، ولم يقدموا على التضحية لمجد يسعون إليه، بل لمجد الوطن وأهله… وهم الذين منحتهم أرض سيناء المقدسة نوعًا من قداسة البطولة، وكرم التضحية، وعفوية الفداء.

قبيل انتصار أهل سيناء والقناة على العدوان الثلاثي بأشهر قليلة جاء مولود بطل في الثامن من يونيه لعام 1955 بقرية المساعيد وابن قبيلة (المساعيد)… مقاتل منذ ميلاده فقد علمته الأرض كيف يزود عنها كما هي قد فطمته على عشقها، فشأنه في ذلك كبقية الشبان من أبناء سيناء، يغار الفتى عليها ولو كلفته غيرته حياته، لكنها تبقى كما تسلمها من آبائه ومن قبلهم أجداده: سيناء المقدسة، لا يدنسها محتل ولا يسلبها مغتصب، هكذا تربى الفتى، و بقداسة التراب اشتد عوده واستوى.

من بداية مشوار البطولة يحكى البطل الشيخ أحمد حسن عياده المسعودى: “… كان الجرح غائرًا ورغم كونه مدفونًا فى خلجات نفسي إلا أن كل مَن حولي كانوا يرونه كقرص الشمس المستعر اشتعالًا، ومع وطأة أول قدم لهؤلاء الصهاينة على ترابي المقدس شعرت بأنني أفقد عزيزًا وغاليًا على نفسي، وربما أنني قد فقدت نفسي بالكلية؛ فظللت هائمًا على وجهي لا أصدق أن الكابوس حقيقة تستوجب التعامل معها؛ لا بالتعايش والاعتياد إنما بالتدبر للثأر والقتل، لكن كان هناك عائق يمنعنى من اتخاذ المبادرة فى قتل هؤلاء الصهاينة المعتدين، فما زال الجرح لم يندمل وما زالت تتقطر من سيناء مجموعات الجنود العائدة من يونيه 67، وحسمت أمرى ومَن معى من أبناء قبيلتى أننا يجب علينا أولًا ترحيل هؤلاء الجنود إلى غرب القناة؛ فهذه هى المهمة التلقائية التى أمرتنا بها وطنيتنا، وانصعنا لهذا الأمر الوحيد فى ذاك التوقيت، فمن الواجب على أبناء سيناء الحفاظ على سلامة إخواننا من رجال الجيش المصرى، خصوصًا أن معظمهم كان عائدًا من غير سلاحه، بل ومن غير شدته، التى تحوى مع ذخيرته طعامه وشرابه، وكان منهم الجرحى وأيضًا المنهكون، لذا كانت المهمة الوطنية الأولى هى: الحفاظ على حياة هؤلاء الجنود من الأسر جراء ملاحقة الصهاينة لهم، وتطلب هذا الأمر أولًا أن قمت ومعى رجال القبيلة بتقسيم أنفسنا لمجموعات تجوب صحراء سيناء لتلقف العائدين من الجنود وتجميعهم فى أماكن نعلمها نحن أبناء الأرض ولا يعلمها الصهاينة الأغراب، ومن ثم يبادر البعض منا بتجميع الطعام والماء والأغطية والملابس البدوية لتأمين تحركات الجنود من سيناء إلى غرب القناة، وظلت تلك العمليات بذات التنسيق المتفق عليه فيما بيننا طوال يونيه وكامل يوليو وبدايات أغسطس، حتى ندر على مجموعات البحث منا اكتشاف أحد من جنودنا فى صحارى سيناء.

لكن كانت أشد المناظر إيلامًا في نفوسنا نحن أبناء سيناء عندما لم نستطع إنقاذ بعضًا من جنودنا العزل ورصاص الغدر من الصهاينة ينفذ إلى صدورهم فى حالات الإعدام والقتل الجماعى من جانب الصهاينة للرجال الأبرياء العزل، الذين كان الواحد منهم يموت مرة واحدة وكل واحد من أبناء سيناء يموت مئات المرات ونحن نراقب عن كثب متخفين خلف سواتر الأرض من الكثبان والتلال ولم نحرك ساكنًا، لا لشيء سوى أننا لم يكن معنا سلاح، وأيضًا لم تصدر لنا تعليمات من عناصر الجيش التى تنظم عملنا بالتعامل المباشر مع العدو الصهيونى، فلم يكن جبنًا منا إنما كان الواحد منا يقبض على قلبه المعتصر ألمًا من هول الفجيعة ونحن نطيع الأوامر حماية لبقية المجموعات، التى كنا ننقلها إلى الغرب.

كان كابوس وطء الصهاينة على تراب أجدادى الذى أظنه هو من أديم عظامهم؛ ذاك الكابوس يطاردنى فى منامى وفى يقظتى، وزاد الأمر بشاعة تلك المشاهد لقتل الصهاينة بدم بارد وخسة لإخوانى من رجال الجيش، الذين لم أستطع أن أغمض الطرف عنها، بل وجدتنى وبإرادة عجيبة أملأ عينى بصور قتل الصهاينة لأهلى وإخوانى من رجال الجيش العزل، وكذلك لا تزال تطن أذناى بصوتين أميزهما بعناية، الأول: صوت طلقات الرصاص الغادرة، والثانى كان صوت الرجال وهم يرددون بصلابة فى وجه الرصاص “تحيا مصر.. تحيا مصر” قبل أن ينالوا الشهادة، كان صدى صوتهم بكلمتى “تحيا مصر” تُرجعه إلىَّ جبال سيناء فى أنشودة ثأر لم يزل وقعها حتى الآن يتردد فى أعماقى.

مهام استطلاعية

وبعد أن انتهت المهمة الأولى؛ كلفتني عناصر المخابرات المصرية بالمهمة التالية، وهى: بداية الثأر، وكانت مراحلها بالترتيب أولًا أن أجمع وبمنتهى الدقة والحيطة والحذر عددًا من رجال سيناء يمكنهم القيام بالمهام الاستطلاعية والقتالية إن لزم الأمر، لكن هنا وجب علىَّ أن أفسر أنه لم يكن الاختيار بين أقرانى بمَن منهم وطنى وآخر غير ذلك، لا، على الإطلاق، لم تكن حقيقة الأمر فى الاختيار هكذا، إنما كان من بيننا مَن هم يثورون ولا يتمالكون أنفسهم عند رؤية الصهاينة، ويندفعون فى الالتحام معهم دون تفكير أو روية، وهذا هو الصنف من الرجال الذى لا يجب أن يكون من بين عناصر المجموعات التى يستلزم علىَّ تشكيلها، نظرًا للسرية الشديدة لطبيعة المهام، وأيضًا التحلى بالصبر كالفهود، التى تتربص فى هدوء وتنقض على فريستها، وتلك الجملة تحديدًا هى التى كنت أقولها لرجالى، فكانت رباطة الجأش أحد المهارات، وربما أهم الأسلحة لنجاح المهام المكلفين بها ضد الصهاينة، سواء خلف خطوط العدو أو في العمق(!)”.

” وخلال الاستنزاف قمنا بالعشرات من العمليات التي تنقسم إلى قسمين؛ الأولى وهى الأهم: هى جمع المعلومات عن تحركات العدو وأعداد أفراده وفرزهم إن أمكن وتصنيف درجاتهم ورتبهم، وكذلك تحديد أنواع الأسلحة الجديدة باستمرار بالوصف الدقيق للسلاح أو المعدة أو المجنزرة أو المركبة إذا تعذر معرفة اسمها ونوعها، وأيضًا لا يخلو الأمر من وصف دقيق لمعسكراتهم ودورياتهم وتوقيتاتها ونطاق خدماتها وحراستها، وأيضًا تزويد عناصر المخابرات بتفريدات الإمداد اللوجستى من أنواع الطعام الواردة إليهم، وكانت المجموعات تجيد الرسم التفصيلى للتجهيزات الهندسية ولخرائط حقول الألغام التى ينفذها العدو الصهيونى.

أما القسم الثاني وهو الأقرب لقلوبنا، الذي نؤديه كما يقول الرجال معي حينها (بمزاج عالٍ) فهو قنص أفراد وقادة بعينهم وسبق تحديد أوصافهم وأسمائهم وتحركاتهم بدقة متناهية، وأيضًا تلغيم ممرات التحرك المنتظر لأرتال دبابات ومركبات العدو الصهيوني، التي كانت نتائجها عندما تتصاعد ألسنة اللهب إلى عنان سماء سيناء معلنة احتراق وتفحم الصهاينة كانت تنزل على صدورنا بردًا وسلامًا تشفى الغليل من صور قتلهم لرجالنا عقب يونيه 67، فلا أزايد عندما أقول: إن ألسنة اللهب وأنا أنظر إليها أراها ترسم وجوه باسمة لهؤلاء الشهداء من رجال الجيش المصري، وأحيانًا كنت أقرأ ألسنة اللهب المتصاعدة تكتب كلمة (الثأر) في سماء سيناء، فأنظر حولي لأشهد الجبال والوديان على ثأر أبناء الأرض من الصهاينة”.

الإخفاء والتمويه

وعن بعض المهام القتالية يحكى البطل الشيخ المسعودى: “تلقينا الأوامر من الغرب بمهمة غاية فى السرية، وأيضًا تستلزم سرعة التنفيذ وبالحيطة والحذر الواجبين، وكانت المهمة فى عمومها تستهدف تلغيم جزء محدد من الطريق الأوسط، وكانت الأوامر التى تلقيتها فى القنطرة تستوجب الانتقال الفورى لمنطقة التنفيذ تحت ستر عمليات الإخفاء والتمويه، وكذلك تكليف بعض من العناصر بمحو الأثر للمجموعة القائمة بالتنفيذ، كما كانت التعليمات هى تنفيذ التلغيم بطول يزيد على الكيلومتر بعدة مئات من الأمتار، بالطبع كنت أتلقى أوامر المهمة وأتفهم ما هو بدقة تفاصيلها، ونقلت خطة التنفيذ للرجال وكنا حينها (الأبطال حسين مسلم ومبارك أبو صالح وعادل أبو منونة وعبدالمعطى فلاح وعيد عوض وهلال سليمان)، ما زلت أتذكرهم وكأنهم أمام عينى نوزع المهام على أنفسنا قبيل التنفيذ، ويشد كل منا على عضد أخيه يثبته ويودعه فى آن واحد(!)؛ فكنا نعلم يقينا أن تلك من العمليات الفدائية شديدة الأهمية، نظرًا لأنه سيتم تنفيذها فى وضح النهار وقبيل اقتراب العدو بوقت وجيز للغاية، وتم زراعة الطريق المحدد بالألغام المضادة للدبابات وبطريقة تجعل العدو المتغطرس يقع فى قلب حقل الألغام ثم ينفجر أوله وآخره معًا فى توقيت واحد، وتتالى الانفجارات للقطع التى بين طرفى حقل الألغام، وبعد أن انتهى كل منا من مهمته اختفينا وراء السواتر متخفيين بكوديات الحشائش لا يتحرك منا أحد، وإن لسعه عقرب أو لدغته حية؛ فأى حركة غير محسوبة ستؤدى لفشل المهمة وأيضًا القبض علينا، وإن لم يكن هذا عندنا بالأهمية قدر أننا نشهد لحظات احتراق وشوى الصهاينة، فتلك هى جُلّ أمانينا، وما هى إلا دقائق وسمعنا أصوات الجنازير تهز الحصى والرمل معلنة قدوم الفريسة إلى فخ الفهود، وانتظرنا حتى دخلت آخر دبابة فى مجال التفجير، وهنا أطلقت السماء الزغاريد فرحة بنصر الله على أعداء الوطن، وثأرنا بعض الشيء لشهداء يونيه، ولا أنسى حينها وجميعًا الرجال تتقطر من أعينهم الدمع فرحًا، ولم يخجل رجل منا أن يبكى بعين تتلقى العزاء على شهدائنا والأخرى فرحة مكحلة بدخان الثأر وهو يمخر عباب سماء سيناء، وتشنف الأسماع بدوى الانفجارات المتلاحقة ما بين ألغامنا المنزرعة وذخائرهم المحملة بالدبابات فى تناغم ترد صداه علينا جبال سيناء وكأنها تئوِّب فى صلاة شكر لله.

بالطبع نفذنا انسحاب من موقع التفجير نتبع فيه إجراءات السلامة وأساليب التخفى والتمويه؛ لأننا كنا على علم بأن السماء ستمتلئ بطائرات العدو للتمشيط والبحث عن المنفذين، وفى أثناء عودتنا تفاجأنا باكتشاف دورية صهيونية هى الأخرى تقوم بدور البحث والتمشيط، فما كان لنا إلا أن انتشرنا فرادى على جانبى طريق الأوسط متخفيين بثنايا الأرض التى اعتدنا احتضانها، وظل كل منا راقدًا فى موقعه طوال النهار حتى حلول الليل، وبدأنا حينها فى التستر فى تحركاتنا ووثباتنا بستر الليل فى دروب سيناء التى نحفظها وتحفظنا”.

ضرب المواقع

ويحكى البطل عن مهمة أخرى أطلق عليها (مهمة الرجال السبعة) حين تم تكليفه هو وزملاءه بضرب موقع للصهاينة بصواريخ الكاتيوشا، وهنا كانت خطتنا أن تنهال الصواريخ من كل جانب للموقع فى آن واحد حتى نُفقدهم التوازن ونوقع بهم أكبر الخسائر، وكانت لتلك العملية أثرها الكبير فى نفوس السيناوية وتشجيع الآخرين على الثأر من الصهاينة، كما كان لها أثر سلبي على الصهاينة؛ إذ استشعروا عدم الأمان على الإطلاق لوجودهم فى منطقة بالوظة بسيناء، حيث نفذنا عشرات العمليات القتالية ضد الصهاينة فى هذه المعسكرات، وكنت مع عدد من رجال سيناء وقتها وهم: (سالمان أبو عمير والأخوين صبحى وفرحان أبو صلاح ونصر أبو سليم ومسعود سعيد مسعود ومحمد سليم نصر الله وعمران أبو سالم)”.

وعن استخدام أبطال سيناء لصواريخ الكاتيوشا يحكى البطل: “فى نهايات عام 69 نفذنا مهام عديدة، كنا نحمل الصواريخ على الجمال كما فعلنا فى مهمة ضرب مطار الميليز ووادى مدكور ووادي عرام، وما زلت أتذكر صيحات جنود العدو الصهيوني واستغاثاتهم وهم يحترقون فى موقع رابعة ببئر العبد بعد ضرب معسكرهم بالصواريخ المحمولة على الكتف فى عمليات عام 1970، ما أعذب صرخاتهم وهم يتأوهون من لظى نيران الثأر لجنودنا العزل فى يونيه 67”.

أما عن مهام الاستطلاع فيحكى: “كنت أنا والبطل عيد أبو عوض من العيايدة عند المعدية نمرة (6) نرسل بلاغات تحرك العدو أثناء وقف إطلاق النار خلال معارك أكتوبر 73، فكنا وقتها بمثابة عيون لقواتنا المسلحة، تمامًا كما كان دورنا الذى برعنا فيه وقت الاستنزاف، عندما كنا نقوم برصد وتدقيق لضربات المدفعية من الجانب الغربى على مواقع الصهاينة فى الشرق، حيث كنت أبلغ البلاغات المشفرة من خلال جهاز (استونر) الروسى الصنع على مدار الساعة يوميًّا خلال الاستنزاف.

حتى كان النصر المبين فى رمضان 1393/ أكتوبر 1973 على الصهاينة، واكتمل النصر عندما عادت كل سيناء لنا كما تسلمناها من آبائنا طاهرة أبية، وكرمتنا مصر في 1980 عندما أهداني الرئيس محمد أنور السادات نوط الامتياز من الطبقة الأولى، الذي ما زلت أنظر إليه مع كل طلعة شمس وأنا أتحدث مع سيناء: “سنسلمك لأبنائنا مرفوعة الرأس عزيزة، وكما ولدنا على ترابك أحرارًا سنموت في ترابك أحرارًا”.

نموذج وقدوة

وعن حياته الأخرى يحكى البطل: “كانت حياتي مرهونة لسيناء وسيناء فحسب، مثلى كمعظم شباب سيناء؛ فأنا لم أقدم على الزواج إلا بعد انتصار أكتوبر، حينها فحسب تقدمت للزواج من ابنة أكبر شهيد في منظمة سيناء عام 1974، وهو الشهيد البطل الشيخ حسين مسلم سالم، الذي طالما كنت أصاحبه في عملياته الفدائية ضد معسكرات الصهاينة، وبعد إحدى تلك العمليات من فرط حبي للبطل الذي كان قدوة ونموذجًا في نظري للبطولة والشجاعة والفداء؛ فتقدمت إليه لخطبة ابنته، ووافق البطل حينها في 1969 لكنه قال لا فرح إلا بعد النصر والفرح الكبير لسيناء الحبيبة، واتفقت مع قائدي البطل في رأيه، وتأجل الفرح حتى يحل النصر لسيناء، لكن البطل لم يسعفه القدر بحضور فرح ابنته، ففي إحدى العمليات الفدائية له مع زملاء البطولة والفداء فى ذات العام 69، وفى منطقة القنطرة شرق وعند مهاجمتهم لمعسكر الصهاينة ونجاحهم فى إنزال الخسائر فى الأرواح والمعدات والسلاح لديهم، وأثناء انسحاب القوة المنفذة للعملية؛ قام العدو بملاحقة القوة، وهنا آثر والد خطيبتي تغطية زملائه، وتعرض بمفرده لصد هجمة الصهاينة، مما أدى لاستشهاده، وأصر أبناء المساعيد الحصول على جثمانه فى مبادلة بجثة طيار صهيوني، وبعد النصر في أكتوبر/ رمضان أقيم -طبقًا لوصية والد زوجتي- فرح الزفاف، وأكرمني الله منها بهشام وعبد الرحمن ومحمد وطارق وياسر ونادية، و جميعًا ما زلنا وإلى الأبد نعيش فى المساعيد، التي سيظل مساها ونهارها أعيادًا”.