رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

أنا بكره «خاشقجى»

1662

منذ فترة طويلة وأنا أتابع جمال خاشقجى الصحفى السعودى وأرى كيف كان دائمًا على موقف معاد لمصر وأنه لم يكن أبدًا يحبها، ولهذا كنت على طول الخط أبادله نفس هذا الشعور، وبعيدًا عن كونه إنسانًا تعرض لما تعرض له فى تركيا ولا تزال هناك أمور كثيرة مجهولة فى هذا الحدث.. فإن الأزمة الأخيرة التى خلفها اختفاؤه هى أزمة كاشفة لأمور مهمة ما يجب ألا تمر هكذا.
منها أن القبح الأمريكى و«الوش المكشوف» لترامب وإدارته يجب ألا يفاجئنا ثانية وأن نعى الدرس ونتعلم أن إدارات الحكم فى البيت الأبيض مهما تغيرت أسماؤها فإن أهدافها واضحة وواحدة وهى الاستمرار فى الابتزاز والنهب والحلب لثروات المنطقة خاصة تلك المناطق التى تعتبرها «الفرخة الذهبية» بالنسبة لها.
أيضًا يجب ألا نظل مخدوعين فى «سلطان السلاطين» وأن يتوقف السفهاء من المتابعين عن اعتباره «خليفة المسلمين»، فقد ظهر ضعفه وخبثه ونفاقه للمرة الألف وعاد «القس المارينز» إلى بلده وتبخرت كل العنتريات والخطب الاستعراضية والفشخرة الكذابة مستغلًا «الشغلة الكبرى» باختفاء «خاشقجى» بل ومحاولًا أيضًا الوقوف فى صف المستفيدين والحالبين.
وكذلك لا تخدعنا تلك الحملة التى تقوم بها وسائل الإعلام خاصة الأمريكية ولا نعتبر أن ترك «واشنطن بوست» مكان مقال خاشقجى فارغًا وإتاحة صفحات كاملة للحديث عنه هو دفاعًا عن الحرية وحقوق الإنسان وغيرها ولكن كل هذا مدفوع الأجر وكلنا يعلم من الذى يدفع لتلك الصحف منذ زمن ومن الذى يشترى مساحات وصفحات لنشر ما يريد هو ذلك الذى يريد أن يتم الضغط على السعودية.
ألم يلفت انتباهنا هذا الغياب الظاهرى لتلك الدويلة، ربما تكون قد غابت ظاهريًا ولكن اللعب والتخطيط والاتفاق والتنفيذ عبر وسائل الإعلام وغيرها مستمر دون توقف.
إن كنت أرى أن الضغط شديد على المملكة السعودية فى هذه الأزمة إلا أننى أرى أنها عصية على الخضوع والتأثر وأنها تستطيع أن تمر من فوقها وتتخطى كل المؤامرات والرسائل وبفضل تماسك شعبها وقيادته وتضامن إخوانها العرب والمسلمين وفى مقدمتهم مصر وشعبها.
..إن كنت أكره «خاشقجى» لأنه لا يحب مصر فإننى لا أكره السعودية لأن «خاشقجى» سعودى.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن