https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مهور غريبة للحد من الطلاق

2053

أجنحة باعوض وغزلان، والسفر مشيًا ألف مرة إلى إحدى المدن المجاورة، وتسلق أعلى جبل فى البلد بشرط الوصول إلى قمته، وهذه نماذج من بعض المهور التى تشترطها بعض الفتيات وعائلاتهن، وليس هذا من قبيل المزاح مع العريس، وإنما حجتهن فى ذلك الخوف من الطلاق أو للتميز عن مثيلتهن، ويسجله المأذون فى عقد الزواج، وأحيانًا يكتب كمهر مؤجل أو مؤخر، بالإضافة إلى المهر النقدى المدفوع مقدمًا، ويحدث هذا فى إيران حيث صارت تلك المهور أمرًا طبيعيًّا، ويقر قانونها المدنى حرية اختيار المهور، ويطلقون عليه اسم «المثل»، ولجأت العديد من الفتيات إلى هذه الحيل الغريبة، اعتقادًا منهن للحد من ارتفاع نسبة الطلاق التى تعدت الـ 29%، ولتخطى الظروف الاقتصادية السيئة التى تمر بها البلاد، وعوضًا عن عادة المغالاة فى المهور.

ونجحت فتاة إيرانية فى إجبار زوجها الشاب بالموافقة على طلبها، بمغادرة طهران محل وظيفته، وانتقالهما للعيش فى مدينتها نتيجة لشعورها بالغُربة، واستطاعت منعه من التفكير فى الطلاق، بعد تقدمها إلى المحكمة بقضية للحصول على مهرها الذى يقدر بـ 10 غزالات، وفتاة أخرى طلبت أن يكون مهرها أجنحة باعوض وعينين زوجها، إضافة إلى جرامات من الذهب تدفع مقدمًا، وطلبت لاعبة كرة تنس طاولة إيرانية من خطيبها 1978 كرة تنس مهرًا لها، ومن ضمن المهور الغريبة سفر العريس ألف مرة مشيًا إلى كربلاء و110 كيلوجرامات من زهرة الياسمين وغيرها من هذا القبيل، ورغم ذلك لم تمنع المهور الخيالية وقوع العديد من حالات الطلاق، والشاهد على ذلك ما أعلنته السلطات الإيرانية عن عدد الرجال المسجونين، الذين وصلوا إلى 4500 شخص بسبب عدم تمكنهم من دفع مؤخر الزواج، ويعنى هذا أن المهور المستحيلة تفوقت فى خطورتها على ظاهرة المغالاة فى المهور، ولم تصمد كضمان لاستقرار الحياة الزوجية.

ولا يختلف الأمر كثيرًا فى دولة تنزانيا، غير أن بيئتها التى تتسم بالغابات والأحراش تسمح بطلب المهور الغريبة، مثل طلب العروس من عريسها مصارعة أسد ثم قتله وتقديمه مهرًا لها، وكلما كبر حجم الأسد أصبحت فرصة قبول العريس مرتفعة، ويشير إلى قدرته على حماية زوجته.
وفى المقابل نرى فتيات إيرانيات فكرهن يختلف تمامًا عن صاحبات المهور الشاذة، ويطلبن من الأزواج مثلا زراعة شجرة أو التبرع للجمعيات الخيرية، وفى سياق تقديم المهور البسيطة فى ذاتها والثمينة فى قيمتها، اشترط رجل أعمال من الطائف مهرًا لابنته عبارة عن تكليف الزوج بتحفيظها سورة المُلك، وسرعان ما وافق المأذون على ذلك، وفى محافظة البويرة بجنوب العاصمة الجزائرية، تُزوج كثير من العائلات بناتهن بمهور رمزية، تكون عبارة عن مبلغًا من المال لا يتجاوز 1.5 دينار، ويرجع ذلك لإيمانهم بقيمة الزوج وبمكانته وأخلاقه، وبعض شيوخ القبائل العربية تتدخل فى تحديد المهور، لتتصدى لمشكلة العنوسة، الناتجة عن التقليد الأعمى للعائلات فى حب الظهور والتفاخر بأعلى المهور.

ويأتى منهج الحالات الأخيرة فى رمزية المهور تطبيقًا لقول الرسول (ص): «أقلهن مهرًا أكثرهن بركة»، وحدث معه أن طلب رجل الزواج من إمرأة، فطلب الرسول منه أن يعطيها ثوبًا، فقال الرجل: لا أجد، فقال له: أعطيها ولو خاتمًا من حديد، فقال الرجل: لا أمتلكه، فسأله الرسول: ما معك من قرآن؟ قال: كذا وكذا، فقال (ص): «زوجتكها بما معك من القرآن»، ولا ينفى هذا أن يكون المهر قنطارًا من المال، وهذا حسب سعة الزوج، ولابد من ضبط معايير الزواج حينما ينحرف عن الواقع سواء من المسئولين أو من أصحاب الحكمة، سعيًا لعلاج قضايا شائكة فى المجتمع، فعندما تكون المعايير الأساسية فى الزواج حُسن الخلق والقدرة على تحمل مسئولية الأمانة، ينتج عنه استقرارًا واستمرارًا للعلاقة الزوجية، وهذا لا يتحقق بإيصالات أمانة أو بشيكات بنكية ولا يتحقق بطلب مهور تعجيزية، والعلاقة الزوجية تمثل شراكة، ونظام معاملاتها الود، وأرباحها حياة آمنة مستقرة.

المرأة العجوز تتحدى:
لا عائق يحول بين الإنسان وأمله فى النجاح أو فى تصحيح المسار طالما لديه العزيمة، فهذه امرأة أسترالية، مسنة، تبلغ من العمر 102 عام، تقفز بالمظلة من ارتفاع يفوق 4000 متر، وبمجرد هبوطها بنجاح تتوجه لعناق عائلتها التى تنتظرها، وعزمت العجوز «إيرين أوشيا» على هذه الخطوة الجريئة، لكى تجذب انتباه الجميع نحو حملتها الخيرية لجمع المال لمعالجة مرضى الجهاز العصبى، ونجحت إلى الآن فى جمع أكثر من 12 ألف دولار.
وفى جانب آخر فى قلب بئر الاستبداد تتحدى المرأة الفلسطينية العجوز كل أنواع الحصار والفقر وقهر المحتل الإسرائيلى، وتتمسك بالأمل فى مواصلة تعليمها رغم تجاوز سنها الـ 73 عامًا، وهذا حال أغلبية الفلسطينيين – صغارًا أو كبارًا – يؤمنون بغد أفضل يحيون فيه أحرارًا، وتراها تسير على عكازها لأداء امتحان الثانوية العامة وتحمل بداخلها إصرارًا على استكمال مرحلة التعليم الجامعى، وعند رؤيتها يمكنك أن ترسم لوحة رائعو لامرأة عجوز جالسة تجيب على ورقة الأسئلة، وفى اللوحة نشاهد ظلال انحناء ظهرها وبجوارها عكازها.

وما قامت به السيدتان العجوز لا يقل تحديًا عن الآلاف مثلهما يحيون بيننا، أما من يسيطر عليه اليأس والانكسار أو الوقوف ثابتًا فى مكانه فكأنما يخر صعقًا، ويقدم له الدكتور إبراهيم الفقى – رحمه الله – الدليل العلمى على ضرورة صحوة الأمل بداخله، فتقول سطور كتابه «حياة بلا توتر»: أنه خلال سنة واحدة تكون 98% من خلايا الجسد قد تغيرت بالكامل، فخلايا الجسد تموت وتولد خلايا غيرها لتقوم بنفس الوظيفة، فخلايا الجلد تتجدد مرة واحدة كل شهر، وخلايا غلاف المعدة الداخلى تتجدد مرة كل أسبوع، وخلايا العظام تتجدد مرة كل ثلاثة أشهر، وخلايا الكبد تتجدد مرة كل ستة أشهر، وبمعنى آخر أنك علميًا تكون إنسانًا جديدًا كل عام.
وتختم السطور بنصيحة الدكتور الفقى، لا تقيد نفسك بذكريـــات قديمة، فأنت الآن إنسان جديد.