صالون الرأي
عيد الشرطة.. عيد لكل المصريين!!
By mkamalيناير 20, 2019, 16:49 م
2824
يأتى يوم 25 يناير يوم الجمعة القادم عيدًا لكل المصريين وهو عيد الشرطة المصرية الوطنية دائمًا حيث تحتفل مصر بهذه المناسبة الوطنية والتى مر عليها 67 عامًا لتحتفل الشرطة المصرية ومصر كلها بالذكرى السابعة والستين لمعركة الإسماعيلية فهذا اليوم سطره رجال الشرطة ببطولات باسلة أمام قوات الاحتلال البريطانى فى معركة الإسماعيلية بعد أن حاصرت قوات المستعمر البريطانى مبنى قوات الأمن بمدينة الإسماعيلية (بلوكات النظام) وقتذاك ومبنى الحكمدارية (مديرية الأمن) وقتها حتى نفذت ذخيرة رجال الشرطة الأبطال ولم يستسلموا لقوات المستعمر البريطانى واستشهد الكثير من الضباط والجنود المصريين الذين كانت تملؤهم الوطنية وأجبروا القائد البريطانى على تأدية التحية العسكرية لهم احترامًا وإجلالاً لتضحياتهم وإيمانًا منهم بتأدية رسالتهم الوطنية على أكمل وجه.
كانت معركة الإسماعيلية والتى يحتفل بذكراها الشعب المصرى كله لأنه ليس عيدًا للشرطة المصرية الوطنية فقط لكنه عيدًا للشعب المصرى كله لأن الشرطة المصرية منذ نشأتها وعلى مدار تاريخها جاءت من الشعب المصرى من كل فئاته وحتى يومنا هذا فإن ضباط وجنود الشرطة من أبناء الشعب المصرى بكل أطيافه انحازوا طوال تاريخهم إلى الشعب فقد كانت هذه المعركة رمزًا لكفاح المصريين فحينما كان الشعب المصرى يقاوم قوات الاحتلال البريطانى فى منطقة القناة كان رجال الشرطة يساعدون رجال المقاومة الشعبية فى مدن القناة والذين كانوا يهاجمون معسكرات الإنجليز وعندما علم الإنجليز بالأمر حاصروا رجال الشرطة الذين لم يستسلموا ودافعوا باستماته عن مقراتهم وأسلحتهم ومواطنيهم وبلدهم حتى وصل عدد شهدائهم إلى 50 شهيدًا و80 جريحًا حيث حاصرتهم قوات الاحتلال البريطانى التى وصلت إلى 37 ألف ضابط وجندى انجليزى مدججبين بمدرعاتهم ودباباتهم ومصفحاتهم ورشاشاتهم ومدافعهم فى مقابل 880 ضابط وجندى شرطة مصرى رفضوا جميعهم الاستسلام حتى نفذت ذخيرتهم واستمرت المعركة لمدة ساعتين كان اللواء أحمد رائف واليوسباشى مصطفى رفعت قائدى هذه المعركة بشجاعة وبالرغم من أن شهداء الشرطة المصرية الذين وصل عددهم إلى 50 شهيدًا لم يستسلم هؤلاء القادة مما جعل القائد الإنجليزى ينحنى احترامًا لبسالتهم وبطولتهم فى هذه المعركة التى كان فيها ضحايا الإنجليز 13 قتيلاً فقط و12 جريحًا وكانت معركة غير متكافئة أيدها الشعب المصرى كله وكان فؤاد سراج الدين وزير الداخلية وقتذاك على اتصال مباشر بهؤلاء القادة الذين كان منهم الضابط عبد الكريم درويش وغيرهم من أبطال الشرطة.. وبعد 5 شهور بالتمام والكمال من معركة الشرطة بالإسماعيلية فى 25 يناير 1952 قامت ثورة 23 يوليو بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث انحازت الشرطة المصرية مع الشعب والجيش العظيم والذى أيد ثورة الجيش ونجحت ثورة 23 يوليو بفضل تلاحم الجيش والشعب والشرطة وتحقق الجلاء فى عام 1954 بفضل هذا التلاحم حيث كانت معركة الشرطة بالإسماعيلية مقدمة لثورة يوليو وإرهاصًا وتمهيدًا لـ 23 يوليو 1952 التى قادها جيش مصر الوطنى البطل خلال كل العهود منذ أن نشأت الدولة المصرية على مدار التاريخ لقد كانت معركة الشرطة المصرية بالإسماعيلية فى 25 يناير 1952 بداية لتضحيات كثيرة قدمتها شرطة مصر الوطنية واستمرت فى تقديمها على مدار تاريخ مصر الوطنى فى كل معاركه حتى وصلت إلى أحداث عام 1981 بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات فى 6 أكتوبر 1981 فى حادث المنصة وأرادت الجماعات الإرهابية أن تنشر الفوضى فى مصر إلا أن شرطتنا الوطنية ظلت تطارد الإرهاب وعناصر التطرف دفعت الشرطة ثمنًا غاليًا حينما اقتحم الإرهابيون مبنى مديرية أمن أسيوط واستشهد فيها أكثر من 40 ضابطًا وجنديًا من الشرطة واستمرت هذه المعركة عدة سنوات وحتى التسعينيات من القرن الماضى حتى حادث الأقصر عام 1997 ودفعت الشرطة المصرية الثمن غاليًا لإحلال الأمن والقضاء على عناصر الإرهاب والتطرف حتى وقعت أحداث 28 يناير 2011 فيما سمى بثورات الربيع العربى وهى فى حقيقتها الربيع العبرى فمنذ ذلك التاريخ الذى اقتحم فيها الإرهابيون من عناصر حماس وجماعة الإخوان الإرهابية بعض السجون وقاموا بتهريب المسجونين الذين وصلت أعدادهم إلى أكثر من 23 ألف مسجون المصرية وعلى رأسها سجن وادى النطرون وقاموا بتهريب قيادات جماعة الإخوان الإرهابية وحماس وخلية حزب الله وحتى الآن استشهد أكثر من 1100 شهيد من ضباط وجنود وأفراد الشرطة منذ 28 يناير وحتى الآن وقدمت الشرطة المصرية شهداء أبرارًا كما قدمت أكثر من 18 ألف مصاب وجريج من الضباط والجنود والأفراد من هيئة الشرطة كان نموذجًا لهم ومعبرًا عنهم العميد ساطع النعمانى الذى جسد نموذج ضابط الشرطة الذى قدم حياته دفاعًا عن رسالته وعن أمن وطنه فى معركة الشرطة مع الإرهابيين من عناصر الإخوان عام 2013 فى معركة بين السرايات وميدان النهضة سابقًا وهو ما كرمه السيد رئيس الجمهورية وأطلق عليه ميدان الشهيد ساطع النعمانى وغيرهم من شهداء الشرطة الأبرار ومنذ قيام ثورة 30 يونيو 2013 والتفاف الشعب حول جيشه العظيم وشرطته الوطنية استمرت الشرطة فى حماية أمن المواطنين وتصالح الشعب مع شرطته بعد أن أدرك أن الإرهابيين هم من حاولوا كسر ذلك الرابط بين الشعب المصرى وشرطته الوطنية والتى فشلت خطتهم هذه فشلاً ذريعًا.
وبعد قيام جيشنا البطل وشرطتنا الوطنية بتنفيذ تكليفات القيادة السياسية بعد أن أعطى الرئيس السيسى قراره ببدء المواجهة الشاملة سيناء 2018 خاض جيشنا العظيم ومعه شرطتنا الوطنية معاركهم اليومية ضد الإرهاب فى سيناء وعلى كل حدودنا ونجحنا فى القضاء على الإرهاب وعناصره المأجورة فى سيناء وعادت الحياة مرة أخرى لشمال ووسط سيناء وكل مدنها، تستمر المعركة اليومية لجيشنا الباسل وللشرطة المصرية والتى يدفع كل منهما يوميًا شهداء فى معركة حفظ الأمن والدفاع عن أرضنا وترابنا وأمننا القومى وكان آخرهم الرائد مصطفى عبيد ضابط المفرقعات والذى دفع حياته واستشهد أثناء تفكيك إحدى العبوات الناسفة والقنابل التى وضعها الإرهابيون على سطح بالقرب من مسجد وكنيسة عزبة الهجان بمدينة نصر حيث دفع الثمن لحماية المواطنين وإحلال الأمن قبل احتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد ولاتزال معركة الشرطة اليومية مستمرة مع الإرهابيين وتجار المخدرات والبلطجية والمجرمين.. كل التحية لضباط الشرطة وجنودها فى عيدهم السابع والستين وكل التحية للمصريين فى عيد الشرطة وكل التحية للوزير النشط اللواء محمود توفيق وزير الداخلية وكل التحية للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى سيكرم أسر شهداء الشرطة وعلى رأسهم أسرة الرائد مصطفى عبيد فى الاحتفال بأعياد الشرطة خلال اليومين القادمين وكل عام وشرطتنا الوطنية بخير.