رئيس مجلس الإدارة
مستقبل صناعة النشر في مصر
By amrفبراير 24, 2019, 19:54 م
2045
فى حراك كبير فى جميع المجالات نشهد به للرئيس السيسى وفى سباق مع الزمن لكى نعوض ما فاتنا فى الكثير من المجالات وفى سبيل إعادة بناء دولة قوية وإصلاح ما أفسده الدهر فى الكثير من المجالات التى كان لنا فيها تميز واضح.. ومع سياسات غير واضحة المعالم ودون خطة مدروسة لسنوات عديدة كانت نتائجها سلبية على المواطن والوطن.
فى السنوات القليلة الماضية كان الحراك مشهودًا فى العلاقات السياسية وكيف عادت مصر إلى حضنها العربى والإفريقى.. وامتد ذلك إلى العالم أجمع بسياسة واضحة متوازنة بين القوى العالمية هدفها الأول والآخير مصر.. ومصر القوية القادرة «صاحبة القرار».
واقتصاديًا إعادة البنية الأساسية فى الطرق والكهرباء والإسكان والزراعة والصناعة.. تحرك له أثر ملموس فى مشروعات ستعود على المواطن بالنفع.
ومن بين ما يتم فى هذه الخطوات المدن الصناعية المتخصصة مثل مدينة الروبيكى لصناعة الجلود وتحديث هذه الصناعة ونقلها نقلة نوعية تليق بتطور الصناعة وما يجب أن تكون عليه لنستطيع المنافسة وتقديم منتج جيد.
مدينة دمياط للأثاث: تاريخ هذه المدينة يعلمه القاصى والدانى من تميز لصناعة الأثاث على المستوى العربى والدولى ولكن نحتاج إلى تطوير وتحديث وعدة آليات لتعود دمياط قلعة تصدير الأثاث من خلال المدينة الجديدة التى تجمع كل مكونات الصناعة ولاتغفل التسويق مع الإنتاج وكذلك البحوث والتطوير هذه هى مقومات المدينة.
مدينة العامرية للصناعات الكيماوية ومدينة السجاد بكفر الشيخ وأيضًا أخرى للسمك.. ومدينة للسفن ببورسعيد.. ومدينة الرخام بسيناء وكل مدينة من هذه المدن تختص بتجميع عناصر الصناعة فى مكان واحد وهى عناصر التصنيع.. وبحوث التطوير والتسويق لكى يكون هناك تكامل فى الصناعة للحفاظ عليها وإيجاد سبل جديدة للتسويق والتطوير وأيضًا العمل فى ظروف بيئية مختلفة وإعطاء الفرصة للتنافس.
مدينة القاهرة لصناعة النشر
والآن وبعد الاحتفال باليوبيل الذهبى لمعرض الكتاب بالقاهرة وافتتاح الرئيس السيسى له ورعايته بعد نقله إلى مدينة القاهرة الجديدة – التجمع الخامس بأرض معارض حديثة تليق بمصر وتاريخها.
وكان المعرض هذا العام محل فخر واهتمام من كل صناع النشر فى مصر والعالم العربى حيث عادت مصر لمكانتها الطبيعية فى عالم النشر ومعارض الكتاب ليعود لريادته فى المعارض العربية ومكانته فى العالم كأكبر معرض الكتاب بعد معرض فرانكفورت.
حيث استضاف المعرض ما يقرب من 2.5 مليون زائر وهو رقم قياسى كذلك أكبر أرقام للمبيعات تحققت للناشرين وأكبر عدد من الإصدارات الحديثة فى كل مناحى المعرفة.
حقق المعرض عدة أهداف أهمها الحراك الثقافى عودة دوره المهم.. نجاح تجربة النقل إلى أرض المعارض الجديدة.. أكبر مشاركة عربية.. ومشاركة عالمية وبداية إعادة النظر لمشاركة أكبر عالميًا.
وكانت رعاية الرئيس لها أثر كبير على أهمية المعرض والثقافة بوجه خاص فى مصر ورسالة للناشرين فى العالم.. لذا يأمل الناشرون المصريون فى مزيد من الدعم لصناعة النشر والتى هى من أهم الصناعات الثقافية ولنا فيها ميزة نسبية سواء فى النشر أو التأليف وكذلك التاريخ.. وأيضًا مقومات المهنة المختلفة و.. بعدما بدأت سلسلة المدن المتخصصة لرعاية وتأهيل وتنشيط صناعات مهمة.. اعتقد ان صناعة النشر والصناعات الثقافية من أهم هذه الصناعات التى تستحق أن يكون لها مدينة بالقاهرة تساهم فى تطوير الصناعة وأن تكون مكانًا لكل مدخلات الصناعة لدور النشر وأن يكون لكل ناشر مكتب لإدارة العمل ومقابلة العملاء من مؤلفين وتسويق إصداراته من خلال هذا المكان.
كذلك المطابع التى تعمل فى نفس المجال.. والمدخلات الأخرى مثل مستوردى الورق ومصانع الورق المصرية والأفلام والأحبار.. ومستوردى قطع الغيار للماكينات الخاصة بالطباعة وورش التجليد،كذلك وحدات للبحوث والتطوير فى الصناعة والتدريب والتأهيل بالتنسيق مع اتحاد الناشرين، لذا نأمل من الرئيس أن تكون هناك مدينة متخصصة لصناعة النشر.
من هنا يبدأ دعم الصناعة ودعم التصدير حيث يتم تنظيم العمل من خلال هذه المدينة وكيفية تنمية صادرات صناعة النشر وهى قيمة كبيرة وإضافة للاقتصاد المصرى حيث يشارك الناشرون المصريون فى أكثر من 25 معرضًا للكتاب على مستوى الوطن العربى، خلاف المعارض التى تتم على مستوى العالم.
إضافة إلى ما يقوم به الناشرون من جهود فى تصدير الكتاب كل حسب اجتهاده وهو رقم ليس بالقليل إضافة إلى حركة النشر بين شراء حقوق أو بيع حقوق للإصدارات ويمثل هنا التعاون الثقافى مع دول العالم وتصدير ثقافة كل دولة حسب رؤيتها.
وهنا لابد أن يكون لنا استراتيجية لتصدير الكتاب المصرى توضح البنود التى نتميز فيها نسبيًا وإمكانية دعم هذا الأمر.. وتنميتها لزيادة صادرات الكتاب من خلال بحوث للسوق يشارك فيها كل من اتحاد الناشرين ووزارة الثقافة وهيئاتها المختلفة والمجلس التصديرى حيث إن ما يتم حاليًا هو مجرد جهود فردية فلكل جهة اجتهاد وليس لنا هدف واضح محدد نعمل من أجل تحقيقه، كل صناعة وكل منتج له هدف.
واعتقد أن صناعة النشر وتصدير الفكر يجب أن يكون من أولويات الدولة داخليًا وخارجيًا وتجتمع هذه الجهات لدراسة المعوقات ووضع آليه للعمل الجماعى الذى نفتقده الآن.
كل ماسبق عن الكتاب الورقى، هناك وافد جديد وهو الكتاب الرقمى الذى اصبح من الروافد المهمة ومازال العمل فيها محدودًا بالنسبة لحجم الصناعة.. بل يحتاج إلى دراسة مهمة وأهمية أن يكون لدينا عدة منصات.. وقد قامت الدولة بإنشاء بنك المعرفة بمبادرة من الرئيس ولكن اتمنى ان يفتح بنك المعرفة الأبواب للنشر المصرى والعمل المباشر مع الناشرين أو من خلال الاتحاد للاستفادة بالمحتوى المصرى داخل مصر وهو قوى وجيد ومؤثر.. بدلًا من وضع المحتوى على منصات غير مصرية تتسابق لشراء هذا المحتوى، أيضًا الكتاب الصوتى وهو احدث مولود فى عالم صناعة النشر.. وكيف يستفاد من كل ذلك.
إذن هناك مفهوم جديد لصناعة النشر من ورقى وتفاعلى وإلكترونى.. أمور حديثة فى عالم الصناعة آمل أن يكون لنا فيها دور كبير وخاصة أننا نشكل أكثر من 50% من صناعة النشر فى العالم العربى.. ولكن دون تنظيم أو هدف محدد أو دراسات مستقبلية وتدريب وتطوير.