https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

بين نارين

1934

..تابعت بحزن شديد الحريق الذى نشب فى كاتدرائية نوتردام التاريخية بباريس.
..شىء مؤلم أن ترى أمام عينيك تاريخ مئات السنين يحترق بهذه الصورة.. هذا الحزن ربما يعود إلى أننا نحن العرب المسلمين والمسيحيين بل والفراعنة، حب التاريخ والثقافة والفنون يجرى فى جيناتنا.
على مدار تاريخنا حتى فى أوقات الحروب والغزوات كنا نحافظ على تراث الأمم وثقافتها فلم نهدم أو نحرق أثرًا أو رمزًا تاريخيًا أو ثقافيًا أو دينيًا أو حتى ردمنا بئرًا أو قطعنا شجرة، لذلك تجدنا نتعاطف بشدة مع مشهد مثل مشهد احتراق كاتدرائية نوتردام.
أما هؤلاء الذين سبقوا المعاول المعدنية بقلوب وعقول تشبهها وهدموا وضربوا وحرقوا رموزًا أثرية وثقافية بل ودينية، فى بلدنا بلاد الإسلام وهم يرفعون شعار «لا إله إلا الله محمد رسول الله» مرتدين عمائمهم السوداء وتتدلى لحاهم الرثة العشوائية حتى منتصف بطونهم المنفوخة كرهًا وبغضًا للإنسانية والسلام.
هؤلاء الذين حرقوا مساجد فى سوريا وليبيا واليمن والعراق هى من تراث الإسلام الفريد والعتيق دون أن تهتز فيهم شعرة ليسوا منا، نحن من بكينا حزنا لاحتراق الكاتدرائية.
ليسوا مسلمين وليسوا عربًا، بل مأجورين مستخدمين مربوطين من أعناقهم بسلاسل حُب الدنيا والمال وشهوة النساء.
معظمهم من الغرب الغابر جاءوا إلى بلادنا وديارنا متخفين فى ملابس المسلمين وهيئتهم وإن كانوا أضافوا عليها من قبحهم ودمامتهم حتى أصبحت لا تمت لنا بصلة من قريب أو بعيد، هؤلاء جاءوا من الغرب الشرس المدمر لكل الحضارات الناكر لكل معانى التآخى والتعايش السلمى، التاريخ الدموى لهم يشهد على ذلك.. فهم يهدمون ويحرقون ويذبحون دون هوادة أو رحمة – ومذبحة المسجدين فى نيوزيلندا تشهد.
لأنهم من الغرب المتوحش الدموى فلن يتأثروا، ولأننا من الشرق المسالم المحب للسلام تأثرنا وحزنا وبكينا لمشهد حريق الكاتدرائية.
لأننا من الشرق المسالم المتسامح حزنا ولم يحزنوا هم عندما تتفجر المساجد وتحرق الأضرحة ومقابر العلماء وتقترب صواريخ الغدر حتى من مدينة رسول الله والبيت الحرام، أو حتى عندما تشتعل النيران فى المجمع العلمى بالقاهرة الذى يحتوى ويحمى تراث وحضارة أمم كثيرة منذ سنوات طويلة ومكتبة الإسكندرية نبراس العلم وسراج الثقافة فى العالم.
هذا نحن وهؤلاء هم، نتألم لتدمير الحضارة ويفرحون هم بل ويخططون لتدمير مساجدنا ومقابرنا وتراثنا الإسلامى.
هذا نحن ندعو للسلام والمحبة وهؤلاء هم يدعمون ويمولون ويصنعون الإرهاب والإرهابيين. بين كاتدرائية نوتردام المحترقة ومساجدنا التى تهدمت تبقى الرسالة الأوضح: «التاريخ لا ينسى والإنسانية هى الأبقى».
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن