رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

كعادتهم لم يفهموا

1241

حكمة الله العلى القدير التى تمثلت فى وفاة محمد مرسى أثناء جلسة محاكمته، بين أقرانه من قيادات وكوادر جماعة الإخوان على الملأ جهارًا نهارًا، وعلى مرأى ومسمع من محاميه وأتباع الجماعة – كان يجب عليهم أن يتأملوا هذه الحكمة مليا ليدركوا إرادة الله وحكمته فى ألا يمنحهم فرصة جديدة يتاجرون ويبيعون ويشترون فى هذا الوطن أكثر مما فعلوا، والذى لم يكن لهم فى يوم من الأيام سوى مطية يتخذونها للوصول إلى هدفهم الأكبر نحو التنظيم الدولى لجماعتهم، ولم يكن لهم وطنا وأرضا وشرفا!
على مدى الأيام القليلة الماضية تابعت معظم ما قيل وتردد فى هذا الصدد، وكان كله متوقعًا وربما عادى، فموته بالنسبة لجماعته أحدث خللًا وارتباكًا بين صفوفهم، خاصة أنهم لن يستطيعوا استثمار هذه الوفاة استثمارًا يحققون به مكسبًا أو تشويشًا وتشويها كعادتهم بالطريقة التى وقعت بها، وكان متوقعا أيضًا أن تتجدد أوجاع وآلام المصريين الذين فقدوا زهرة شباب أولادهم الذين سقطوا ضحية نتيجة خيانات وسوء أفعال هذه الجماعة وأتباعها من الجماعات المتطرفة التى تتعاطف أو تتحالف معها.
أما الجانب الإيجابى فى الأمر أنه كشف من جديد فلول التنظيم التى تعيش بيننا، والتى تتوارى خلف سواتر كثيرة من الصمت أو الاختباء وراء أفكار كاذبة افتعلوها ليواروا توجهاتهم الحقيقية، وبلا وعى عبروا عن حقيقة مشاعرهم، فافتضح أمرهم كما افتضحت جماعتهم بيننا فى العام الأسود الذى جثمت فيه على صدورنا.
كل هذا كان متوقعًا، لكن الذى استفزنى حقا، هو المقارنة الغريبة والجاهلة، التى طرحها البعض بين محاكمة مبارك الذى كان يرتدى أفخر الثياب ويظهر مكرما أثناء جلسات محاكمته، وبين معاملة مرسى ومحاكمته. وهذا كان من أكثر الأمور دهشة بالنسبة لى، فمبارك على الرغم من كل تحفظاتنا ومن كل أخطائه، إلا أنه أبدا لم يخن وطنه، ولم يبعه، ولم يكن انتماؤه إلا لمصر، ومبارك حكم مصر ثلاثين عاما، وحين ترك الحكم كان مصريون كثيرون يقدرون دوره حتى وإن كانوا قد أضيروا منه أو لهم مآخذ عليه، ورفض أن يترك وطنه مهما كانت النتائج. ثم من قال إن الإخوان يعاملون معاملة سيئة فى السجون؟! هل بدا على أحدهم الهزال والضعف؟ هل عرضوا على المحاكم التى يمثلون أمامها آثار التعذيب؟
الحقيقة أنه ليس هناك أى وجه للمقارنة، بين مبارك الذى هو فى النهاية كان أحد قادة القوات المسلحة المصرية، وبين رجل كان ألعوبة فى يد جماعته، ومجرد واجهة يحركها خيرت الشاطر وجماعته.
ليس علينا – إذن – الانجراف وراء هذه المهاترات، فجماعة الإخوان مازالت وستظل على حالها، لن تتعظ، ولن تُعمل عقلها، لأن أول شروط الالتحاق بها هو الطاعة العمياء، وإلغاء العقل، وليس علينا أيضًا أن يربكنا صراخهم، فمصر فى كل يوم تزداد بريقًا وجمالًا، وتخطو خطوات ثابتة نحو التنمية والتقدم، ولا يجب أن يوقفنا هؤلاء الذين لا يدركون ولا يفهمون.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.