https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

هاني عازر.. مهندس مصري بنكهة أوروبية

4255

عفت سعيد 

بسيط ..ذكي..متميز.. مغامر .. ابن نكتة.. مقدام .. لايعرف المستحيل.. هى صفات شخصيتنا لهذا العدد ..اختار له الغرب لقب «امنحتب مصر» لبراعته في الإنشاء والتعمير وإليه يعود الفضل في تشييد أهم محطات القطارات في أوروبا وهى محطة قطارات برلين بألمانيا .. فهو تربى على الكفاح للوصول للنجاح وقبل التحدي في عمل فشل في تنفيذه العديد من المهندسين والخبراء وفعلا نجح المهندس المصري العبقري في الانتهاء من تنفيذ مشروع بناء أكبر محطة للقطارات في برلين واستحق بحق لقب خبير الأنفاق العالمي وتم اختياره ليكون  من أهم 50 شخصية في الم?تمع الألماني ..

فأحيانا تتحول التجربة الشخصية لبشر يتحدون حدودهم الجغرافية وواقعهم المعتاد والمألوف ليصلوا إلى إطار الأسطورة بكل تفاصيلها لدرجة لا يملك الغير إلا الإشادة بهم وتنصيبهم أمثلة يحتذى بهم فى واقع ضنين لا يرحم ولا يجامل من لايستحق.. فالشخصية المصرية التى قدمت للعالم أقدم حضارة عرفها التاريخ وهى الحضارة الفرعونية نجحت أيضا فى أن تقدم للعالم الإنسان المصرى الذى هو نتاج للعديد من الثقافات التى أثر وتأثر بها عبر التاريخ وأصبح هو المبدع والمعلم للبشرية ويشهد التاريخ الإنسانى الحافل بأسماء العديد من الشخصيات المصرية ا?تى أفادت البشرية علما وفكرا وعملا.

الأصالة لا تدرس

ويؤكد نجاح (المهندس هانى) صدق ما أشرنا إليه فالمصرى الأصيل مبدع بطبيعته ولا يحفل بالعقبات ويتجاوزها بحزم ليعود مرة أخرى للإبداع، ويضاف لما سبق وجود الوطن وثقله الروحى الذى يضيف ويخصم من الذات الإنسانية الكثير ويضفى على طعم الأيام ومرارة التجارب ما تنوء به الروح فالوطنية ليست مجرد لون أو رمز فى راية أو سلام وطنى يعزف ونرفع الأكف تحية له.. ثم نمضى بقية العمر نتذكره فى لحظات الشجن.. فالوطن يعيش فينا ولا نعيش فيه، وهى عبارة أبدعها وصاغها الملهم وعاشق التاريخ والجغرافيا الراحل البابا شنوده المعلم الأول لشخصيتنا?المبدعة هانى عازر امنحتب العصر الحديث الذى كرمته الدولة الألمانية ومنحته وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى اعترافا بإنجازاته المعمارية فى ألمانيا والذى أهداه بدوره إلى بلده الأم مصر اعترافا بفضلها عليه وأصر على إرسال صورة جماعية تضم زوجته وأولاده وأحفاده قائلا بعبارة مصرية صميمة «عايز افرح مع بلدى وأولاد بلدى».

ويسرد المهندس عازر قصة حياته بنفسه وقسمها إلى عدة محطات، الأولى بدأت فى بلده مصر وفى مسقط رأسه فى طنطا، فقد ولد عام 1948 وحصل على مجموع مرتفع ورفض اقتراح الأهل فى استغلال المجموع الكبير فى دراسة الطب وفضل دراسة الهندسة متأثرا برأى معلمه الأول البابا شنوده رحمه الله، وفعلا ترك منزله بطنطا والتحق بكلية الهندسة جامعة شمس، وبعد أن أتم دراسته الجامعية قرر استكمال تعليمه فى إحدى الجامعات الألمانية، وهنا يتحدث المهندس هانى بشجن عن هذه الفترة من حياته.

كفاح وصبر ونجاح

ويقول «كنت أعمل فى بيع الجرائد حتى الرابعة صباحا كل يوم حتى اصرف على تعليمى وعملت أيضا جرسون وغسلت الصحون فى المطاعم والتحقت بالعمل فى المناجم تحت الأرض ولم أشعر بالخجل من عملى أبدا، ومع تشجيع أبواى أتممت تعليمى الجامعى وبدأ تكليفى بإقامة أهم مشروع فى حياتى وهو إنشاء أكبر وأهم محطة قطارات برلين والتى عجز الألمان أنفسهم عن بنائها نظرا لطبيعة التربة وخصوصيتها وتم تكليفى بإنجاز هذا العمل وقبل دورة كأس العالم التى تنظمها ألمانيا آنذاك».

وبالفعل أنجز المهمة وقبل الموعد المحدد، وشاركت محطة قطارات برلين فى كأس العالم ومنذ ذلك الحين أصبح اسم «هانى عازر» من أشهر 50 شخصية فى ألمانيا، وعن علاقته بالوطن الأم فيقول «تم تكريمى أكثر من مرة ولكن منذ أن تولى الرئيس السيسى منصبه الرئاسى تم تكليفى بالإشراف على تنفيذ الأنفاق تحت قناة السويس وبورسعيد»، وأصبح هانى عازر المستشار الهندسى للرئيس السيسي، كما تم اختياره ليصبح الشخصية الشرفية لمؤسسة «مصر تستطيع».

وعن تجربته فى الإشراف على إقامة مشروعات البنية التحتية فى مصر الحديثة، فقد أشاد بما يحدث فى مصر الآن وقال «إن إقامة الدولة للمشروعات الكبرى يسهم فىبناء الدولة بصورة صحيحة ومستقبل أفضل، وأكد أن الجميع سيتأكدون من صحة ما أقول فى الأعوام القليلة القادمة فالمشروعات التى أشرف على إنشائها من طرق وأنفاق سوف تسهم فى فتح أسواق جديدة وتزيد من المشروعات الاستثمارية وأنصح الجميع بعدم التوقف عن العمل والبناء»، كما أشاد المهندس العالمى بمهارة القيادة والعمالة المصرية التى نجحت فى إنجاز العديد من المشروعات وفى زمن قياسى.

شهادة مصيرية

وقال إن «القرارات المصيرية التى اتخذتها القيادة المصرية هى العلاج الناجح والسريع لما نعانيه من قصور فى البنية التحتية فالمسكنات لا تصلح ولا تفيد فى علاج المشاكل الاقتصادية والاجتماعية فنحن الآن نصلح أخطاء تأخرنا كثيرا فى علاجها فبدون المشروعات الحقيقية القائمة على العلم والدراسة لن تتقدم أى دولة فالأموال تذهب وتعود ولكن تبقى المشروعات القومية والأمثلة كثيرة حولنا نذكر منها مشروع السد العالى وكوبرى أكتوبر ومترو الأنفاق.. فتحديث مصر تأخر كثيرا ولابد من الاهتمام بمصر الحديثة من أجل الأجيال القادمة».

ويختتم المهندس المصرى والخبير العالمى للأنفاق  حديثه بتوجيه نصيحة للشباب فى مصر والعالم العربى قائلا «إن الكفاح والعمل وعدم اليأس والتمسك بتحقيق حلمك هو الدرس الأهم الذى تعلمته من المجتمع الألمانى الذى خرج مهزوما من الحرب العالمية الثانية وأصبح الآن بالعمل والاجتهاد والابتكار الأقوى اقتصاديا وصناعيا فى قارة أوروبا وأتمنى من أبنائى وأولاد بلدى أن يحرصوا على التخطيط والتنفيذ الجيد لهم ولبلادهم».