صالون الرأي
الأمم المتحدة .. و”الإنجاز صفر”
By amrأغسطس 18, 2019, 18:17 م
1179
بدا فى حكم اليقين أن الأمم المتحدة وأدواتها فى حل وحسم النزاعات العربية تحديدًا عبر ممثليها لم تعد قادرة على إحراز أى تقدم يذكر، بل أحيانًا يؤدى تدخلها إلى تعقيد وإطالة أمد الأزمة، وبالتالى أصبح تخصص الأمم المتحدة ومبعوثيها إلى ليبيا واليمن تحديدًا مجرد إدارة للأزمة والعودة دائمًا إلى الإنجاز صفر وفى الحالتين الماثلتين فى يومياتنا الراهنة الحالة ذهبت إلى ما تحت الصفر.. ومن هنا خلصت إلى حقيقة وواقع ملموس أن تترك الدول لحل وإدارة أزماتها ومشاكلها بعيدًا عن منظمة وصفها البعض بأنها ليست حسنة السمعة، ولذا ونحن نقترب من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى شهر سبتمبر المقبل لابد من إثارة ملف إصلاح الأمم المتحدة، فهى لم تعد قادرة على عمل أى شيء وقد شل الأداء مفردات كثيرة بأنها أصبحت مرجعية للحل دون حل أو أى عمل حقيقى على الأرض وكذلك حق النقض “الفيتو” الذى أصبح فى قوة إبليس لإفساد أى عمل سياسى على اتساع الكرة الأرضية وفى ملف فلسطين مثال أمامنا لحل الأزمات والنزاعات، وهنا السؤال هل تنتظر مشاكل كل من اليمن وليبيا وسوريا سنوات دون حل وتصبح فى أقدميتها كالملف الفلسطينى هذا سؤال مشروع لابد من طرحه أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. بصراحة الحال أصبح مستفزًا فى تعامـل ما يسمى بالمجتمع الدولى مع القضايا العربية ولو ترك الأمر لقيادات ولجان حكماء من شيوخ السياسة فى العالم العربى لتم إنجاز الكثير من الأزمات التى تعانى منها المنطقة العربية حتى موضوع مكافحة الإرهاب لم يفلح فى حله وحسمه المجتمع الدولي، بل زاد انتشارًا ولم يعاقب الممول والداعم بالمال والسلاح من أجل هذا أنا مع سياسة عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول تحت أى مسمى.
إن ما يقوم به الجيش الوطنى الليبى من مكافحة للإرهاب ومعاقبة المليشيات المسلحة لهو أمر مشروع ولا ينبغى مقاومته من قبل حكومة الوفاق إذا كانت على نفس الدرجة من المسئولية ولكن يبدو أن الأمر مستحيل، ولذا الجيش مستمر فى تحرير مدينة طرابلس وهو ما أعلنه مؤخرًا الناطق باسم الجيش الوطنى الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن المعركة فى طرابلس وصلت إلى مراحلها الأخيرة، موجهًا التحية لكل مقاتلى الجيش على مجهوداتهم.
وأضاف المسمارى أنه تم رصد خط طائرات كثيف من تركيا نحو مصراتة، مشيرًا إلى أن الجيش دمر طائرة خاصة فى مصراتة قادمة من تركيا على متنها شحنة كبيرة من الأسلحة.
وذكر أن قادة الإخوان المسلمين فى قطر وتركيا أصيبوا بإحباط كبير بعد إسقاط الجيش طائرة الإمداد فى المطار، موجها الاتهام لقطر بدفع ثمن شحنة الطائرة.
ووجه المسمارى تحذيرًا للتنظيمات الإسلامية خاصة جماعة الإخوان، قائلا: “هزيمتكم الآن ثابتة ونحن نراقب كل تحركاتكم ونواياكم ونحذركم من الاحتماء بالمواقع المدنية“.
ونأتى إلى محطة أخرى وهى الاتحاد الإفريقى وأهمية إسناد مهام الدول العربية الإفريقية خاصة فى الموضوع الليبى باعتباره اتحادًا ملتزمًا ويسعى للحل بأقل الخسائر وهو ما فعله فى السودان، وبالتالى أصاب رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح فى حديثه أمام رؤساء البرلمانات الإفريقية إنه يجب على الاتحاد الإفريقى والبرلمانات الإفريقية دعم إرادة الليبيين، مؤكدًا أن مجلس النواب الليبى هو الممثل الشرعى الوحيد المنتخب من الشعب الليبى وأن أى حكومة يجب أن تستمد شرعيتها من إرادة الشعب من خلال مجلس النواب.
وطالب عقيلة فى الوقت ذاته بدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية تنال الثقة من مجلس النواب باختصاصات محددة ولفترة محدودة للوصول إلى مرحلة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، مؤكدًا عدم شرعية حكومة الوفاق، خاصة وأن حكومة الوفاق مازالت تعتمد على آليات العمل الفاشلة فى الأمم المتحدة بدليل قيام رئيسها “باستدعاء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة، وتسليمه مذكرة تتضمن احتجاجًا على ما ورد فى إحاطته لمجلس الأمن حول الوضع فى ليبيا“.
وكان سلامة قد أبدى قلقه من استمرار الهجمات التى تستهدف مطار معيتيقة بطرابلس، المنفذ الوحيد بغرب ليبيا، والذى أغلق عشرات المرات خلال الأشهر الأربعة الماضية جراء القصف.
ودعا سلامة فى إحاطته أمام مجلس الأمن، “السلطات فى طرابلس إلى التوقف عن استخدام المطار لأغراض عسكرية، والقوات المهاجمة إلى التوقف فورًا عن استهدافه“، فى إشارة للجيش الوطنى الليبى بقيادة خليفة حفتر.
هذا الموقف دفع السراج لاستدعاء سلامة وكأن الأزمة خناقة فى حارة ما هذا العبث بأمن ومقدرات الشعوب.. وهل سيبقى الوطن والمواطن فى ليبيا رهينة للتجاذبات السياسية الخارجية وماذا فعلت الأمم المتحدة مع شحنات الأسلحة التركية إلى ليبيا فى ظل استمرار حظر السلاح على الجيش الوطنى الليبي.
أما إذا تحدثنا عن سوريا فلم يعد هناك شيء اسمه أمم متحدة وإنما دول معروفة وتسيطر على الوضع اختطفت دولة بالكامل وشردت شعبها وقتلته.
وفى اليمن كنا نتحدث عن صنعاء وإمكانية تحريرها اليمن هناك من يحاول اختطاف عدن ومازال المبعوث الأممى فى مكانه لم يحرك ساكنا.
أتمنى أن تنسى الدول العربية هذه المنظمة وأن تحل مشاكلها بنفسها حتى تتجاوز مرارة سنوات تدخلات المتجمع الدولى.