صالون الرأينجوم وفنون
سلطان الهوى و”نوستالجيا” الأغاني!
By amrديسمبر 11, 2024, 18:58 م
630
موضة أغانى الأفلام ليست جديدة على السينما المصرية، فقد حقق العديد من النجوم خلال السنوات الماضية نجاحًا جماهيريًا كبيرًا بفضل الأغانى التى تضمنتها أفلامهم وجاءت كدعاية لها، وساهمت هذه الأغانى فى إشعال حماس الجمهور لمشاهدتها، كما حدث مؤخرًا مع فيلم “الهوى سلطان”.
ولم يكتف مخرج الفيلم بالأغنية الرئيسية المعبرة عن القصة والأحداث للمطرب بهاء سلطان، لكنه استعاد عددًا من أغانى “النوستالجيا” والتى أضافت حالة من البهجة للجمهور، ومن أجملها أغنية “هتعمل إيه” للفنانة شيرين عبد الوهاب، وهى الأغنية التى قدمتها عام 2008 ضمن أحداث فيلم “آسف على الإزعاج” من بطولة أحمد حلمي.
والحقيقة أن الأفلام العربية ولدت فى حضن الغناء، وتأثرت إلى حد بعيد بأفلام الكوميديا الموسيقية فى هوليوود، وبدأت الأغانى فى معظم الأفلام مقحمة على السياق الدرامى وتستغرق مساحة زمنية طويلة تخل بالإيقاع السينمائى، لكنها تخلصت من هذه العقدة مع مرور الوقت، وأصبحت أغانى الأفلام أكثر رشاقة، مثل معظم أفلام العبقرى محمد فوزي، وأفلام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وخصوصا تلك التى شاركته بطولتها الرائعة شادية.
وظلت الأغانى فى الأفلام مقصورة على المطربين الذين يجربون حظهم فى التمثيل، ولا يخرجون فى معظم أعمالهم عن “تيمة” درامية واحدة تتكرر دائمًا بتنويعات مختلفة وهى تيمة المطرب الذى يصعد من القاع إلى القمة ويساعده فى الوصول إلى الشهرة والمال أهل حارته الطيبين.
ومنذ سنوات قليلة غزت السينما موضة جديدة، وهى إعداد أغنية أو أكثر تكون جزءًا من الدعاية للفيلم الجديد، ويقوم بأدائها مطرب أو مطربة لا يشاركون بالتمثيل فى الفيلم، وليس مهما بالطبع أن تكون هذه الأغنية معبرة عن الموضوع أو خارجة عن السياق، فالمهم أن يكون هناك أغنية يتم تسويقها للمحطات الفضائية الموسيقية لتذاع مع لقطات من الفيلم، وتدر ربحًا إضافيًا للمنتج.
والغريب أن هذه “التقليعة” انتقلت إلى الدراما التليفزيونية، وساهمت فى اكتشاف وشهرة عدد من المطربين الشعبيين مثل الليثى وآدم وأحمد شيبة.
والمشكلة أن أفلام الموجة الجديدة لم تلجأ إلى الأغانى سوى بدافع الجذب التجارى، جريًا وراء المعادلة الفنية السائدة فى الأفلام التجارية وهى قصة وأغنية ومجموعة إفيهات مع قصة مستهلكة تنتهى بمحاضرة أخلاقية فارغة المضمون، وهى المعادلة التى استهلكتها لسنوات طويلة مسرحيات “الكباريه”، قبل أن تختفى وتبطل “موضتها” وتنتقل إلى سينما الإسفاف والضحك على الذقون.
أما الفيلم الاستعراضى الغنائى الحقيقى الذى يوظف الأغنية فى سياقها الصحيح، ويستخدم الإبهار والإضاءة والملابس والاستعراضات لتقديم عمل فنى حقيقى فلا يزال غائبًا عن الشاشة، ليس لأننا لا نملك مواهب استعراضية تستطيع تقديم هذا اللون فى الأفلام، لكن لأننا نجرى دائمًا وراء “التقليعات” ونتوهم أن الجمهور “عايز كده”.. والحقيقة أن الجمهور برىء من هذا العبث!