https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

جميعنا.. فى خندق واحد

1838

لم يتوقع أحد يومًا، أن تتوارى الأحداث العالمية الملتهبة التى كانت تتصدر المشهد من حروب وإرهاب ومؤامرات وانهيار دول وصراعات سياسية واقتصادية، أمام فيروس «كورونا» المستجد، الذى بات مصدر تهديد قاتل للبشرية، ووحشًا شرسًا لا يرحم من يسكن جسده، ليتحول هذا الفيروس خلال أيام إلى «آلة قتل» تفوق أخطر الأسلحة التكنولوجية التى تتسابق فى اختراعها الدول الكبرى..

لم يتخيل إنسان أن الثورة العلمية الهائلة التى يعيشها العالم اليوم، تقف عاجزة أمام فيروس لا يزيد حجمه عن جزء من المليمتر، ولا يرى بالعين المجردة،دون أن يتمكن العلم من هزيمته، بل يشاهد الإنسان وهو يفقد حياته وحياة أحبائه فى لمح البصر، دون أن يتوصل إلى علاج أو لقاح فعال للقضاء على هذا الفيروس غير المرئي، الذى اجتاح العالم فى حرب شاملة لا تقل ضراوة عن حروب الأسلحة الفتاكة.. ورغم الرعب والفزع والهلع الذى يخيم على كوكبنا فى هذه الأيام، إلا أن البشرية ولأول مرة تقرر الوقوف بكل قوة متحدية هذا المرض، فى تكاتف وتعاون وتعاطف ومحبة لم تألفها من قبل، فلم يحدث أن رأينا من قبل الجنس البشرى وهو فى خندق واحد، للدفاع عن كوكبه ووجوده وحياته ومستقبله، بعيداً عن الأنانية والتوحش والشماتة، وكأنه فى مركب واحد، حيث يجاهد الجميع من أجل الوصول بها إلى بر الأمان..!

وإذا كان الواقع يقطر ألماً ودموعاً، نتيجة الضحايا الذين سقطوا خلال الحرب ضد كورونا، فإن الأمل فى دحره لا يزال قائماً، نتيجة إرادة الإنسان الذى يأبى السقوط أو الاستسلام أمامه، فالعلماء يبذلون قصارى جهدهم فى بلدان مختلفة، للتوصل إلى حلول علمية ناجعة تنهى هذه المأساة التى باتت تهدد حياتنا وحياة من نحب..!

نعم، هناك من يسير فى طريق التحدي، واضعًا نصب عينيه مستقبل البشرية، الذى أصبح فى مرمى الخطر، فهناك مسئولية حكومات تجاه مواطنيها لتحميهم من هذا الوباء، باتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار هذا الفيروس حفاظاً على المجتمعات من التصدع والانهيار، وهناك أيضًامسئولية وطنية تحتاج إلى التزام كل مواطن بالتعليمات الصحية التى تحميه وتحمى أسرته ومجتمعه، بعيداً عن داء الاستهتار والاستهانة بهذا المرض، والتعامل معه بعدم اكتراث، مثلما حدث فى إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وألمانيا، وغيرها من دول القارة العجوز التى فقدت الآلاف من الضحايا، بعد أن خرجت الأمور عن السيطرة، كما أصيب عشرات الآلاف، لتدخل هذه الدول فى دوامة قد لا تستطيع الخروج منها، وتتكبد خسائر اقتصادية لا حصر لها، الأمر الذى يدفعنا فى مصر أن نتعامل مع الفيروس بجدية وحزم، قبل أن نسقط فى مستنقع «كورونا»، وندفع الثمن غالياً من مقدراتنا وأرزاقنا وأرواحنا، لذا علينا جمعياً أن نلتزم بالعزل المنزلى ونرفع شعار «خليك فى البيت»..!