أشرف على الملف : عمرو البدرى
الآن وبعد تفشي فيروس كورونا بين المواطنين وبعد تعامل الدولة الناجح مع كثير من الحالات وبعد إعلان وزارة الصحة إمكانية علاج المرضي داخل منازلهم بعد اتباع كل الإجراءات الاحترازية، قام البعض بعزل وعلاج أنفسهم فضلا عن قيام قرى كاملة بعزل نفسها بعد تفشي المرض بين سكانها، حكايات وبطولات نرصدها لكم من داخل منازل المتعافين من كورونا..
بعد تطبيقالإجراءات قنا تعلن تعافي حالات العزل المنزلى..
قررت الأسر في قرية الخطارة بمركز نقادة جنوبي محافظة قنا، عزل أنفسهم ذاتيًا داخل منازلهم، للحد من انتشار فيروس كورونا، بعد إصابة عدد من أبنائها بالفيروس وهو ما تحقق بالفعل وانحسرت أعداد الإصابة حتى وصلت إلي تسجيل صفر إصابة.
كما أطلق شباب القرية، مبادرة «قادرون» تم بمقتضاها تشكيل لجان في كل نجع بالقرية، لتوفير السلع للأسر المعزولة، ومنع إقامة الأسواق، ودخول الباعة الجائلين، وإجراء عمليات تطهير مكثف للشوارع والمنازل خاصة التي بها حالات إصابة.
إجراءات العزل المنزلي بدأت بعد ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا بين أبناء القرية، بلغت 23 حالة وقتها، ووفاة شخصين مسنين جراء الإصابة بالفيروس، اتحد شباب القرية والمتطوعين من أبنائها، وأطلقوا مبادرة «شباب الخطارة يقدر» أو قادرون.
وقام الشباب بتشكيل لجان في كل نجع، يديرهم مجموعة من الحكماء، وضعوا خططًا للمبادرة، منها طلب من المواطنين والأسر، أن تعزل نفسها مدة 14 يوما، على أن تقوم مجموعة الشباب بتوفير احتياجاتهم من السلع الغذائية وغيرها، كما تم منع دخول الباعة الجائلين القرية، ومنع الزيارات بين أبناء القرية والغرباء من القرى الأخرى، وتم إعلان إغلاق القرية، مع توفير احتياجات المتضررين من عمليات الإغلاق من أصحاب المحال التجارة والبقالين، وباعة الخضار من أصحاب المحلات.
وأكد الأهالي أنهم نجحوا بهذا الأسلوب في مواجهة الزيادات الملحوظة في أعداد المصابين حتى أصبحت القرية مضرب المثل في تحدي «كورونا» دون تحميل أي أعباء للدولة ومن منطلق المشاركة المجتمعية.
وعلى خطى الخطارة وخشية من تكرار سيناريو تزايد أعداد المصابين بفيروس «كورونا المستجد» قرر عدد من شباب قرية «كوم بلال» التابعة لمركز نقادة جنوبي قنا، المتطوعين تطبيق عدد من الإجراءات الاحترازية الاستباقية، لحماية قريتهم من اختراق فيروس كورونا المستجد، بعد أن زلزل وجدانهم تزايد أعداد الإصابة بالفيروس القاتل لأهالي قرية الخطارة القريبة منهم .
اتخذ شباب المتطوعين بقرية «كوم بلال» بالتنسيق مع المسئولين ورموز القرية، مبادرة تضمن منع الباعة الجائلين من دخول القرية واقتصار العزاء على الاتصال التليفوني، ومنع التجمعات داخل المحلات والأماكن العامة، فضلًا عن السيطرة على المداخل الثلاثة الرئيسية للقرية حيث كانت نقطة البداية لتنفيذ المبادرة، كذا التنبيه على الداخلين أو الخارجين لأمر ضروري ومهم، بضرورة ارتداء الكمامة والقفاز الطبي، مع تعقيم جميع السيارات التي تدخل القرية لضمان خلوها من أي بقايا للفيروس اللعين، وأيضًا مساعدة ضيوف القرية فى الوصول لمن يحتاجون مع إلزامهم بالتعقيم وارتداء الكمامة.
يأتي تنفيذ بنود المبادرة ضمن الإجراءات الاستباقية الاحترازية، لحماية الأهالي من خطر الإصابة بفيروس كورونا بقرية كوم بلال بمركز نقادة بقنا.
رغم احتلال القليوبية المركز الثالث في ترتيب الأكثر إصابة بالفيروس..
تحتل محافظة القليوبية، الترتيب الثالث ضمن أكثر المحافظات إصابة بكورونا وفقا لبيانات وزارة الصحة، ونظرا لتزاحم المصابين على المستشفيات الحكومية بالمحافظة، مما اضطر المئات من المصابين للعزل المنزلى، وفقا لبيانات الإدارة الصحية بالقليوبية، فإن نسبة شفاء حالات العزل المنزلى بالمحافظة مرتفعة جدا، حيث تم شفاء ما يقرب من 98% من مصابى كورونا بالقليوبية، وذلك لحرص المصابين على الالتزام بالإجراءات الاحترازية أثناء العزل، وخلال التقرير التالى نرصد نماذج مشرفة لحالات العزل المنزلى.
البداية مع الدكتورة بسمة رجب، إحدى الطبيبات الموكلة لمتابعة حالات العزل المنزلى بالقليوبية، حيث أكدت على وجود التزام كبير من قبل المصابين بكورونا داخل العزل المنزلى، سواء في اتباع الإجراءات الاحترازية المتعلقة بالعزل داخل المنزل، وإتباع بروتوكول علاج وزارة الصحة، وأشارت إلى أن هذا الالتزام كان سببا مباشرا في ارتفاع الشفاء خلال 14 يوما من الإصابة بالفيروس.
وقالت الدكتورة بسمة، إن الالتزام كان أيضا من قبل المخالطين للمصابين داخل المنازل، حيث كان الخروج من المنزل للضرورة القصوى لشراء الحاجات الضرورية، بينما رفضت أسر كاملة من المخالطين الخروج من منازلهم اعتمادا على دعم اللجان الشعبية بالقرى والمراكز التى تقوم بتوفير جميع احتياجات الأسر المصابة والمخالطين.
وتابعت، هناك العديد من مواطنى القليوبية قاموا بالعزل المنزلى، فور ظهور أعراض كورونا دون الانتظار للذهاب للمستشفى ونتائج تحاليل المسحة.
من جانبها، قالت فاتن سعد، إحدى المصابات بكورونا داخل العزل المنزلي بمركز شبين القناطر، إنها تعرضت للإصابة من بعد ذهابها لشراء الخبز من احد الأفران، وتقول كانت بدايتي مع المرض حدوث ارتفاع في درجة الحرارة مع كُحة شديدة، وقمت بعمل تحاليل وأشعة ومسحة وثبت اصابتي بكورونا، قمت بعزلي فورا داخل المنزل، وإبعاد الأبناء خارج المنزل، وعزلت نفسي نهائيا عن المخالطين بمنزل العائلة، واتبعت تعليمات وزارة الصحة فيما يخص العزل المنزلى، ومنها تواجدي التام داخل غرفة خاصة وارتداء الكمامة، ونبهت بعدم خروج المخالطين لي من المنزل طوال فترة العزل، ومنع كل الزيارات والأنشطة الاجتماعية، بالإضافة إلى عدم التنقل كثيرا من المكان المخصص للعزل إلى مكان آخر.
وأضافت: كل المخالطين لي حريصين على اتباع كل الإجراءات الاحترازية ومن اهمها الكمامة والجوانتي، والتخلص الآمن منهما بعد الاستخدام بوضعها داخل كيس مغلق وإلقائه في سلة المهملات وتناول الطعام داخل اطباق ومعالق بلاستيك يتم التخلص منها أولا بأول.
وأوضحت أن طبيب الصحة كان يتابع حالتها وحالة المخالطين لها يوميا، وتم عمل ثلاث مسحات اثناء وبعد الـ 14 يوما وبالمجان.
نموذج آخر من حالات العزل المنزلى، بطلها طارق محمد رجب من مركز طوخ، نجل طبيب كبير بوزارة الصحة، حيث أصيب أثناء حضوره احد مراسم العزاء، وفور ظهور اعراض المرض وكانت تحديدا على حسب تأكيده ارتفاع درجة الحرارة حيث لا تقل عن 39 درجة استمرت ثلاثة ايام، قال طارق قمت على الفور بعزل نفسي داخل منزلي لكون حالتى متوسطة وكان والدى الطبيب يتابعني، مؤكدا انه التزم بكل تعليمات الصحة بشأن الإجراءات الاحترازية داخل العزل المنزلى وكانت سببا مباشرا في نجاح العلاج وعدم وجود مضاعفات خطيرة.. وأوضح ان اتباعه للإجراءات بعناية كانت سببا في عدم إصابة المخالطين له من الأسرة بالفيروس، وأوضح ان الالتزام من جانبه لم يقتصر على مرور 14 يوما من بدء الإصابة، حيث التزم بالتعليمات أيضا بعدم الخروج من المنزل لمدة أسبوعين بعد الشفاء.
وانتقد طارق حالات داخل العزل المنزلى لم تلتزم بشكل كبير بإجراءات العزل المنزلى المثالية، مما كان سببا في ظهور إصابات من قبل المخالطين ، وأسرة المصابة بكورونا داخل العزل ، ويكفي ان نذكر ان هناك اسرة ظهر فيها إصابات بلغت 8 حالات كانت محاطة لمصاب ولم تلتزم بالإجراءات الاحترازية.
من جانبه أكد الدكتور حمدى الطباخ، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، أن هناك اهتماما يوميا بحالات العزل المنزلى بالمحافظة.
وأشار إلى أن فرق الطب الوقائى تقوم بشرح إجراءات العزل المنزلى وكيفية وقاية وحماية الأشخاص لأنفسهم من عدوى الإصابة بفيروس كوفيد 19.
القراءة والصلاة ومتابعة العمل..
عادات لجأت إليها حالات العزل المنزلى بالمنوفية..
في محافظة المنوفية تحول العزل المنزلى للحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد إلى ممارسات متنوعة تختلف من حالة إلى أخرى ما بين الضيق والسعة وقبول الأمر الواقع بالعيش فى كنف الإصابة أو الاستسلام للخوف والهلع والذى يتعارض مع معدلات ارتفاع المناعة، وخلال رصدنا لطبيعة فترات العزل من خلال حالات متنوعة ساقتها أقدارها إلى الإصابة بفيروس كورونا وأصبحت بين عشية وضحاها رهينة للعزل المنزلى.
بداية كشف د. حمدى عمارة، نائب رئيس جامعة مدينة السادات، عن إصابته بالفيروس عقب قيامه بالمشاركة فى إجراءات ومراسم استقبال العالقين العائدين من دولة الكويت الشقيق وفاقت أعدادهم 500 مواطن، حيث واصل د. عمارة مع رفاقه من المسئولين بجامعة مدينة السادات لساعات طويلة حتى أنهى إجراءات تسكين العائدين بغرفهم المجهزة بالمدينة الجامعية إلا أنه بعد انتهاء تلك المهمة شعر بأعراض غير طبيعية تنتاب جسده وبالكشف الطبى تبين أنه أصيب بكورونا وبات لزاما عليه اللجوء للعزل المنزلى هو وزوجته المصابة أيضا، بينما كانت نتائج المسحات التى أجراها الأبناء سلبية.
وأشار د. عمارة إلى أنه كان يقضى وقته غالباما بين قراءة القرآن الكريم والصلاة والذكر والابتهال حتى يرفع الله عنهم البلاء والوباء، وواصل الدكتور عمارة حديثه عن تعامله مع المرض خلال فترة العزل المنزلي بقوله: كنت أتناول العقاقير الطبية المنصوص عليها بحسب بروتوكول وزارة الصحة وتناول الفيتامينات والأغذية التى تساعد على رفع المناعة كالسلطات والخضراوات عامة، لافتا إلى أنه كان يحرص على التجاوب مع كل الاتصالات الهاتفية التى ترد اليه للاطمئنان على صحته، فضلا عن التواصل عبر جروب الواتس الخاص بعدد من الطلاب لمتابعة الانتهاء من الأبحاث الخاصة بهم فى إطار ممارسة مهام عمله كأستاذ جامعى.
وأكد د. حمدى عمارة أن فترة العزل المنزلى أوضحت له كثيرًا من الأمور حيث كانت فترة لمراجعة النفس ومزيد من التقرب إلى الله كما كشفت عن كثير من المحبة الصادقة مع كثير من الرفاق فكانوا بلسما لآلامه وتمكن بفضل محبتهم من تجاوز تلك المرحلة العصيبة حتى أخذت حالته الصحية فى الاستقرار وإعلان تعافيه هو وزوجته وعادوا جميعا لممارسة حياتهم الطبيعية.
لم تكن هذه هي الحالة الوحيدة التي طبقت إجراءات العزل المنزلي فقد طال الفيروس العديد من المواطنين ما دفعهم للالتزام بتطبيق العزل المنزلى ومن هذه النماذج د. عبد البارى العجيزى، مدير ادارة الطب العلاجي، والذى اصيب بكورونا ولجأ إلى العزل بالمنزل بدلا من العزل الصحى بالمستشفى تاركا مكانه لحالة أخرى قد تكون أشد احتياجا للرعاية، وقال
د. العجيزى إنه امتثل للبروتوكول العلاجى وخلال هذه الفترة كان أشد ارتباطا بالله حريصا على التحلى بالثقة لاسيما وأنه لا فرار من قضاء الله كما باشر عبر الهاتف مهام عمله كأحد القيادات المهمة لتسيير دولاب العمل بمديرية الصحة، مشيرا إلى أنه كان حريصًا كل الحرص على عدم تفشي المرض داخل محيط منزله وأعلن دون حرج إصابته واعتذر عن أي زيارات حتى مرور فترة العزل بسلام.
من جانبه حرص اللواء إبراهيم ابو ليمون، محافظ المنوفية، ونائبه محمد موسى بعد اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية على القيام بزيارات لـ كثير من حالات العزل المنزلى للاطمئنان على أحوالهم الصحية والرفع من روحهم المعنوية وتوزيع كراتين السلع الغذائية عليهم حتى
لا يختلطوا بالأسواق كما تابع ابو ليمون الالتزام بتطبيق الإجراءات الأمنية لمنع دخول وخروج الحالات حفاظا على السلامة العامة، كما وجه المحافظ جميع رؤساء المراكز والمدن بمتابعة وتفقد حالات العزل المنزلى وتلبية مطالبهم واحتياجاتهم من السلع التموينية.