كتب : محمد الدرس
مع انتشار فيروس كورونا تكالب العديد على الصيدليات لشراء الفيتامينات وأدوية تقوية المناعة دون استشارة طبيب
ما أدى إلى نفادها وانتشارها فى السوق السوداء.. وحذر خبراء من خطورة الإفراط فى تناولها دون حاجة الجسم لها وتحولها من نافعة إلى ضارة وقد يصل الخطر إلى الوفاة أو الفشل الكلوى وأمراض الكبد.. «أكتوبر» تتجول فى سوق الدواء لمعرفة خطورة الإفراط فى تناول أدوية رفع المناعة والفيتامينات.
قال د. سامح فياض رئيس مجلس إدارة إحدى شركات الأدوية إن أدوية رفع المناعة والفيتامينات ومضادات الأكسدة بعضها يتكون من مركبات كيميائية والبعض الآخر من طبيعية وهذه المكونات يعلمها الأطباء فهم المنوط بهم اعطاؤها للمريض بناء على تحليلات وفحوصات معينة حتى لا تتحول إلى سموم ومواد مركبة يصعب على الجسم الاستفادة منها.
واضاف فياض لـ «أكتوبر» أن الاستخدام المفرط منها وباستمرار دون العودة للطبيب المختص من الممكن ان يؤدى للوفاة أو فشل فى العديد من الوظائف الحيوية للجسم وأنصح الصيادلة عدم إعطاء هذه الأدوية دون روشتة طبيب.
وقالت طبيبة الأغذية رانيا كامل: تعتبر المكملات الغذائية المضادة للأكسدة والفيتامينات مركبات كيميائية فكل فيتامين خاص بجزء معين والإفراط فى استخدامه أو استخدامه عن جهل يؤدى إلى عواقب سيئة للغاية تصل بالإنسان إلى الوفاة.
وأضافت: توصل العلماء إلى عدم وجود دليل يدعم تناول المكملات الغذائية المضادة للأكسدة من أجل وقاية أولية أو ثانوية من أى نوع من الأمراض. حيث يبدو البيتاكاروتين وفيتامين «هـ» يساعدان فى زيادة معدلات الوفيات، كما هو الحال أيضا مع الزيادة فى الجرعات من فيتامين «أ».
وأكدت أن هذه الأدوية يجب أن تخضع لفحص طبى معملى كامل وأن يكتب فى نشرتها الداخلية تركيبتها الكاملة وتحذير بأنها تؤدى إلى الوفاة دون استشارة المختص.
وأشارت إلى أن الأغذية الطبيعية والخضروات هى أصل هذه الفيتامينات فعلى الإنسان الإكثار من تناولها لأن قيمتها الغذائية أقوى وأعلى وآمنة على الجسم البشرى لأنها طبيعية من صنع الله ليست من صنع البشر.
وقال طبيب التغذية د. هانى جبران: يأتى للعيادة الكثير من المرضى وجميعهم يطلبون كتابة مكملات غذائية وفيتامينات لعلاج الأنيميا والنحافة وتساقط الشعر والبعض الآخر يطلب أدوية للتخسيس معتقدين أن هذه الأدوية آمنة بنسبة كبيرة.
وأضاف: فى الفترة الأخيرة معظم المرضى يطلبون كتابة أدوية للرفع من قوة جهازهم المناعى حتى يهربون من الإصابة بفيروس كورونا اللعين ومن أكتب له روشتة تغذية طبيعية يرفض ويطلب كتابة فيتامينات كيميائية مصنعة، غير مبالين بأضرارها.
وأكد أن المشكلة هى ثقافة شعب وعدم وعى بالخطورة الموجودة فى هذه المواد المصنعة على الكبار والصغار، فعلى سبيل المثال الإفراط فى تناول فيتامين «سي» أكثر من جرعة فى اليوم يتحول إلى سم قاتل يؤدى إلى الوفاة، والإفراط فى تناول بعض الفيتامينات الأخرى يؤدى إلى فشل كلوى والبعض الآخر يؤدى إلى أمراض كبدية وتليف كامل بالكبد وغيرها يؤدى إلى الإصابة بالسرطان.
وينصح جبران بتناول العسل الأسود والفاكهة والخضروات لرفع المناعة الطبيعية للجسم فكل نوع من الفاكهة به حديد وزنك وفيتامينات طبيعية خلقها الله ترفع المناعة وتعطى الجسم ما يحتاج دون أى أضرار.
وقال د. وليد زايد «صيدلي»: لا يوجد الآن فى معظم صيدليات مصر أدوية فيتامينات ومكملات غذائية بعد تخزين المواطنين لها وحينما ياتى من يحتاجها الآن للأسف يصعب علينا توفيرها له. وأكد أن أصحاب شركات الأدوية قاموا ببيعها لبعض المحتكرين الذين باعوها فى السوق السوداء وتحولت صفحات كثيرة على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك لمنافذ بيع دون علم مصدر هذه الأدوية هل هى مصنعة داخل شركات معتمدة ام مصانع «بير سلم».
وقال حسام حسنين كيميائى ويعمل بإحدى شركات الأدوية: معظم الأدوية الموجودة فى العالم مصنعة من تركيبات كيميائية من أجل المرضى والتى تختص بجزء معين فقط فى الجسم من أجل علاجه والقليل من تلك الأدوية تكون من مواد طبيعية.
وأضاف: حينما تنتج الشركة نوع دواء جديد تقوم بعقد ندوات توعوية وتدعو العديد من الأطباء لتوضيح التركيبة الكيميائية والعناصر المكون منها الدواء ودواعى الاستخدام وغيرها حتى يقوم الطبيب بوصفها بدقة للمريض ووصف أيضا الجرعات التى يحتاجها الجسم دون التعرض لأضرار من استخدام الدواء، والفترة الزمنية التى يتاح فيها استخدامه.
وأضاف أن بعض المضادات الحيوية والفيتامينات ومضادات الأكسدة يستفيد منها الجسم فى البداية بشكل فعال بعد ذلك يقوم جهاز المناعة بطردها لتشبع الجسم منها ثم تتحول إلى مركبات ثلاثية خطيرة على صحة الإنسان.