أكثر الأخبار التى لفتت نظرى الأسبوع الماضى هما خبران.. الأول عن الدكتور أيمن نور، والثانى عن الدكتور سعد الدين إبراهيم..
الخبر الأول يقول إن العاملين المطرودين من قناة الشرق الإخوانية فضحوا أيمن نور وتابعه معتز مطر وأكدوا أن القناة تفبرك المداخلات الهاتفية وتستعين بشخصيات وهمية تزعم أنهم خبراء وتقدمهم كضيوف فى برامجهم..
أما الخبر الثانى فيقول إن لبنان قامت بطرد سعد الدين إبراهيم وترحيله من بيروت.
ولا يعنى ذلك أن الخبرين هما أهم أخبار الأسبوع!
الحقيقة أن هناك أخبارًا أهم بكثير.. على سبيل المثال وعلى الصعيد الخارجى خبر إعلان كوريا الشمالية تجميد تجاربها الصاروخية والنووية.. وعلى الصعيد الداخلى هناك خبر التصريحات النارية التى ألقاها وزير الخارجية المصرى سامح شكرى عن سد النهضة وأكد من خلالها أن مصر لن تسكت بأى حال من الأحوال عن حقوقها المائية ولن تسمح بأن يصيب الضرر شعب مصر بسبب بناء هذا السد.
أما لماذا لفت نظرى أخبار الاثنين – الدكتور والدكتور – أكثر من غيرهما فلأننى عرفت الاثنين عن قرب وتعاملت معهما.. ومن ثم فقد أعاد الخبران إلى ذهنى انطباعات لم تسمح لى الظروف بالحديث عنها من قبل.
أبدأ بخبر الدكتور الأول.. الدكتور أيمن نور الذى قام العاملون المطرودون من قناته.. قناة الشرق.. بفضحه هو وتابعه وذراعه الأيمن معتز مطر.. العاملون أكدوا أنه يفبرك المداخلات التليفونية ويقدم شخصيات من أقاربه وأصدقائه على أنهم خبراء يستعين بهم فى الهجوم على مصر.
وكنت أتمنى لو أن العاملين المطرودين اعترفوا بهذا التزوير الفاضح من تلقاء أنفسهم أو من وازع من ضمائرهم الوطنية.. لكنهم لم يعترفوا بذلك إلا بعد أن تأكد لهم أن أيمن نور يسرق حقوقهم وأموالهم.. فلما احتجوا طردهم!
على أية حال ومهما كانت دوافع العاملين المطرودين من قناة الشرق ليس هذا موضوعنا.. وإنما الموضوع أن أيمن نور يمارس التزوير والتدليس والكذب.. وهكذا عرفته!
عرفت أيمن نور فى بداية عملى بالصحافة.. التعبير الأصح سمعت عن أيمن نور.. أيامها كان صحفيا بجريدة الوفد الشهيرة وكان مقربا للباشا «فؤاد سراج الدين» واشتهر بتحقيقاته الصحفية الجريئة.. خاصة التى استطاع من خلالها اقتحام السجون وتصوير آثار التعذيب بالكرباج على ظهور المساجين والمتهمين.. كان أيمن نور فى طريقه لأن يكون صرحًا صحفيًا كبيرًا.. لكن تبين أن كل تحقيقاته عن التعذيب مفبركة وأنه كان يستخدم قلم روج حريمى فى تصوير آثار التعذيب على ظهور المساجين والمتهمين!
كان أيمن نور صرحًا من الأكاذيب والتزوير والتدليس فهوى!.. رفد من جريدة الوفد وانقطعت أخباره وغاب اسمه.. وبعد سنوات عاد مرة أخرى إلى المشهد من باب السياسة فقام بتأسيس حزب سياسى.. خلال هذه الفترة صرت مديرًا لتحرير مجلة أكتوبر وطلب منى الأستاذ رجب البنا رئيس التحرير أن أكون مسئولا عن مقال أيمن نور الأسبوعى فى المجلة بعد أن اتفق معه على الانضمام لكُتّاب مجلة أكتوبر.
وفعلت ولاحظت أنه يكتب كلامًا فارغًا فأبلغت رئيس التحرير لكنه طلب منى الاستمرار فى النشر عملا بمبدأ فتح صفحات المجلة للرأى والرأى الآخر.. ثم توقف أيمن نور من تلقاء نفسه عن الكتابة وفيما يبدو أنه ركّز اهتمامه بالسياسة.
وكان طبيعيًا أن التقى بأيمن نور واقترب منه خلال هذه الفترة.. واكتشفت أنه يتمتع بثراء فاحش.
زرت بيته فى الزمالك فإذا به يقطن فى الدور الأخير الذى من بين مكوناته حمام سباحة متوسط المساحة!.. ثم زرته فى عوامة على النيل سمعته يقول إن المهندسين الذين أقاموا كبارى العبور فى حرب أكتوبر قاموا بتشييدها لحسابه.
وأدهشنى هذا الثراء الفاحش ولم أجد له تفسيرًا.. ثم خاض أيمن نور تجربة الانتخابات الرئاسية وبعدها دخل السجن بعد أن تبين أنه قام بالتزوير فى أوراق تأسيس حزبه.
أيامها أصبحت رئيسا لتحرير مجلة أكتوبر.. وأيامها قامت زوجة أيمن نور «جميلة» بالاتصال بوزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس عن طريق الدكتور سعد الدين إبراهيم فكتبت أهاجم استقواءها بالخارج.. وفوجئت بخطاب يصلنى من الدكتور أيمن نور الذى كان يقضى عقوبة الحبس.. ثم خطاب ثان وثالث.. كان يتحدث عن أنه مظلوم وأنه يلقى معاملة سيئة داخل السجن.. حبس انفرادى.. ممنوع عليه الكتابة.. لا ورق ولا قلم.
وأدهشنى ذلك.. أمامى ثلاثة خطابات، كل خطاب من ثلاث ورقات وأمامى مقالات منشورة باسمه فى جريدة الشعب تحمل ملاحظة أنها مقالات مهربة.
لا فائدة، الدكتور أيمن نور هو الدكتور أيمن نور!
وأنتقل إلى الدكتور الثانى.. سعد الدين إبراهيم!
بتكليف من الأستاذ أنيس منصور – رحمه الله – قابلت الدكتور سعد الدين إبراهيم وأجريت معه حديثا صحفيا.. أيامها كان الأستاذ أنيس رئيسا لتحرير مجلة أكتوبر وكنت أنا فى سنة أولى صحافة..
طلب منى الأستاذ أنيس منصور أن أستعيد إجابة الدكتور سعد الدين إبراهيم على أسئلتى حتى أتأكد أننى فهمتها!
وأخذت بنصيحته لكن بعد سؤال وسؤالين توقفت عن استعادة إجاباته بعد أن تأكد لى أنه يتكلم بوضوح وبدون تعقيدات فلسفية كما كنت أتصور.. ومع ذلك لم يعجبنى الرجل وخرجت من لقائه بانطباع لم يتغير.
هذا الرجل لا يحب مصر ولا يحب المصريين!
ولم أقابله بعدها وتعمدت الابتعاد عن كل مهمة تفرض علىَّ مقابلته.. وتمر الأيام وتدور فيتأكد لى كل يوم صحة انطباعى الأول.. هذا الرجل لا يحب مصر ولا يحب المصريين.
وعندما قرأت الأسبوع الماضى خبر طرد الدكتور سعد الدين إبراهيم من لبنان وعرفت أن السبب هو أنه سافر فى مطلع العام الحالى إلى إسرائيل وألقى محاضرة فى جامعة تل أبيب.. لم أندهش فالرجل لا ينتمى لمصر ولا للمصريين!
وسمعت له مؤخرًا مداخلة على قناة الجزيرة بمناسبة تقرير الخارجية الأمريكية الذى ينتقد حقوق الإنسان فى مصر.. قال الدكتور سعد إبراهيم إنه متأكد من أن التقرير صحيح بنسبة تسعين فى المائة!
صحيح الذين اختشوا ماتوا!.. فالرجل يعرف قبل غيره أن مثل هذه التقارير المفبركة ما هى إلا أوراق ضغط تستخدم عند الحاجة.. ثم لماذا لم يتحدث الدكتور سعد إبراهيم عن حقوق الإنسان التى تنتهكها أمريكا فى كل بلدان العالم؟.. ولماذا لم يتحدث عن حقوق الإنسان فى إسرائيل التى ذهب إليها لإلقاء محاضرة؟!
لكنه الدكتور سعد إبراهيم!.
قيام الدكتور أيمن نور بسرقة العاملين معه فى قناة الشرق وتزوير وفبركة البرامج للهجوم على مصر.. ليس مستبعدًا على الدكتور.. وقيام الدكتور سعد الدين إبراهيم بالسفر إلى إسرائيل والهجوم على مصر.. ليس مستبعدا على الدكتور!.. فالإثنان، الدكتور والدكتور باعا الوطن من زمان!