تواصل مصر جهودها السياسية لحل الأزمة السودانية بعد أكثر من شهر على اندلاع القتال فى العاصمة الخرطوم، كما تبذل مصر جهودا كبيرة على المستوى الإنساني فى ظل الوضع الكارثي الذي تمر به الجارة الشقيقة من خلال استقبال عدد من النازحين أو إرسال طائرات تحمل مساعدات إنسانية.
على الصعيد السياسي، يواصل الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاته الدولية والعربية لوقف إطلاق النار فى السودان من خلال لقاءاته المستمرة مع عدد من الزعماء والقادة، فضلا عن جهود الرئيس المستمرة للبحث عن حلول إنسانية لإنقاذ أبناء الشعب السوداني وهو ما قوبل بترحيب وإشادة كبيرة من الأشقاء السودانيين الذين أشادوا بالدور المصري منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة وطرح مصر مبادرة لوقف القتال.
ورحبت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية بتوقيع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على إعلان جدة، باعتباره خطوة مهمة تسهم فى توفير الحماية للمدنيين من أبناء الشعب السوداني، وإتاحة الفرصة لوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية، والحفاظ على المنشآت والمرافق العامة، وتسهيل عمليات الإجلاء.
وأعربت مصر عن تطلعها لأن يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه من تعهدات، وأن تفسح تلك الخطوة المجال لأطراف النزاع، بمساعدة الوسطاء والشركاء الإقليميين والدوليين، للتوصل لوقف شامل ودائم لإطلاق النار واستئناف الحوار، بما يسهم فى إخراج السودان من محنته، واستعادة الشعب السوداني الشقيق لحقه فى أن ينعم بالسلم والأمن والاستقرار.
وأشادت مصر بالجهود المقدرة التي بذلتها كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة فى تشجيع الأطراف السودانية على المشاركة فى جولة المحادثات.
وفيما يخص الجانب الإنساني المصري، أقلعت طائرتا نقل عسكريتين من قاعدة شرق القاهرة الجوي، إلى مطار بورسودان محملتين بأطنان من الشحنات الطبية المقدمة من وزارة الصحة والسكان للمساهمة فى تخفيف الأعباء عن كاهل الشعب السوداني الشقيق، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفى إطار دعم وتضامن مصر مع الشعب السوداني فى مختلف المحن والأزمات.
وفى سياق متصل، سافر عدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية لاستئناف مهام عملهم بالقنصلية المصرية ببورسودان، يأتي ذلك تأكيدًا على متانة الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين المصري والسوداني، وانطلاقًا من دور مصر الرائد تجاه دول القارة الإفريقية فى مختلف الظروف وتقديم الدعم والتضامن الكامل لهم.
وعلى الصعيد الميداني، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية نبيل عبد الله، أن الوضع فى كل مناطق السودان لصالح الجيش، الذي يحكم السيطرة على أنحاء البلاد.
وأضاف: فيما يخص الوضع فى الخرطوم، فإن المتمردين «فى إشارة إلى ميليشيات الدعم السريع» فشلوا فى تحقيق هدفهم الاستراتيجي منذ اليوم الأول وفقدوا جميع مقراتهم عدا معسكرين فقط، وتكبدوا خسائر ضخمة نتيجة هجومهم على المواقع العسكرية وصدها.
كما أصدر الحاكم العسكري وقائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قرارًا بتجميد الحسابات المصرفية لميليشيات الدعم السريع.
وقال بيان القوات المسلحة السودانية: «أصدر السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قرارًا قضى بتجميد حسابات قوات الدعم السريع المتمردة وشركاتها فى جميع البنوك بالسودان وفروعها فى الخارج».
وأضاف البيان: «نص القرار على منع صرف أي استحقاقات أو ميزانيات مرصودة لها»، وذكر البيان أن البرهان وجّه وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان وضع القرار موضع التنفيذ، ولم يكن هناك رد فوري من قوات الدعم السريع على هذا القرار.