رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

صرخات الولادة والقدرة الإلهية

404

  تناول المؤلفان الفرنسيان قول عالم الفلك والفيزياء الهندى “ترين توان”: إن الثلاثين عامًا القادمة ستشهد اكتشافات مثيرة عن طبائع كونية تثبت وجود مهندس معمارى عظيم خلف الوجود وقبل حدوث الانفجار العظيم، وعلى النقيض يدعو المنكرون أنه بعد الانفجار العظيم نشأ الكون ذاتيا، ويطلقون على فكرتهم الضالة إسم “الخلق الذاتى”، وذكرا المؤلفان الفرنسيان “ميشال إيف بولورى” و”أوليفى يوناس” فى أحدث نسخة عن تلك الحقيقة، وأشار إليها المؤلفان من خلال البراهين العلمية التى تناولها 20 عالمًا وفيلسوفًا فرنسيًا عن وجود خالق وراء الطبيعة، ونشر كتابهما فى عام 2021 بعنوان “الله العلم والبراهين.. فجر الثورة”، وقد سبقهما عديد من علماء العرب، كشفوا عن براهين فيزيائية حول وجود الله.

  ويبث الخالق رسائل متتابعة حصريا عن طلاقة قدرته ورحمته فى صور الناجين من الزلازل تركيا، وتتجلى آياته فى رضيعة بين أنقاض إعصار ليبيا تخرج حية بعد أن ولدتها أمها، وفى زلزال تركيا السابق طفل آخر لا يتعدى عمره العامين تتلقفه أيدى رجال الإنقاذ ووجهه يعلوه ابتسامة مشرقة، وقد أمضى خمسة أيام تحت الأنقاض، كلها دلائل تسلط نورها على يد القدرة الإلهية، وفى صورة أخرى يستيقظ رجل فى منتصف العمر من حالة إغماء كاملة، وكان لسانه لا يكف عن تلاوة القرآن الكريم.

  وتكمن فكرة الخلق الذاتى لدى المنكرين أن الكون خلق ذاته من العدم، ويتطور من خلال تفاعلات مكوناته، ورفض فكرتهم كثير من علماء الفيزياء فى أوروبا وأمريكا، وأثبتوا قدرة الخالق على الخلق من عدم، ومن جانب آخر يفسر الكتاب حقيقة عدم تعارض الدين والعلم مع نظرية أن الكون له بداية ونهاية كبقية الأحياء، أما البرهان الساطع الثابت على مر العصور يوضح أن الذين آمنوا مع النبيين عبر الأزمنة القديمة ساقتهم فطرتهم بتلقائية إلى وجود خالق لهذا الكون يدبر أمره، ويستشعرون بوجوده بين خلجاتهم وفى أنفسهم، وأفصح دليل يدركه العبد المؤمن، أن الكون فى تغير دائم، ويشهد فى كل لحظة موجات من الموت، تلازمها صرخات ولادة
لا تنقطع عن السكوت، مما يعنى أن الوجود بكل ما فيه ناقص، ويحتاج إلى موجود كامل يمسك به ويضبط دورة حياته، وما أبلغ قول المولى تعالى فى محكم التنزيل:
“سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنك على كل شيء شهيد”.