رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

بـ «العبرى».. الأزهر يفضح الاحتلال

327

محمد أبو السول

دور الأزهر الشريف في دعم القضية الفلسطينية تاريخي وممتد، وكان موقف الأزهر واضحا دون مواربة في هذه القضية معلنًا دعمه الدائم للأبطال الصامدين في فلسطين ضد قوات الاحتلال الغاشم.

دعم الأزهر تنوعت طرقه وأساليبه، آخرها إعلان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن إنشاء قسم خاص باللغة العبرية، فى إطار سعي مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لمواكبة المستجدات الدائرة على الساحة الإقليمية والدولية، والوقائع المتلاحقة، والأحداث الدائرة، وتقديم الوعي الديني والتاريخي الصحيح حول القضية الفلسطينية، دعمًا لإخواننا المرابطين فى أرض فلسطين، باستخدام وسائل وأدوات المركز التكنولوجية والمعرفية المتعددة، فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ القضية الفلسطينية، التي تشهد تحديات عالمية كثيرة، سيما ما تروجه الآلة الإعلامية العالمية من أكاذيب صهيونية ضد القضية الفلسطينية العادلة.

فمنذ اليوم الأول لاعتداءات قوات الاحتلال على غزة، وخرج الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، يعزي العالم الصامت فى ضحايا فلسطين الأبرياء ويحَيِّي صمود الشعب الفلسطيني الأبي ويدعو الله أن يلهمهم الصمود فى وجه طغيان الصهاينة والصمت المخجل للمجتمع الدولي.

وحيِّا الأزهر بكل فخر جهود مقاومة الشعب الفلسطيني الأبي، مطالبًا العالم المتحضر والمجتمع الدولي بالنظر بعين العقل والحكمة فى أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، احتلال الصهاينة لفلسطين، وأنَّ هذا الاحتلال هو وصمة عار فى جبين الإنسانية والمجتمع الدولي، الذي يكيل بمكيالين ولا يعرف سوى ازدواجية المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

ومع تصاعد الأحداث طالب الأزهر الحكومات العربية والإسلامية باتِّخاذ موقف موحد فى وجه الالتفاف الغربي غير الإنساني الداعم للكيان الصهيوني التاريخ لن يرحم المتقاعسين المتخاذلين عن نصرة الشعب الفلسطيني، وأن ما يمارسه الكيان الصهيوني من قتلٍ وتخريبٍ وإرهابٍ هو وصمةُ عار يسطرها التاريخ بعبارات الخزي والعار على جبين الصهاينة وداعميهم، مشددا على أن التغطيات الإعلامية الغربية مُتعصبة ومُتحيزة ضد فلسطين وأهلها.. وهي أكاذيبُ تفضح دعاوى الحريات التي يدعي الغرب حمايتها.

إعادة النظر

ووجه الأزهر نداءه إلى الأمة العربية والإسلامية بأن تعيد النظر جذريًّا فى الاعتماد على الغرب الأوروبي الأمريكي المتغطرس، وعلى الفلسطينيين أن يثقوا فى أنَّ الغرب بكل ما يملك من طاقاتٍ عسكريةٍ وآلاتٍ تدميريةٍ ضعيف وخائف حين يلقاكم أو تلقونه، فهو يقاتلُ على أرضٍ غير أرضه ويدافع عن عقائد وأيديولوجيات بالية عفا عليها الزمن، وأصبحت من المضحكات المبكيات، وعليكم أن تواجهوه معتصمين بالله ورسوله محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وبصمودكم فى وجه هجماتِه الوحشية البربريَّة، داعيا الأمة الإسلامية أن تستثمر ما حباها الله به من قوة وأموال وثروات وما تملكه من عُدةٍ وعتادٍ، وأن تقف به خلف فلسطين وشعبها المظلوم، الذي يواجه عدوًّا فقد الضَّمير والشعور والإحساس، وأدار ظهرَه للإنسانيَّة والأخلاق وكل تعاليم الرسل والأنبياء.

دعمًا لإخواننا

كما نظمت مشيخة الأزهر وقفة تضامنية مع الفلسطينيين فى غزة، وكذا نظمت بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري، حملة للتبرع بالدم، شارك فيها عدد كبير من العاملين بمشيخة الأزهر الشريف والقطاعات الرئيسية، لصالح المصابين فى غزة، إسهامًا منهم فى تقديم أقل القليل من الدعم، واستكمالًا لما بذله الأزهر الشريف من جهود؛ دعمًا لإخواننا الفلسطينيين.

و نظمت المعاهد الأزهرية فى كل المحافظات، وقفة حدادًا على أرواح الشهداء والأبرياء، الذين سقطوا ضحايا العدوان الصهيوني الجبان، الذي ارتكبه الكيان الصهيوني الغاشم، دون رادع من إنسانية أو ضمير، ضد إخواننا فى غزة، طوال الأيام الماضية.

قافلة إغاثية

ووجه شيخ الأزهر، المشرف العام ورئيس مجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصري، بتسيير قافلة بيت الزكاة والصدقات المصري؛ لدعم وإغاثة أشقائنا فى قطاع غزة، التي تعد أكبر قافلة إغاثية يسيرها الأزهر.

وضمت القافلة 18 شاحنة محملة بالأدوية والمواد الغذائية والإغاثية، مثل المياه والطعام والملابس فى إطار حملة: «أغيثوا غزة»، من أجل دعم إخواننا فى قطاع غزة فى ظل ما يعانيه أشقاؤنا فى غزة من وضع إنساني كارثي، جراء الحصار الخانق، الذي يفرضه الاحتلال على القطاع، واستشهاد آلاف من الأطفال والنساء والكبار من الأبرياء.

وأكد المركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أنه سيكون من أهداف القسم ترسيخ إيمان أبناء مجتمعاتنا بالدفاع عن مقدساتنا وأحقية الشعب الفلسطيني فى الدفاع عن نفسه وأرضه ومواجهة المحتل الغاصب بكل ما أوتي من قوة، وكشف الزّيف، الذي تتعامل به الآلة الإعلامية العالمية إزاء الوضع الإنساني الكارثي للشعب الفلسطيني من ازدواجية فى المعايير وتلفيق وتدليس فى نقل صورته وصوته.

 ويهدف المركز من خلاله كذلك إلى تعزيز الدور الإفتائي فى مواجهة مخاطر الصهيونية، واستقصاء مزاعمها، وما يتعلق منها بالشأن الديني، وفضح أكاذيب الصهيونية ومزاعمها على مرّ التاريخ، وتقديمها فى صورة دراسات متخصصة؛ لتعزيز الوعي بمخاطر الصهيونية فى نفوس الناشئة والأطفال والشباب، بالإضافة إلى ترجمة الفتاوى والبيانات الصادرة عن المركز المتعلقة بهذا الشأن للغة العبرية.

ويضم القسم نخبة من  الأساتذة المتخصصين فى اللغة العبرية بجامعة الأزهر الشريف.

ترصد وتفند وترد

من جانبه، أشاد الشيخ عبد الغني هندي، من علماء الأزهر الشريف، بتحركات الأزهر فى سبيل دعم القضية الفلسطينية، آخرها إعلان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن إنشاء قسم خاص باللغة العبرية، الذي وصفه بالمهم.

وأوضح أن أهمية هذه الخطوة تتمثل فى حصر الأخبار، التي ينشرها إعلام الاحتلال وتتضمن تزييفا وكذبا وتضليلا، ونحن نرى الادعاءات، التي تصدر بشكل لحظي من الاحتلال، فكان مهم أن الأزهر كمنصة كبيرة ترصد وتفند وترد.

وأضاف: «صحيح هناك حرب عسكرية لكن هناك حرب معلوماتية، وحرب معرفة، فدخول الأزهر فى هذا الجانب بما لديه من مصداقية فى العالم الإسلامي أمر جيد جدا، فخطاب الأزهر حتى لو كان باللغة العربية، فهو خطاب لكل العالم الإسلامي».