قبل ظهور داعش، حاولت الجماعة الإسلامية «دعشنة البلاد».. بإعلان مصر إمارة إسلامية.. فكر داعشى بأساليب مختلفة عن داعش، محاولتان فاشلتان للجماعة الإسلامية لدعشنة مصر.
نجح تحالف الجماعة الإسلامية والجهاد فى اغتيال الرئيس الراحل السادات، حاولت الجماعة الإسلامية تنفيذ مخطط السيطرة على البلاد عقب اغتيال الرئيس الشهيد، بداية من أسيوط حتى إذا سقطت بالكامل تكون شرارة للسيطرة على جميع محافظات مصر، إلا أن بطولات رجال الأمن البواسل – لاسيما الأمن المركزى فى أسيوط – أفشلت بجدارة مخطط السيطرة على أسيوط ، وبالتالى مخطط السيطرة على مصر.
مرة أخرى حاولت «الجماعة الإسلامية» تنفيذ عمل ضخم، يزلزل أركان مصر، لإيقاعها فى الفوضى للسيطرة عليها فى سبيل إعلان دولة إسلامية، كان ذلك العمل هو مخطط اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، كما هو معروف فإن المخطط نفسه فشل.
كل جهود التنظيمات الإسلامية من أجل إيقاع مصر بمساعدة دول خارجية فشلت وستفشل، نجحت فى دول أخرى، ولم ولن تنجح فى مصر، لأسباب أهمها أن لمصر «درعًا» و«سيفًا».
فى 25 يونيو 1995، فى طريق خروجه من المطار بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا إلى مقر اجتماع القمة الإفريقية، تعرض الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك لمحاولة اغتيال فشلت لأسباب مختلفة.. بعضها معلوم.. والآخر ما زال فى طى النسيان وحبيس الأدراج.. الأمر الذى نكشف عن بعضه اللثام.. ونترك اللثام على بعضه.
من الأسرار غير المعلنة عن تلك الواقعة أن من رصد معلومات عن وجود عملية لاغتيال «مبارك» فى أديس أبابا كان جهاز أمن الدولة، كان الجهاز وقتها قادرًا على رصد المعلومات داخليا وخارجيا بصورة دقيقة.. قبل سفر «مبارك» بيوم.. تمكن الجهاز من ضبط عنصر كبير فى الجماعة الإسلامية.. وتمكن رجال التحقيقات بالجهاز من استخلاص معلومة منه بالاستعداد لعملية إرهابية خارج البلاد وصفها العنصر بأنها «طال انتظارها».. وأنه سيتلقى اتصالا هاتفيا مساءً لتأكيد تنفيذ العملية.
تلقى العنصر اتصالا هاتفيا من القيادى بالجماعة الإسلامية وأحد عقولها المدبرة مصطفى حمزة.. كان نصه أن الجماعة الإسلامية انتهت من كل ترتيبات أكبر عملية بالخارج سوف يسمع خبرها صباحا.. كان وقت الاتصال الثانية صباحًا.. تعامل الجهاز بكل حرفية واهتمام مع المعلومة.. ووضحت لديه تفاصيل العملية.. وقبيل الفجر توجه اللواء أحمد العادلي، رئيس جهاز أمن الدولة وقتها، وكان مشهورًا فى أروقة الجهاز وخارجها بلقب «أسد المواجهة»، إلى مقابلة الرئيس مبارك وبصحبته المحادثة الهاتفية المسجلة لمصطفى حمزة، وطالب الرئيس بالاعتذار عن المشاركة فى القمة الإفريقية، ولكن «مبارك» رفض وأصر على حضورها، كانت الرئاسة وقتها لديها سيارات رئاسية جديدة إلا أن تصفيحها ليس مثل تصفيح السيارات القديمة، لا سيما سيارة بعينها.
لم يغادر اللواء أحمد العادلى قصر الرئاسة إلا بعد صعود الرئيس على متن الطائرة الرئاسية، وأصر بشدة على اصطحاب الرئيس للسيارة المرسيدس القديمة المصفحة والأكثر حماية بين سيارات الرئاسة كلها وكان له ما أراد.
غادر «مبارك» البلاد إلى أديس أبابا، وعقب مغادرته المطار استهدفت العناصر الإرهابية موكبه.. كانت عملية إرهابية معقدة، معدة بطريقة تفوق الوصف من حيث أعداد الأفراد المشاركين وأعداد السيارات ونوعية الأسلحة.. كان ثبات «مبارك» ورباطة جأشه سببا مهما فى فشل الاغتيال.. كما نجح الأمن الإثيوبى فى قتل أحد العناصر الإرهابية ومنع آخر من الوصول لسيارة «مبارك»، ونجح أحد أبرز حراس الرئيس فى القفز من السيارة والتعامل مع المهاجم.
غادر مبارك موقع العملية عائدًا إلى المطار ومنه إلى مصر، وأثناء وجوده فى الطائرة الرئاسية كلف اللواء أحمد العادلى بتجهيز فريق من أفضل عناصر أمن الدولة للتحقيق عن الحادثة فى أديس أبابا.
كلف «أسد المواجهة» أربعة من أكفأ قيادات وضباط أمن الدولة وقتها بتشكيل مجموعة للتحقيق فى أديس أبابا هم «اللواء أ.ر.، واللواء س. ب، والعقيد أ. ش، والعقيد ش. ع.، وانضم إلى الفريق أربعة من أفضل ضباط جهاز المخابرات العامة، واتجه الفريق إلى أديس أبابا، وكان الفريق به أفضل المتخصصين فى التحقيقات وتحديد طرق التفجير والهجوم ونوعية الأسلحة.
تفاصيل العملية كانت لدى جهاز أمن الدولة.. وكان توجيه «مبارك» وقتها معرفة مدى علم الولايات المتحدة الأمريكية بالحادث، لا سيما وأن لها نفوذًا قويًا فى أديس أبابا وفى ذلك الجزء الإفريقى.
التقى فريق التحقيق قبل بداية عمله بعمر سليمان وعمرو موسى، داخل محل إقامتهما بأحد فنادق العاصمة الأثيوبية، وتمكن الفريق بالتنسيق مع الجانب الإثيوبى، الذى كان مرحبًا أشد الترحيب بعمل الفريق الأمنى المصري، من تتبع أحد الجناة حتى الحدود الإثيوبية، وقتله فى مواجهات، كما تمكن الفريق من تحديد وكر للعناصر الإرهابية بإحدى العمارات السكنية فى أديس أبابا، كان به ثلاثة من العناصر الإرهابية القيادية، لقوا حتفهم فى معركة بالأسلحة استمرت سبع ساعات، ونجح فريق التحقيق فى تحديد كيفية دخول السيارات والأسلحة والمكان الذى أتت منه وكان وقتها ميناء بور سودان، الذى يوجد داخله أكبر محطة للمخابرات الأمريكية، وتبين للفريق علم أمريكا بالحادث قبل وقوعه وذلك مع افتراض «حُسن النوايا».
أُبلغت القيادة السياسية بالمعلومات، مشفوعة برأى فريق التحقيق، الأمريكان كانوا على علم بالحادث وتفاصيله، ولم يبلغوا الجانب المصري، وذلك مع افتراض حسن النية.
حينما أدرك الأمريكان ما توصل إليه فريق التحقيق، وبما لهم من سلطات ونفوذ، تحول ترحيب الجانب الإثيوبى بفريق الأمن إلى النقيض، وتحفظ الأمن الإثيوبى على فريق التحقيق، ومنعوا عنهم الاتصالات ثم اصطحبوا الفريق إلى المطار، وختموا جواز سفرهم الذى كان يحمل طابع مهمة رسمية – وهى صفة ترتقى للبعثات الدبلوماسية – ، بأختام غير مرغوب فيهم، ورُحلوا إلى أسمرة عاصمة إريتريا، ومنها إلى جدة عائدين للبلاد.
من حقائق تلك العملية المهمة غير معلنة، أن جهاز أمن الدولة هو من رصد معلومة اعتزام الجماعة الإسلامية اغتيال الرئيس الأسبق مباك بأديس أبابا، وأن جميع عناصر التنفيذ مصرية أتت إلى أديس أبابا قادمة من السودان مع كل المعدات والأسلحة، واستقبال أحد عناصر الجماعة الإسلامية المقيم والمتزوج فى أديس أبابا لعناصر التنفيذ وتوفير بيوت آمنة لهم ومحل إقامة ، كما لم يثبت تورط الجانب الإثيوبى فى الحادث، بل على العكس نجحت عناصر الأمن الإثيوبى فى القضاء على خمسة من عناصر التنفيذ أثناء وبعد العملية وبما يتنافى مع تصريحات صفوت الشريف يوم الحادث و اليوم التالى له، كما أن اهتمام مبارك فى نتائج الحادث انصب حول مدى تورط الجانب الأمريكى فى الحادث، ما تأكد علمهم المسبق بكل تفاصيل الاغتيال دون إبلاغ الجانب المصري، وأخيرًا، الجانب الإثيوبى وبناء على تعليمات الجانب الأمريكى استبعد فريق التحقيق المصرى وطرده من أديس أبابا.
محاولة داخل مصر.. وأخرى خارجها برعاية «خارجية» لدعشنة مصر.. فشلتا.. كما فشل «دواعش» سيناء.. حفظ الله مصر وحفظ سيفها ودرعها.
صالون الرأي
إمارة مصر “الإسلامية”
By amrأغسطس 05, 2018, 20:02 مالتعليقات على إمارة مصر “الإسلامية” مغلقة
1490
TAGمقالات