رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الجنيه بين «شائعات» الداخل وصراعات الخارج

316

حاتم فاروق

يجاهد اللوبى المستفيد من «زعزعة» استقرار سوق الصرف فى مصر خلال الأيام القليلة الماضية، فى سبيل عودة السوق السوداء لتداول الدولار بالأسواق المصرية، فى محاولات مستميتة لاستعادة مكاسبهم على حساب «نهش» الهيكل الرئيسى فى الاقتصاد الوطنى، من خلال نشر شائعات تؤكد نية الحكومة لتحريك سعر الصرف مرة أخرى، فيما ذهب البعض الآخر من هؤلاء إلى تداول أرقام مغلوطة حول القيمة الحقيقة للجنيه أمام الدولار الأمريكى.

 وبالتوازى مع «فتنة» الأرقام المتداولة عبر «حفنة» المستفيدين من عودة السوق الموازى للعملة الأمريكية، جاءت تصريحات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، لتؤكد أن هذه الشائعات يقف وراءها شبكات من تجار العملة فى سبيلهم لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية، بعدما نجحت فى جنى أرباح طائلة من الأزمة الماضية التى عانى منها الاقتصاد المصرى قبل اتخاذ قرار تحرير سوق الصرف مؤخرًا والنجاح فى القضاء على السوق السوداء للدولار الأمريكي.

 الشبكات من تجار قوت الشعب «بهتت»، عندما أعلن البنك المركزى المصرى فى أحدث تقاريره عن عدد من المؤشرات الإيجابية، التى تؤكد تماسك سوق الصرف فى مصر أمام الموجة الجديدة من هروب الأموال الساخنة، متأثرة بتطورات الأوضاع السياسية فى المنطقة.

 المؤشرات الإيجابية التى أعلن عنها المركزى المصرى، أكدت أن الاحتياطى الأجنبى المصرى من الدولار ارتفع ليصل إلى مستوى تاريخى لم يسجله من قبل، مسجلاً 46.5 مليار دولار مع نهاية يوليو الماضى، وهو نفس المستوى الذى بلغه حجم الدين الخارجى من تراجع قياسى بلغ 14 مليار دولار منذ ديسمبر الماضى، فيما أكدت المؤشرات الأخرى الارتفاع الواضح فى حجم تحويلات المصريين بالخارج ليصل إلى 2.6 مليار دولار خلال يونيو الماضى.

 القرار الأخير للبنوك العاملة فى السوق المحلية بفتح الاعتمادات المستندية لاستيراد عدد من السلع بعد الحصول على موافقات من البنك المركزى، جاء ليقطع الطريق أمام شبكات المصالح ومروجى الشائعات ويؤكد أن سوق الصرف المصرى مازال يتمتع بالاستقرار مع وفرة العملات الأجنبية بالقطاع المصرفى الوطنى.

 المؤكد أن استمرار الأوضاع الجيوسياسية التى تعانى منها المنطقة فى الوقت الراهن، سيكون لها أثر سلبى على استقرار أسواق الصرف فى مصر وبلدان المنطقة، وهو ما حدث بالفعل خلال الفترة الماضية، عندما تراجع سعر الجنيه، الذى أصبح فى مواجهة شائعات وفتن الأرقام فى الداخل، وتحت ضغوط الصراعات والأزمات السياسية فى الخارج، حفظ الله مصر وشعبها العظيم.