رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

نتيجة الثانوية وتقنية “الفار”

270

بهاء زيتون

ما حدث فى نتيجة الثانوية العامة هذا العام من تغيير وتعديل بعد إعلانها بعدة أيام.. وتغيير فى ترتيب الأوائل.. وسحب شهادات النجاح بعد إصدارها وطبع أخرى جديدة بالنتيجة المعدلة بعد إضافة درجتين لطلاب القسم العلمى نتيجة لخطأ فى امتحان الفيزياء فى سابقة هى الأولى.. ذكرنى بما يحدث فى مباريات كرة القدم عندما يأخذ حكم المباراة قرارًا ثم يتراجع عنه ويعدله بعد الاحتكام “للفار” وهى عبارة عن شاشة صغيرة موجودة داخل الملعب يلجأ إليها الحكم لمراجعة قراره وتعديله.

وهو ما حدث فعلًا فى نتيجة الثانوية العامة هذا العام.. ويمكن يكون اللجوء إلى “الفار” أمرًا مقبولًا فى الرياضة وكرة القدم – كلعبة – ولكن لا يكون مقبولًا فى عملية تعليمية تنتهى بتحديد مصير ومستقبل طلبة.

فلأول مرة فى تاريخ امتحانات الثانوية العامة أن يتم سحب النتيجة بعد إعلانها بعدة أيام وتعديلها بإضافة درجتين الفيزياء.. وتغيير ترتيب الأوائل وإعلانها مرة ثانية.. لنفاجأ بأن الطالبة الأولى على الثانوية العامة أصبحت الرابعة فى الترتيب المعدل.. وأصبحت الطالبة الثانية هى الأولى على الثانوية فى الترتيب الجديد والطالب الخامس أصبح الثالث.. والطالب الرابع أصبح العاشر فى الترتيب الجديد.. يا نهار أسود.

ولنفاجأ أيضًا بأن التعديل الجديد تسبب فى أن جعل بعض الطلبة بالمرحلة الثانية من التنسيق يلحقون بالمرحلة الأولى بعد إضافة الدرجتين وليزيد عدد الطلاب المضافين للمرحلة الأولى بنحو 3785 طالبًا.

والحقيقة أنها قمة العبث و”العك”، الذى نراه لأول مرة فى تاريخ امتحانات الثانوية وإن كنت أرى أن الحسنة الوحيدة فى هذا العبث هو القرار الجريء والشجاع من الوزير والوزارة والاعتراف بالخطأ وتصحيحه.. إلا إننى أرى أنه سيفتح باب الشك على مصراعيه.. حول عملية التصحيح.. ومن يضمن لنا أنها لم يصيبها الخطأ هى الأخرى، خاصة أن هناك الكثير من الطلبة قد اشتكوا بأن الدرجات، التى حصلوا عليها فى بعض المواد أقل مما كانوا يتوقعونه.

إنني أقترح تفاديًا لهذه المشاكل أن تفتح الوزارة باب التظلمات أمام الطلبة بالمجان وبدون أى مقابل أو رسوم – كإجراء استثنائي هذا العام – حتى يطمئن قلبهم ويتم إزالة أى شكوك حول عملية التصحيح، إن كانت الوزارة لديها الشجاعة.

وحسنًا ما فعله الوزير بإحالة لجنة – مراجعة امتحان الفيزياء وواضعى الامتحان لتحقيق عاجل.. وإن كنت أرى أن يتم استبعادهم نهائيًا من وضع امتحانات مرة أخرى.

وهذا يتطلب إعادة النظر فى لجان واضعى الامتحانات فى الفترة القادمة حتى لا يتكرر ما شهدناه وشهدته امتحانات الثانوية هذا العام من مهازل.. وغش جماعى وتسريب الامتحانات وتسريب النتيجة.