صالون الرأي
شيخ الجبل..!
By amrديسمبر 30, 2024, 18:19 م
247
محمد نجم
رواية ممتعة.. بسردية ناعمة.. وأحداث غامضة تبدو وكأنها تتدفق من بئر خيال خصب، مع أنها “رواية حديثة” لأحداث تاريخية حقيقية جرت من آلاف السنين، ولكن بسبب غرابتها وخطورتها وما تبقى من ذكراها.. مازالت تثير الشغف والاهتمام للمعرفة واكتشاف مدى الحقيقى والخيال فيما نقرأه أو نسمعه!
إنها رواية “شيخ الجبل” المشهور بحسن الصباح أو صاحب القلعة.. والتى عرضت كمسلسل فى رمضان الماضى باسم “الحشاشين”، إلا أن “الرواية” الجديدة فى طبعتها العربية لمؤلفها الإيرانى “فريدون صاجبجام” تتضمن العديد من الأحداث والوقائع التى لم ترد فى المسلسل، مع وصف وتوضيح البدايات التى أوصلت هذا الرجل “الغامض” إلى ما انتهى إليه من تأسيس طائفة شيعية جديدة باسم “الإسماعيلية النزارية” وتمكنه من خلال تأسيس فرقة من الحشاشين المدربين على القتل بكفاءة وسرعة مذهلة من التوسع وتجنيد الأتباع والقضاء على العديد من العروش وإنهاء حياة العشرات من السلاطين والملوك والأمراء والوزراء..!
هذا الرجل اليمنى الأصل.. والفارسى المولد والتعليم فى محافظة “الري” بشمال إيران، نشأ فى بيئة شيعية (الإثنى عشرية) وحلم بالقضاء على حُكم الأتراك السلاجقة واستعادة هيبة الفرس القديمة!
الغريب أن بدايته كانت عادية جدًا، ولكن بمرور الأيام والسنوات تحول إلى رجل يجمع بين متناقضات كثيرة، فهو شيخ لدرجة التقديس من جماعته، ووحشا قاتلا شريرًا مع أعدائه، قريبا من أتباعه، قاسيا على أبنائه، ظل مهددًا لحياة الأصدقاء قبل الأعداء ولم يقدر عليه أحد غير المغول.. الذين سووا قلعته بالأرض!
وقد تزامنت الأحداث مع قيام دولة الخلافة الفاطمية التى امتدت من المغرب إلى مصر، حيث هرب إليها الصباح مع بعض أعوانه للبحث عن مأوى آمن، بعد أن هرب من بلاده وتهديده بالقتل من صديقه القديم الوزير “نظام الملك”.
الغريب أن الرواية توحى بأن التغير الذى حدث للصباح هو تعرضه لما يشبه “غسيل مخ” من قبل جماعة الفرسان الفارسية، فى الجبل الأسود، حيث جرى تعميده كما حدث مع “الإسكندر الأكبر” فى معبد سيوة!
وأيضا تقول الرواية أنه تعرف على نبتة وتعاطى الحشيش فى مصر، وقد تحول فى يده إلى أداه للسيطرة على أعوانه والتحكم فيهم لتنفيذ عمليات الاغتيال لمنافسيه!
والرواية بها الكثير من التفاصيل الممتعة والغريبة، وقد حافظ المترجم بهاء الحسينى على جمال أسلوبها وتدفق أحداثها وكأنها كتبت من البداية باللغة العربية.
شكرًا للصديق محمد عبد المنعم، أمين عام اتحاد الناشرين، على هديته الثمينة التى أمتعتنى لعدة ليال متصلة.