قررت لجنة التحفظ والإدارة والتصرف فى أموال الجماعات الإرهابية برئاسة المستشار محمد ياسر أبو الفتوح، بالتحفظ ومصادرة أموال 1589 إخوانيًا على رأسهم محمد بديع مرشد الجماعة السابق ونائبه خيرت الشاطر ومحمود عزت ورجل الأعمال صفوان ثابت وآخرين بجانب 118 شركة و1133 جمعية و104 مدارس و39 مستشفى و62 موقعًا إخباريًا وقناة فضائية لتمويلهم الإرهاب، صدر القرار وفقًا للقانون رقم 22 لسنة 2018 والخاص بتشكيل لجنة التحفظ والإدارة والتصرف فى أموال الجماعات الإرهابية، وحسب القانون من حق الـ ” 1589″ إخوانيا أن يتظلموا على هذا القرار خلال 8 أيام من قرار قاضى الأمور المستعجله والذى قرر تأييد قرار اللجنة، ثم تتوالى بعد ذلك الإجراءات القانونية من البت فى التظلم واستئناف على الحكم فى قرار التظلم ، وكل هذه إجراءات لها توقيت حدده القانون.

هذه هى تقريبا فحوى أهم حدث خلال الأسبوع الماضى – وربما الفترة الماضية كلها – والذى كان مسار الحديث ومربط الكلام على كل منصات التواصل الاجتماعى وجلسات الهرى والنم والنميمة ، هناك أرقام تداولت هنا وهناك تعدت الـ 300 مليار جنيه قيمة هذه الأموال المصادرة ، وبغض النظر عن قيمة هذه الأموال وإن كانت أقل أو أكثر من ذلك الرقم فإن العبرة فى أن هذه الأرقام كانت تشكل بلا شك “دولة”، دولة “إرهابية ” تنظم وتمول وتنفذ ما يضرب فى عمق ومصير الدولة المصرية التى نبنيها الآن، هذا القرار وإن كان قد تأخر كثيراً إلا أنه يضع حدًا ويقضى على عمليات النخورة والتسويس فى عظام هذه الدولة الأبية التى عصت وتمنعت على أى هدم أو تفتيت.

إن التفكير قبل هذا القرار بسنوات كثيرة يأخذنا إلى أمر مهم وهو كيف تكونت وتشكلت هذه الإمبراطورية، من الذى أفسح المجال لـ “دولة الشر” حتى تتكون على هذا النحو، كيف توغلوا بأموالهم فى الاقتصاد “118شركة ” وانتشرت شركاتهم على هذا النحو وكيف أنشأوا كل هذا العدد من المدارس “104” مدارس وبثوا أفكارهم وسمومهم بين أبناء الوطن ،كيف تعددت جمعياتهم “1133 جمعية ” بأسمائها وأشكالها وتسربت وترعرعت بين نسيج المجتمع،وكيف نظموا كيانات وكونوا تشكيلات وجماعات وأحزاب وارتقوا فى مناصب وأداروا مؤسسات وهيئات، من ذلك الذى فتح لهم كل هذه الأبواب على مصاريعها؟!.

هذه القوة الجبارة هى التى يجب أن يتم التحفظ عليها أيضا قبلهم، وهى التى يجب محاكمتها أيضا على ما ارتكبته من جريمة كبرى فى حق الوطن، كلنا بلا استثناء نعانى من هذا الميراث الشرير، كلنا ندفع الثمن، وكلنا لنا حق عند هؤلاء وكلنا يجب أن نشكر ونحيى هذا القرار وهذه “الإرادة ” لأنها تعيد الحق للشعب صاحب كل الحقوق وتعيد الأمور إلى مكانها الطبيعى، وتحررالوطن من قيود ومكبلات كانت تعيقه عن الكثير والكثير.
حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن