رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

أرض العنصرية !

1043

لم يسأل أحد نفسه لماذا لم يوجه ترامب عزاءه للمسلمين عقب مذبحة الساجدين فى المسجدين بنيوزيلندا، بل وجه عزاءه للنيوزيلنديين؟ رغم أن الضحايا مسلمين والجريمة إرهابية والمدقق يكتشف أنها فى الأصل جريمة ضد كل الأعراق والأديان السماوية وضد كل البشر والإنسانية.. فمن منا يستطيع أن يدعى وجود دين على وجه الأرض أباح سفك الدماء!
لماذا ينظر إلينا ترامب هكذا؟ هل فقد بصره أم فقد بصيرته؟ فلم يكن غريبا إذا أن يبدأ الإرهابى الأسترالى فيلمه المصور والذى يوثق جريمته بالإشارة إلى الرئيس ترامب باعتباره مثله الأعلى وقدوته فى رفض قدوم المهاجرين وازدرائهم قبل أن يأتوا «خاصة المسلمين»، ربما تكون هذه هى الطريقة الجديدة التى ينظر بها الغرب إلينا.. أنها الحالة المرفوضة التى يدفعنا إليها العالم نحو استيعاب خطاب الكراهية والعنصرية والتعصب الأعمى.. التعصب الأبيض الذى فرض نفسه مؤخرًا وهو يمتد عبر القارات.. شيوخ التطرف والإرهاب دائمًا ما يعتمدون فى نشر أفكارهم المريضة بالسرطان على جذب الصغار وتضليلهم بالتطرف وإيهامهم بأن ذلك سيؤدى بهم حتما إلى نهايات سعيدة مليئة بالفخر والشهرة والمجد.. وهو ما يعنى أن القاتل الحقيقى هو المحرض وليس حامل السلاح.
الإرهاب الأبيض اليوم أصبح دعوة سياسية يتم تداولها بحرفية لتمثل ميزة نسبية فى المنافسة الانتخابية ترجح الكفة لمن يكررها حتى تؤدى به إلى البرلمانات ورئاسة الدول والحكومات الأوروبية.. فالأحداث الكبرى فى التاريخ لم ولن تكن وليدة اللحظة ما لم يكن قد سبقها زخم وسجال حتى تخمرت.. هكذا الإرهاب زرع الأفكار الخبيثة فى بيئة العنصرية والاستعلاء والتطرف حتى أنجب وليدا من نار يحرق الأخضر واليابس وإذا كان الغرب يظن أنهم بعيدون عن ما زرعته أيديهم من إرهاب فهم إذا واهمون!
فانتشار الإرهاب البغيض سوء الغربى أو العربى هو «آفة خبيثة» زرعت جذورها بسبب انتشار نظم التعليم المشوه والتربية التى أصبحت لا أخلاقية والتى تعتمد على النفعية والمصلحة والتضليل والكذب حتى ترسخت الثقافات التى عشش فى أرجائها العفن لنحصد هذه النماذج التى حملت لواءات التطرف وخاضت ونشرت الحروب القطبية والصراعات العرقية والمذهبية والطائفية حاملين رايات الجهل والتخلف بكل المعانى واللغات.
مواجهة الظاهرة داخليًا وخارجيًا باتت ضرورة ملحة لا أحد يستطيع التنصل منها وربما تكون البداية فى خلق منصات حوارية مهمتها توضيح المعنى الحقيقى للإنسانية والدعوة إلى إحياء النفس البشرية.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.