https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

حذاء السلطان !

1495

أتفهم الأسباب التى من أجلها تؤيد جماعة الإخوان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فالجماعة تقيم فى تركيا وهى فى حاجة إليه وإلى دعمه.. ثم إنه يأوى ويحمى الهاربين من الجماعة.. الذين يتواجدون فى اسطنبول.. لكن الحقيقة أن أردوغان بالنسبة للإخوان أهم من ذلك كله.. أردوغان هو السلطان.. هو الخليفة الذى يحلمون بأن يعيد لهم زمن الخلافة.. وليس من قبيل المبالغة أن تقول إن الإخوان مستعدون لأن يكونوا حذاء فى قدم أردوغان.. لأنهم بالفعل يقدسونه ويعتبرون من يعارضه عدوًا للمشروع الإسلامى.
ولذلك لم يكن غريبًا أن تقوم قيادات الإخوان وشيوخهم ومؤيدوهم بالهجوم على آيات العرابى الإخوانية لأنها هاجمت التواجد الرسمى للدعارة فى تركيا رغم مزاعم أردوغان بأن تركيا دولة إسلامية وبأنه حامى حمى الإسلام.
وكان غريبا ومخجلا أن نجد شيوخًا معممين يهاجمون آيات العرابى وكأنهم يبررون الدعارة ويبحثون عن أعذار للسلطان أردوغان!
وليست مسألة الدعارة هى ورقة التوت الوحيدة التى سقطت عن عورة الإخوان.. فقد سقطت معها كل مبادئهم التى يزعمون أنها قائمة على أسس دينية وإنسانية.
أردوغان على سبيل المثال قام بحبس 175 صحفيًا، وسجونه تضم 70 ألف معتقل سياسى.. ثم أنه قام مؤخرًا بفصل أكثر من 130 ألف موظف فصلاً تعسفيًّا عن وظائفهم الحكومية.. كل ذلك إلى جانب قيام المحاكم التركية بإصدار أحكام قضائية مسيسة بالأشغال المؤبدة على عدد غير قليل من المعارضين السياسيين.
ورغم كل مزاعم أردوغان التى يتشدق بها عن الديمقراطية فإن ما تشهده تركيا هذه الأيام يثبت أنه والديمقراطية.. أعداء!
وعلى سبيل المثال فإن تركيا منشغلة هذه الأيام بالانتخابات المحلية ويبدو أن هذه الانتخابات أصابت أردوغان وحزبه.. حزب العدالة والتنمية الإخوانى بانزعاج شديد، فالأحزاب المعارضة زاد تواجدها الشعبى والجماهيرى وأصبحت تتمتع إلى حد كبير بثقة الناخبين.. فى نفس الوقت فإن الخلافات والانشقاقات أصبحت تهدد حزب أردوغان.. ولذلك يقود أردوغان بنفسه حملة شرسة للهجوم على معارضيه.. لكنه ليس وحده الذى يقوم بذلك فأجهزة الأمن تقوم حاليًا بإجراءات تستهدف قمع المنافسين ومنها الاعتقال ومنها تمزيق اللافتات الدعائية لمرشحى المعارضة.
فكيف يتعامل الإخوان مع كل ذلك؟.. كيف يقابلون كل هذه الأفعال التى يزعمون أنها تتنافى مع مبادئهم.
الإخوان لا يفعلون أكثر من الصمت الرهيب.. ولا كلمة ولا حرف!
ثم إنهم ملكيون أكثر من الملك.. أو بمعنى أدق أتراك أكثر من أردوغان!

عندما وقع حادث نيوزيلاندا الإرهابى الذى راح ضحيته أكثر من خمسين مسلمًا كانوا يؤدون شعائر الصلاة.. أثار الاندهاش رد فعل تركيا السريع.
الرئيس التركى فتح نيران أسلحته الثقيلة على اليمين المسيحى المتطرف.. أما وزير خارجيته فراح يعزف نفس النغمة متهمًا الذين يحرضون العالم ضد الإسلام والمسلمين..
ثم بدأت الحقائق تتكشف لكنها زادت المسألة غموضًا.
القاتل اللعين الذى قتل بدم بارد المصلين داخل المسجدين قضى فى تركيا 43 يومًا قبل أن يرتكب جريمته.. فى نفس الوقت فقد أكدت التحقيقات المبدئية أن القاتل الإرهابى سجل على أسلحته تواريخ المعارك التى دارت بين الأوروبيين وبين الخلافة العثمانية.. أضف إلى ذلك كله أن القاتل الإرهابى وجه رسالة إلى أردوغان.
هناك أيضا شائعات قوية عن قيام السلطات التركية باعتقال 12 إخوانيًا يقال إن لهم علاقة بالجريمة الإرهابية.
ماذا فعل الإخوان؟.. كيف تعاملت قنواتهم الموجودة فى تركيا مع الحدث؟
بعد ساعة واحد من تصريحات أردوغان ووزير خارجيته خرجت قنوات الإخوان وخرج مذيعوها يعزفون على الربابة.. البطل، حامى حمى الإسلام، المدافع عن المسلمين.
ومضى الإخوان خطوة أبعد فراحوا يتهمون الرئيس عبد الفتاح السيسى بأنه المحرض على قتل المسلمين.
تناسى الإخوان كل الجرائم التى ارتكبها المتطرفون الإسلاميون ومنها قتل 300 مصلى فى سيناء وهم يؤدون صلاة الجمعة.
هكذا تركز خطاب الإخوان حول مزاعم باطلة بأن الرئيس السيسى يحرض على قتل المسلمين والرئيس أردوغان هو الذى يدافع عنهم (!!!)

جماعة الإخوان تحولت إلى حذاء فى قدم السلطان أردوغان تدافع عن أخطائه وخطاياه وتعادى من يعاديه.. وتحلم باليوم الذى يحكم فيه أردوغان مصر وكل الدول الإسلامية.
لكن الحذاء حذاء.. حتى لو كان حذاء السلطان.