صالون الرأي
وزيرة خاصة
By amrمايو 12, 2019, 16:08 م
1114
هل من بيننا أحد يتمنى المرض؟.. بالطبع «لا».. هل من بيننا أحد لا يتمنى شفاء أى مريض، خاصة لو كان يعرفه؟ بالطبع «لا».
تظاهرة الحب التى تابعناها للمذيع شريف مدكور على وسائل التواصل الاجتماعى وبعض البرامج الفضائية، كان أمرًا من شأنه إدخال السرور إلى القلب رغم أنها حول إصابة إنسان بمرض خبيث، لكن الحب المشاعر الجميلة التى ظهرت فى البوستات والتعليقات خلقت، حالة من التآخى والتواصل الاجتماعى الإنسانى أسعدتنا جميعا.
ولكن ضيع هذه الفرحة تلك الحالة الإنسانية الجميلة ما فعلته وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد وكأنها تحقد علينا ولا تحب أن ترى بيننا تلك الحالة من التعاطف والتواصل الإنسانى، فأظن أن الوزيرة قالت بينها وبين نفسها «أسيبهم يفرحوا إزاى.. لازم أنكد عليكم».
.. هذا فعلا ما فعلته الوزيرة، ربما كانت لا تقصده وذهبت إلى الأستاذ شريف فى المستشفى ومعها «بوكيه ورد» دون أى قصد منها وإنها مجرد زيارة مريض لا أكثر.
هى بالفعل زيارة مريض لا أكثر وإن لم تكن كذلك فيجب أن تكون كذلك، لأنه ببساطة شريف مواطن مصرى من حقه أن يلقى كل الرعاية الصحية اللازمة عندما يتعرض لمرض مثله مثل أى مواطن مصرى غيره لكلاهما نفس الحق، ولأن الدكتورة هالة ليست مواطنة عادية بل هى المسئول الأول عن صحة المصريين فى الحكومة باعتبارها وزيرة الصحة، فإن زيارتها إلى الزميل شريف فى المستشفى وفى يدها بوكيه ورد لم تكن زيارة عادية ولا يجب أن نعتبرها زيارة عادية، والأفضل أن تقول إنها لم تكن «رسمية» ولم يكن هناك داعى للتصوير والنشر فى الصحف والمواقع.
فإذا كانت زيارة رسمية باعتبارها وزيرة الصحة.. فهذا خطأ كبير وقعت فيه الوزيرة لأن هذا يطرح سؤالا على لسان الكثير وهو «اشمعنى شريف»، فهناك عشرات الآلاف بل المئات فى مثل حالة شريف ولم يحدث معهم مثل ما حدث مع شريف من إنهاء إجراءات تحديد ميعاد للعملية بعيدًا عن قوائم الانتظار.. بل يعانون الأمرين فى تلقى العلاج، ولولا مبادرة السيد الرئيس بالقضاء على قوائم الانتظار لظلوا يعانون كثيرا وكثيرا.
يا دكتورة هالة بوصفك وزيرة الصحة أنت مطالبة بزيارة كل المرضى المصريين فى المستشفيات.
يا دكتورة هالة بوصفك وزيرة الصحة أنت مطالبة بحمل بوكيه ورد وإعطائه لكل مريض مصرى، فهل تستطيعين فعل ذلك يا معالى الوزيرة؟.. إن لم تكونى قادرة على فعل ذلك رغم أنه يمكن من خلال تعليمات مباشرة وصارمة منك لكل مديرى المستشفيات بالقيام بذلك فى شكل اهتمام ورعاية.. إن كنت غير قادرة على حمل بوكيه الورد لكل مريض فلا تجعليه على الأقل يشعر أنك تفرقين فى المعاملة بين المصريين وحاولى تعويض ذلك بمزيد من الاهتمام.