https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مصر تحدثت عن نفسها !

1811

إذا كنا خسرنا بطولة.. فقد كسبنا ما هو أهم وأعظم.. كسبنا احترام العالم وثقته.. كسبنا ثقتنا فى أنفسنا.. وفى قدراتنا.. وسجلنا أروع «هدف» فى مرمى الإنجازات الرياضية.. ثم إننا سطرنا فى كتاب التاريخ صفحة تسجل إنجازًا يقترب من حد الإعجاز.
وليس فيما أقول أى محاولة للتهوين.. فلا بد أن يكون هناك حساب وعقاب.. لا بد أن تكون هناك وقفة مع المقصرين، فقد انكسر قلب المصريين وسالت دموعهم.. لكن ذلك يجب ألا ينسينا أنها رياضة فيها الفائز وفيها الخاسر.. ثم إننا كسبنا البطولة 7 مرات وخسرناها 25 مرة.. وبذلك نكون أكثر الفرق الإفريقية فوزًا بالبطولة وأقلها خسارة لها.
وليس هناك فائدة من البكاء على اللبن المسكوب.. وإنما المهم الآن أن نتماسك ونبحث ونفكر وندرس ونتأمل.. ثم نبدأ من جديد معركة استعادة مكانتنا الرياضية.. وأمامنا فرصتان.. فرصة التأهل لبطولة كأس العالم.. وفرصة الفوز بكأس إفريقيا والحفاظ على تفوقنا.
وأعود إلى البطولة نفسها.. أعود إلى منتصف شهر يناير من العام الحالى عندما تمت فى العاصمة السنغالية «داكار» مراسم انتخاب الدولة التى ستستضيف البطولة الإفريقية.
يومها فازت مصر فى هذه الانتخابات.. لكن المفاجأة التى جعلت قلوب المصريين ترقص من الفرح.. هو أن التصويت جاء لصالح مصر بنسبة 16 إلى واحد.. 16 دولة اختارت مصر ودولة واحدة فقط اختارت المنافس لمصر.. جنوب إفريقيا.
لكن الفرحة وحدها لم تكن هى المسيطرة على قلوب المصريين.. فليس سرًا أن المصريين جميعًا وضعوا أيديهم على قلوبهم خوفًا على مصر من نتائج وتداعيات تنظيم البطولة.
كانت المرة الأولى فى تاريخ البطولة التى تشارك فيها 24 دولة إفريقية.. وكانت الفترة التى تقوم فيها مصر بتجهيز ملاعبها وفنادقها وتنتهى من إجراءات تنظيم البطولة بما فيها حفل الافتتاح والحفل الختامى.. كانت الفترة قصيرة نسبيًا.. أربعة أو خمسة أشهر على الأكثر.
ثم إن المصريين كانوا يخشون أن يستغل الإرهاب الفرصة ليشكك العالم فى قدرة مصر على حماية أمنها.
كان الخوف أن ينجح الإرهابيون فى تنفيذ عملية أو اثنتين.. إما فى إحدى الفرق المشاركة أو الجمهور الذى جاء من دول مختلفة لمشاهدة البطولة.
كانت سمعة مصر على المحك وكان الخوف أن يستغل الإرهابيون أى ثغرة لتنفيذ مخططاتهم الدنيئة.. لكن الله سلم.
فاجأت مصر الجميع يوم 21 يونيو.. يوم افتتاح البطولة.. فاجأت المصريين قبل أن تفاجئ العالم.
لم يكن حفل الافتتاح المبهر وحده هو الذى فاجأ المصريين وفاجأ العالم.. وإنما نجحت مصر بامتياز فى كل ما قامت به من أعمال وإجراءات تتعلق بالبطولة.
كان حفل الافتتاح حفلًا أسطوريًا بكل ما تحمله الكلمة من معان.. وكذلك كان حفل الختام.. أما الملاعب التى تم تخصيصها لإقامة مباريات البطولة فحدث ولا حرج.. ملاعب لا تقل روعة وتجهيزًا عن أعظم ملاعب أوروبا.
المسألة لم تقتصر على الشكل فقط.. وإنما على الموضوع أيضًا.. فقد أقيمت فوق هذه الملاعب مباراتان فى يوم واحد.. لا يفصل بينهما أكثر من ساعة.. ومع ذلك لم تشتك فرقة واحدة من أى ملعب من ملاعب البطولة.
وجاء تنظيم دخول الجماهير للملاعب كأروع ما يكون.. وذلك من خلال نظام لا يسمح حتى للنملة بالدخول بدون تذكرة وبطاقة هوية.
ورغم صعوبة هذا النظام.. إلا أن الملاعب امتلأت عن آخرها خاصة عندما كان الفريق المصرى طرفًا فى المباراة.
ثم المنطقة المحيطة بالملاعب والشوارع والطرق المؤدية لها.. كأنها فتاة حلوة تزينت ليلة عرسها!
وأما الفنادق التى أقامت فيها الفرق المشاركة فكانت فنادق 10 نجوم وليس خمس نجوم كما هى الفنادق الكبرى.
ويأتى بعد ذلك كله وربما قبله الجهود الأمنية التى بذلتها الأجهزة الأمنية المختلفة لتأمين البطولة.. تأمين الملاعب وتأمين الفرق وتأمين الجماهير.
ومن المؤكد – وما أقوله استنتاج وليس معلومات – أنه كانت هناك محاولات خبيثة لإفساد البطولة والإساءة لسمعة مصر ومكانتها.. هكذا يفكر الإرهاب دائمًا.. وهكذا يحاول الإخوان دائمًا.. لكن يقظة أجهزة الأمن المصرية أغرقت كل هذه المحاولات فى مجارى الخيبة والفشل.

مصر تحدثت عن نفسها فاستمع إليها العالم وأنصت باهتمام.. مصر تحدثت عن نفسها فسمع كلماتها العالم وصفق لها.
مصر خسرت بطولة.. لكنها كسبت احترام العالم وتقديره.. وأصابت الإخوان ومن ناصرهم وأيدهم بوجع فى قلوبهم!