https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

ما بين 23 يوليو و 30 يونيو

741

عاطف عبد الغنى

 

خط موصـــول بين 23 يوليــــو 1952، و30 يونيو 2013، والمشترك بين التاريخين هو ثورة المصريين، ورفضهم للظلم وما يحتويه من فساد وتمييز وخيانة وطنية، فى التاريخ الأول خرج مجموعة من ضباط الجيش فى حركة إصلاحية تسعى إلى تطهير صفوفهم من الخونة والعملاء والفاسدين، وسرعان ما انضمت باقى أطياف الشعب لأبنائها من رجال الجيش، وتحولت الحركة إلى ثورة شعبية تكافح حكماأجنبياملكيافاسدا تمثل فى سلالة محمد على الألبانى، وتعمل بشكل حقيقى على طرد المستعمر الإنجليزى من البلاد، وترد للمصريين المعدمين والفقراء والأجراء وأقنان الأرض، ثروات بلادهم المغتصبة من الأجانب والأمراء والباشوات والبكوات الذين لم يزد عددهم على 5% من تعداد المصريين تمرغوا فى النعيم وخلفوا وراءهم 95% يتمرغون فى طين الفقر، ولمن يرد الاستزادة فليعد للتاريخ الحقيقى لهذه الحقبة، وليس للتاريخ الذى تنثره وتنشره لجان الإخوان على مواقع التواصل.. وفى التاريخ الثانى 30 يونيو 2013 خرج المصريون يعلنون رفضهم لحكم تنظيم الإخوان، ولا يستطيع أحد أن يمارىفى هذا، أو ينكر مشهدا لم نبتعد عنه بأكثر من 11 عاما، أما الخط الموصول بين التاريخين، فهو حرب الإخوان الممتد على طوال التاريخ بين الحدثين، وصراع الجماعة الذى لم ينقطع لاستلاب الحكم، وخطفه عنوة قفزا على إرادة المصريين، وحربهم (الإخوان) ضد السلطة القائمة التى ارتضاها أغلبية المصريين الكاسحة فى الثورتين، وباركوها وساندوها، ظنا منهم (الإخوان) أن هذه السلطة هى العدو الذى اختطف الحكم، ومنعهم إياه، وفى الحالة الأولى اختزلوا السلطة فى شخص الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ومؤسسات الدولة والحكم وأبرزها الجيش، وفى الثانية توجهوا بالعداء للرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى، وأيضا مؤسسات الدولة. ولم يسع تنظيم الإخوان للسلطة والحكم مع ثورة يوليو 1952، ولكن سعيه سبق هذا التاريخ بسنوات،
وما كان تنظيمهم المسلح قبل هذا التاريخ إلا لتكوين عصابة مسلحة تتخلص من خصوم الجماعة باغتيالهم ماديا، وخلق جناح عسكرى للتنظيم يدين بالولاء للجماعة وليس الدولة، ويحارب سلطات الأخيرة، والملاحظة المهمة قبل أن نغادر هذه الزاوية هى: هل ذكرنا الدين فى كل ما سبق؟.. الإجابة: لم نذكره بالمعنى الحرفى، لكن هذا ليس معناه أن الله سبحانه غائب عن هذه الأحداث، ولك أن تعود إلى سلوك الجماعة وأفكارها وتزنها بميزان الدين وتحكم عليها بنفسك إن كانت ظالمة أو مظلومة ( أؤكد بميزان دين الله القويم وليس بميزان أوهامهم وأساطيرهم التى يمررونها لفارغى العقل وعميان القلب ).