رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

التفجير.. أسلوب إدارة

454

  أعتقد أنه لم يكن هناك أسعد من “كريم ناجح” ابن محافظة سوهاج، أحد العاملين فى مزرعة النخيل بتوشكى، والتي تعد أكبر مزرعة نخيل مزروعة فى مساحة واحدة فى العالم، هذا الشاب الذى طغت السعادة على ملامح وجهه وحروف كلماته وهو يتحدث إلى وفد الصحفيين والإعلاميين الذين زاروا مشروع توشكي فى الأسبوع الماضي، كريم قال إنه يشعر بالسعادة والفخر لأنه يعمل فى المشروع منذ 5 أعوام، وقد استطاع من خلال سنوات عمله أن يحسن وضعه المادي ويتزوج ويكون أسرة، مشيرًا إلى أن العمل بمشروع توشكى كان “نقطة تحول” له.

  لم يكن شعور كريم بالفخر والسعادة شعورًا فرديًا بل أعتقد أنه شعورًا جمعيًا، يسكن نفوسنا جميعا، خاصة بعدما شاهدنا المعجزة تتحقق فى الجنوب وينتصر المصريون على التحدى مفجرين ما كان فى الماضي سبب عجزهم ومنعهم من تحقيق حلمهم.

  لقد توقف مشروع توشكى منذ 20 عاما لوجود مساحة صخرية تقدر بأكثر من 9 كيلو مترات، تمنع توصيل المياه لأكثر من 300 ألف فدان يستهدف زراعتهم فى المشروع، وقد وقف كل شىء أمام هذا العائق الصخري، ولم تكن هناك الإرادة الكافية لتخطيه فأصبح الحلم مجمدا ومهددا بالضياع.

  إلا أن الحال قد تغير، وتبدلت الإرادة، بإرادة جديدة تمتلك قوة الديناميت وأسلوبه فى مواجهة أى مشكلة أو تحدي، ومثلما رأيناها تنسف “جبل الجلالة” وتشق طريق السخنة – الزعفرانة، ليمر من قلب ذلك الجبل ناقلاً الحضارة والتنمية والعمران لواحدة من أجمل مدن العالم الآن وهي “مدينة الجلالة وما حولها من مصانع، هذه الإرادة نراها أيضا تحقق المعجزة وتنسف حائط صخري مكون من الجرانيت كان يمتد إلى 9 كم وبعمق 20 متر تحت الأرض، مستخدمة 3 ملايين طن مفرقعات، لتصل المياه إلى أكثر من 300 ألف فدان جديدة فى توشكى.

  لم تكن زيارة الوفد الصحفى إلى توشكي مجرد زيارة عمل بقدر ما كانت زيارة لكتابة تاريخ جديد لهذه الدولة، التى سوف يعلم أجيالها فى القرون المقبلة أنه منذ تلك الحقبة بدأ التأريخ لجمهورية جديدة استدعت العظمة من الماضي وأيقظت كل مكامن البطولة والشرف والتحدي فى نفوس المصريين، لتبني دولة جديدة شعارها وأسلوب حياتها “التفجير” بقوة الديناميت لأى تحدي يقف فى طريق التنمية والعمران والتقدم، تفجير أى تحدٍ يريد العودة بها إلى الوراء لتبقي فى براثن الفقر والتخلف.

 بالفعل كان اليوم الذي احتوي أحداث الزيارة كاملة، كما قال الرئيس السيسي فى اتصاله الهاتفى بالوفد “يوم فى حب مصر”، يوم يشهد ويسجل جهد خطوة واحدة من خطوات كثيرة يتم تنفيذها.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن