https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

شطحات انتخابية

1853

أولى هذه الشحطات بدأتها مذيعة ليلية أقرب إلى طيور الظلام حين امتعضت على الشاشة وهى تعلق على أحد المراسلين الذى ينقل ما يحدث فى محافظة مطروح، مترامية الأطراف، التى ينتشر سكانها من البدو فى الصحراء الشاسعة من السلوم إلى العلمين وجنوبا حتى واحة سيوه وامتداد حدودها لتتصل بالوادى الجديد فى الجنوب ومحافظات الإسكندرية والبحيرة والفيوم فى الشرق والذى لا تعلمه المذيعة أن معظم تجمعات البدو فى الصحراء تبعد عن المناطق الحضرية بمسافات تبدأ من خمسين كيلو مترًا فأكثر.
وكان الأمر الذى استذكرته وتساءلت فى خبث هل يجوز ذلك؟! هو قيام محافظ مطروح بتخصيص عدد من السيارات لإحضار من لهم حق التصويت من أبناء البادية لكى يدلوا بأصواتهم فى المراكز الانتخابية البعيدة عنهم توفيرا لجهدهم ومشقتهم.
فما هو الخطأ فى ذلك، وما هو العجيب الذى تتعجب منه؟! وكان السؤال الذى يجب أن تستوضحه لو كانت حسنه النية، هل فرض عليهم انتخاب مرشح معين؟ أم أن عملية النقل تمت للجميع دون تفرقة أو حتى تلويح لصالح مرشح دون الآخر.
وأيضا ذلك المحافظ الآخر لإحدى محافظات الصعيد الذى أعلن عن مكافأة عبارة عن مشروع خدمى للمركز الذى يحوز أكبر نسبة من التصويت إنه لم يطلب التصويت لمرشح بعينه، ولكنه يحفز المواطنين على الذهاب للإدلاء بأصواتهم حتى لو أبطلوها، ولا أظن فى ذلك أى مخالفة، وإلا ما بال الذين أحضروا الكراسى المتحركة للتخفيف على الذين لا يقدرون على الحركة، ومن يأخذ بيد شيخ مسن أو سيدة كبيرة السن، بل إن بعض المواطنين ميسورى الحال قاموا باستئجار عدد من السيارات لنقل الناخبين من المرضى والشيوخ إلى لجان الانتخاب.
ثانى هذه الشطحات هى تلك التعليقات التى أطلقها متعهدو الفتنة بأن معظم الناخبين والناخبات هم من المسيحيين الذين علا شأنهم فى عهد السيسى، ولهم مصلحة فى إعادة انتخابه!!
وعليهم نرد.. «وما العجب فى ذلك؟ أليسوا مواطنين مصريين صالحين؟ ألا تحب لمصر أن جميع مواطنيها على درجة من الولاء مسلميها ومسيحيها وأن مسيحيى مصر أحسوا بمصريتهم التى كانت جماعة الإخوان الإرهابية تنكرها عليهم.
إن الصورة لا تكذب فقد كان الجميع مسلمون ومسيحيون مصريون بدرجة امتياز.
وثالث الشطحات هى تصدر النساء وكبار السن للمشهد الانتخابى فى الوقت الذى غاب فيه الكثير من الشباب.. ولا أظن ذلك الأمر على درجة عالية من الصواب، وخاصة أن كاميرات المصورين دائما تبحث عن كل أمر تتخيله غير طبيعى، ولا أظن هناك لجنة واحدة خلت من أعداد غير قليلة من الشباب من الجنسين ولكن الشباب الأسرع حركة من الشيوخ ينهون عملهم بسرعة وينصرفون، فى حين تكون حركة كبار السن أبطأ وبالتالى يكون زمن تواجدهم وظهورهم أطول.. وسوف تظهر الإحصائيات النهائية أعداد الشباب بشكل أكثر وضوحا.
أما باقى الشطحات فمنها الادعاء بأن تزاحم الناخبين على لجان الانتخاب فى الساعة الأخيرة من اليوم الثالث والأخير، جاء بسبب فرض غرامة قدرها خمسمائة جنيه على المتغيب عن الانتخاب بغير عذر، والغريب أن أمر الغرامة محدد فى قانون الانتخاب ومعلن منذ بدأت الانتخابات السابقة وليس فى هذه المرة فقط، وقد جاء الإعلان عنه هذه المرة حين سألت إحدى المراسلات المتحدث الرسمى للهيئة الوطنية للانتخابات عن الغرامة فأجاب بأنها موجودة فى القانون ولم تتغير.
ولا أدرى لماذا لا يفسر تزاحم الناخبين على اللجان فى الساعات الأخيرة، كان سببه الحرص على عدم تفويت هذه الفرصة.. وإلا بماذا يفسر نزول العائلات بكامل أفرادها حتى الأطفال الذين ليس لهم حق الانتخاب، نزلوا جميعا وكأنهم فى حفل عُرس.
كذلك اعتبار بعض الأشخاص من الجهات الخارجية التى حضرت لمتابعة عملية الانتخاب أن هناك بعض الناخبين لمصر وحملهم لأعلامها يعد كسرا للصمت الانتخاببى.. وكان الرد عليهم أن الناس تهتف باسم مصر وترفع أعلامها بوازع وطنى من تلقاء أنفسهم وليس دعما لأحد المرشحين.