كتب :محمود كامل

كرة القدم أصبحت استثمارًا، ولغة الملايين هي التي تتحكم بها، وخصخصة الأندية أمر قادم لا محالة، ولكن حتى يأتي هذا اليوم فإن الرياضة المصرية يتحكم بها رجال الأعمال بملايينهم وخصوصا العرب المحبون للقطبين ويستطيعون أن يغيروا جهة أي صفقة حيثما شاءوا , فجميعنا رأينا دور تركي آل الشيخ رئيس الهيئة الرياضية بالمملكة السعودي في صفقة عبد الله السعيد ومن قبلها صفقة صلاح محسن, وأيضا منصور البلوي رئيس نادي اتحاد جدة السعودي السابق ودعمه لنادي الزمالك من قبل.
رجال الأعمال مقدمو الدعم للأندية الجماهيرية يستهدفون كرة القدم نظرا للمكاسب المعنوية والمادية التي سوف تعود عليهم في مجال آخر جراء دعمهم هذا، فمن كان يعرف تركي آل الشيخ قبل أن يصبح رئيسا شرفيا للأهلى ومن قبله من كان يعرف منصور البلوي لولا دعمه لنادي الزمالك بـ2 مليون جنيه من قبل، وغيرهم كثير فكرة القدم بلا شك هي أسهل طريق لشهرة رجل الأعمال، كذلك رجال الأعمال الذين استهدفوا كرة القدم للاستثمار مثل فرج عامر وماجد سامي وأبو هشيمة صاحب شركة بريزنتيشن.
تركي آل الشيخ الذي منحه النادي الأهلي الرئاسة الشرفية هـو المتصدر للمشهد الرياضي في مصر في الفترة الأخيرة بتحكمه فيها واستطــــاع الوزير السعودي أن يمنح النادي الأهلي التفوق على غريمه التقليدي الزمالك في صفقة عبد الله السعيد، بعد أن أقنع مسئولو القلعة البيضاء اللاعب بالانتقال لهم وحصل اللاعب بالفعل على 40 مليون قيمة الصفقة ووقع على عقود انتقاله قبل أن يقنعه آل الشيخ بالتجديد للنادي الأهلي وهو الأمر الذي فشل فيه مسئولو النادي الأهلي وعلى رأسهم الرئيس الرسمي للنادي الأهلي محمود الخطيب، ومن قبل عبد الله السعيد استطاع تركي آل الشيخ أن يحسم صفقة صلاح محسن أغلى صفقة في تاريخ الدوري المصري، وأحزنه كثيرا تجاهل إدارة النادي الأهلي لدوره ما جعله يصرح بذلك في وسائل الإعلام معاتبا إدارة النادي الأهلي. كما أن تركي آل شيخ منح نادي الزمالك أيضا دعما في صفقة حمدي النقاز المنتقل للزمالك من نادي النجم التونسي، هذا بخلاف المكافآت التي يمنحها للاعبي النادي الأهلي، وإقامة المباريات الودية مع أندية عالمية مثل لقاء اتليتيكو مدريد وإعلانه عن توفير شركات أجنبية لتولي مسئولية إقامة ستاد النادي الأهلي، كل هذا جعل تركي آل شيخ متصدرا للمشهد الرياضي، وتصريحه الشهير مع أحمد شوبير «اللي يلعب معانا يستحمل» موجها هذه الرسالة لمرتضى منصور دليل على قناعته أنه هو من يتحكم في الصفقات في مصر.
قال وليد صلاح الدين نجم النادي الأهلي السابق إن خصخصة الأندية أمر ضروري للرياضة المصرية وهو قادم شئنا أم أبينا، وعن دعم رجال الأعمال للأندية في مصر يرى وليد صلاح الدين أنه أمر مقبول ولا مشكلة فيه خصوصا عندما يكون من محب للنادي ولكن أتمنى أن يكون الدعم مقتصر على الدعم المادي فقط دون التدخل في اختيار الصفقات أو التحكم في أمور هي من اختصاص إدارة النادي كالتسويق والتعاقد، ويرى كابتن طه اسماعيل نجم النادي الأهلي السابق أن عودة الجماهير هي أولى الخطوات نحو إنشاء دوري محترفين وخصخصة الأندية خصوصا أن هناك تجارب عالمية ناجحة يملكها رجال أعمال عرب مثل ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان ومنصور بن زايد رئيس مانشيستر سيتي، ويرى طه إسماعيل أن رجال الأعمال الذين يتبرعون للأندية يبحثون عن الشهرة التي قد تحقق لهم مكاسب في مجال آخر بخلاف المستثمر الذي يدفع الأموال بغية تحقيق المكسب ويكون له حق إدارة نشاط الكرة وتعيين المدرب والتفاوض مع الصفقات.