https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

المصريون فى تكافل ليوم الدين

312

حاتم فاروق

معضلة الانفاق اليومي لملايين الأسر المصرية لا يعلمها إلا رب العالمين، فى ظل ارتفاع أسعار كل مناحي الحياة من سكن وغذاء وعلاج وتعليم، هذه المعادلة الصعبة ما هي إلا اختبار صعب لا ينجو منها رب الأسرة المصرية إلا بالتكافل المجتمعي الذي يقوده المصري القادر المتيسر الذي أصبح مثالاً فى تحمل أعباء أسرته الصغيرة أو أفراد مجتمعه الكبير.

يأتي شهر رمضان الكريم من كل عام، لتتجلى مظاهر التكافل بين جموع الشعب المصري العظيم من خلال تبرع المصريين السخي لمؤسسات وجمعيات وهيئات التكافل المجتمعي سواء من خلال وجبات الغذاء أو بأموال الزكاة والصدقات التي يتبارى فيها كل مصري يستطيع أن يساهم، حتى لو بالقليل فى إسعاد الناس من حوله.

وعلى الصعيد الرسمي، فقد جاء إعلان وزارة التضامن الاجتماعي منذ أيام بزيادة مساعدات برامج «تكافل وكرامة» بنسبة 25% بداية من شهر أبريل المقبل، فى توقيت تسعى فيه ملايين الأسر المصرية المستفيدة من البرنامج الأضخم فى تاريخ الحماية الاجتماعية فى مصر، إلى سد ثغرة المصاريف اليومية بالتزامن مع ارتفاع أسعار مختلف السلع والمنتجات خلال الشهر الكريم.

وخلال شهر مايو المقبل سوف تحتفل مصر بمرور عشر سنوات على إطلاق برنامج الدعم النقدي «تكافل وكرامة» الذي أصبح من أهم برامج الحماية الاجتماعية فى الوطن العربي، البرنامج الذي بدأ عام 2014 بعدد 1.7 مليون أسرة مستفيدة وبتكلفة قدرها 3.5 مليار جنيه، حتى وصل الإنفاق الفعلي على البرنامج خلال العام الماضي إلى 35 مليار جنيه، بل تخطى الـ 40 مليارا خلال العام المالي الحالي، بينما من المتوقع أن يصل لحوالي 53 مليارا خلال العام المالي القادم ليصل عدد المستفيدين من البرنامج حوالي 4.7 مليون أسرة مصرية.

إلا أن الحقيقة تؤكد أن جهود المؤسسات الرسمية والهيئات الحكومية لدعم برامج الحماية الاجتماعية وتقديم الدعم النقدي والعيني للفئات الأقل دخلاً فى مصر، مهما تعاظمت أو اتسعت رقعتها فى ربوع مصر المحروسة، فلن تصل إلى كل من يستحق للمساعدة ويريد العيش بكرامة دون الحاجة للتسول أو اللجوء للأعمال الإجرامية لتحصيل قوت يومه وسد احتياجات أسرته.

لذلك يأتي القطاع التكافلي الأهلي ليثبت خلال السنوات الأخيرة التي شهدت فيها الأعباء اليومية التي تتحملها الأسر تفاقماً واضحاً، أنه أساس تكافل المصريين عبر الزمان، ليمضي اليوم تلو الآخر دون أن ندري كيف يرتبها رب العالمين فى تلك الأيام المباركة.

حمى الله مصر وشعبها العظيم