https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تحديات لإشباع ملايين الجوعى

73

حسين خيرى

قد ينحسر شبح المجاعة عن غزة بفضل وقف إطلاق النار، بيد أن المجاعة تنهش أجساد أكثر من 345 مليون شخص، وأطلق برنامج الأغذية العالمى تحذيرًا من خفض تمويله إلى 40%، مما يؤدي إلى هلاك الجوعى حول العالم، وأشار برنامج الغذاء إلى قرار ترامب بتقلص المساعدات الخارجية منذ توليه السلطة فى يناير الماضى، ومن المخزى أن جوعى العالم يعيش أغلبهم فى بلدان تزخر بإمكانات طبيعية كفيلة بإشباعهم، إضافة إلى قدرتها لتصبح نمورًا اقتصادية فى عدة سنوات، كما حدث فى ماليزيا، وذلك بشرط توافر النية الصادقة لدى الدول الفقيرة تجاه التنمية والتطوير، وفى مقدمتها السودان ومالى واليمن وغيرها.

ويبدو أن الحل لإنهاء مشكلة الفقر ليس بالأمر الهين، والتحديات الخارجية تقف عائقا أمام عزيمة الدول الجائعة للتنمية، وأول المعوقات تلاعب الدول العظمي فى زعزعة الأستقرار بداخلها، والتحدى الثانى يتمثل فى فرض هيمنة القوى الكبرى على مقدرات الدول الفقيرة ونهبها، وأحد النماذج الصارخة لهذا النهب، سيطرة فرنسا علي يورانيوم النيجر، ويعد أهم مورد للطاقة لفرنسا، وفى المقابل نحو 70% من سكان النيجر يعيشون بدون كهرباء، وتحدث رئيس وزراء النيجر فى الأمم المتحدة الشهر الماضى عن عرقلة فرنسية لاستغلال بلاده لمواردها.

ومن جهة أخرى، تحاول روسيا والصين استبعاد فرنسا للسيطرة على اليورانيوم النيجرى، وتسعى حكومة النيجر حثيثا للفكاك من القبضة الفرنسية ليس فقط على اليورانيوم بل على بقية ثرواتها من النفط والذهب والثروة الحيوانية، ومثال آخر على سرقة الشعوب الإفريقية قرار للبنك الدولى فى 2007 بمصادرة حق حكومة مالى بالتصرف فى ثرواتها من الذهب، بحجة عدم امتلاك الدولة وسائل تنقيب، وتاريخ نهب الدول الكبرى للدول الفقيرة يحتاج إلى مئات الصفحات.

وأصعب تحد يواجه الدول الأقل نموًا، هو إشعال الصراعات والنزاعات العرقية والطائفية، ويدور حاليا فى السودان وفى اليمن وفى مالى، وهذا نهج استعمارى قديم يتمحور فى عبارة فرق تسد، ونتيجة تلك السياسات المجحفة يزداد الفقراء فقرًا والأغنياء ثراء، ولذلك قمة أثرياء العالم تستحوذ عليها أوروبا وأمريكا، وفى نفس الإطار ترصد إحصائية عن هدر الأمريكيين لأكثر من 408 مليارات دولار على الطعام، بمعنى أن أسرة أمريكية تتكون من أربعة أفراد ترمى فى المتوسط طعاما بـ 1600 دولار سنويا، ودول الاتحاد الأوروبى صورة طبق الأصل لأمريكا فى هدر الغذاء، وفى النصف الجنوبى من العالم يتضور جوعًا الملايين من الجوع، ولكن الحل لهؤلاء الجوعى يكمن فى اعتمادهم على الذات.