https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

قمة شرم الشيخ والحرب الإقليمية!

69

جمال رائف

نجحت قمة شرم الشيخ للسلام فى إنهاء حرب ضروس استمرت لمدة عامين على قطاع غزة بعد معركة دبلوماسية خاضتها القاهرة بشرف ووفق ثوابت واضحة وأيضا بخطى واثقة ما مكنها من فرض الحل السياسى بديلا للحلول العسكرية التى حاولت إسرائيل فرضها على الإقليم، بل يمكن القول إن قمة شرم الشيخ للسلام لم توقف الحرب على غزة فحسب بل أوقفت حربا إقليمية كادت إسرائيل تشعلها لولا تدخل القاهرة.

طالما راهنت مصر على الولايات المتحدة الأمريكية كفاعل أصلى يستطيع إيقاف الحرب على قطاع غزة والتى امتدت لأرجاء أخرى بالإقليم، لهذا أدارت القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسي العلاقات مع واشنطن بهدوء وذكاء شديد خاصة مع تغير الإدارات من الحزب الديمقراطى إلى الجمهورى، الأمر الذى استدعى حكمة وخبرة المفاوض المصرى الذى تجنب الصدام الدبلوماسى وذهب لتكوين رأى عام دولى داعم لوقف الحرب وأيضا مناصر للقضية الفلسطينية، وبالفعل نجحت مصر فى المسارين سواء عبر تمسكها بالوساطة لوقف الحرب أو من خلال العمل مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين لإنعاش القضية الفلسطينية وإعلاء مبدأ حل الدولتين ما ساهم فى الاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية.

ومن ثم وضعت إسرائيل فى عزلة دولية الأمر الذى جعل الإدارة الأمريكية تعيد تقييم الوضع السياسى والميدانى بعد أن وصل لمرحلة انسداد كان من المفترض أن يتبعها حرب إقليمية كنا على أعتابها، وهو ما حاولت إسرائيل الذهاب إليه بل كاد نتنياهو بالفعل يدفع ترامب نحو المزيد من الاندفاع العسكرى الإقليمى، وهنا فتحت مصر مسار العمل السياسى كبديل آمن يتماشى مع الهدف الذى حدده الرئيس الأمريكى، فإذا كان الهدف هو السلام فهذا لن يتحقق بالحرب بل التفاوض، لا بالقوة بل بالمنطق، وبالفعل رويدًا رويدًا حدث تحول إيجابى فى السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط استغلتها القاهرة لفتح مسار سياسى لوقف الحرب
وبناء السلام.

فلم يكن حشد مصر للمجتمع الدولى فى شرم الشيخ يهدف فقط لوقف الحرب على قطاع غزة بل للذهاب لأبعد من ذلك وبالتحديد نحو إنهاء الصراع الإقليمى عبر إيجاد تسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وهو ما جاء بشكل واضح وصريح ضمن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي بقمة شرم الشيخ للسلام وأمام الرئيس الأمريكى ترامب فى دلالة واضحة بأن الثوابت المصرية لصناعة السلام الإقليمى لم ولن تتغير.