صالون الرأي
حفظ الله فلسطين
By amrأكتوبر 20, 2025, 16:29 م
62
محمد نجم
أرجو من خبراء الفيس بوك وجنرالات المقاهى أن يتريثوا فى أحكامهم على ما حدث فى مدينة شرم الشيخ مؤخرًا، وأن يحكموا العقل ويضعوا أنفسهم مكان الأسر الفلسطينية التى عانت كثيرًا وفقدت المئات من الشهداء، ولديها الآلاف من الجرحى.
ويجب أن يعلموا أن “مؤتمر السلام” فى شرم الشيخ لم يعد الحيوية والاهتمام للقضية الفلسطينية من جديد فقط، ولكنه أعاد “مصر” أيضا إلى مكانها وقدرها الطبيعى من أنها عمود الخيمة والقابضة على “دفة الحركة” فى المنطقة، ولن يتم شىء فيها بغير رضاها!
هذا أولاً، أما الثانية فهى فرحة الغزاويين – أصحاب الأرض والطرف الأساسى فى المواجهة – بوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن والإفراج عن الأسرى..
لقد عانوا من عمليات إبادة منظمة قضت على الأخضر واليابس فى مدن القطاع، وحوصروا ومنع عنهم الماء والأكل والعلاج، مع الضغط المتواصل لدفعهم للتهجير!
ألا يعلم البعض أن هناك أكثر من 10 آلاف و800 أسير فى السجون الإسرائيلية، منهم 450 طفلا، هذا بخلاف الذين اعتقلوا إداريا بعد أحداث السابع من أكتوبر عام 2023؟..
فما حدث فى شرم الشيخ كان “محصلة” ونتيجة طبيعية لما سبقه، منها فشل العدو الإسرائيلى فى تحقيق أهدافه من الحرب الانتقامية، فلم يقض على حماس ولا الفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى، بل أنه أصبح فى “عزلة” عالمية من شعوب وبعض حكومات الدول التى كانت تناصره غالبًا ومغلوبًا، هذا فضلاً عن نزيف الخسائر التى تعرض له من أفراد ومعدات، وثانيهما الاعتراف الكاسح من دول العالم فى الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية على أراضى ما قبل 6 يونيو 1967.
لقد كنا قاب قوسين أو أدنى من التهجير القصرى، للأشقاء فى فلسطين نحو العريش المصرية، وما يعنيه ذلك للقضية الفلسطينية وما يمكن أن يسببه من مشاكل داخلية، فضلاً عن محاولات “النفخ” من البعض فى قرب حدوث مواجهة مسلحة بين العدو المعتدى والقوات المصرية الرابدة على الحدود.
فلماذا “يغمض” خبراء الفيس وجنرالات المقاهى عن كل ما تحقق من “إيجابيات” فى مؤتمر شرم الشيخ حتى الآن؟..
لقد انتهى تمامًا الحديث عن التهجير، وبدأت مفاوضات المرحلة الثانية من الخطة، والتى تتضمن إرسال أكثر من ألف شرطى فلسطينى مدرب لحفظ الأمن فى القطاع.
ثم.. وهو الأهم فتح المعابر أمام الشاحنات التى تحمل الكساء والدواء والغذاء والوقود للذين عانوا بما يكفى من الأشقاء الفلسطينيين وخاصة كبار السن والأطفال.
يجب أن يعلم الجميع أن هناك ما يسمى بـ “توازن القوى” بين أطراف الصراع، وأعتقد أن العرب وفى مقدمتهم المصريون أحسنوا استخدام عناصر القوى المختلفة لإجبار إسرائيل ومن يواليها أو يساندها على وقف الحرب.. والبدء فى تحقيق السلام.. الذى نأمل أن يكون شاملاً.. بعد عودة الحقوق العربية المغتصبة.