إبراهيم رضوان
مع إنطلاقة الدوري المصري في موسمه الجديد، أثير الجدل حول أحدث منضم للدوري وهو نادي «بيراميدز ـ الأسيوطي سابقا»، حيث يرى البعض أنه سيؤدي إلى دفعة لتطوير كرة القدم المصرية، خاصة بعد الخروج المخيب للآمال من كأس العالم في روسيا، بينما يرى آخرون أنه حق يراد به باطل، وجاء نتيجة قانون الرياضة الجديد، الذي حول الأندية إلى شركات استثمارية ربحية دون أساس، الأمر الذي سيرفع من أسعار لاعبي كرة القدم على حساب باقي الألعاب، كما أنه سيضر باللاعبين المصريين الذين ستغريهم ملايين النادي الوليد باستثمارات سعودية وبالتالي سيرفضون تجربة الاحتراف الخارجي.
«أكتوبر» استطلعت الآراء حول النادي الوليد، وعما سيكون إضافة إلى الرياضة المصرية أم سيكون وبالا عليها ويدفعها إلى مزيد من التراجع.
يرى أسامة حسنى نجم الأهلى السابق أن الاستثمار فى نادى الأهرام الذى ينافس فى الدورى المصرى «حق يراد به باطل» على حد وصفه، ويقول: «ارتفاع سقف الأسعار بهذه الطريقة يضر الكرة المصرية وأول المتضررين هو المنتخب المصرى، فاللاعبون لن يخرجوا للاحتراف ، وبالتالى ستظل الكرة المصرية محلك سر، كما سيضاعف من أسعار لاعبى كرة القدم بشكل جنونى لا أساس له من الواقع، واختتم حديثه بالإشارة إلى أن أسعار اللاعبين فى الوقت الحالى فى الدورى المصرى مبالغ فيها بطريقة كبيرة، مؤكدًا أنه يتمنى ألا يحصل أحد القطبين على الدورى فى الفترة القادمة خاصة الموسم القادم ويتمنى فوز نادى بيراميدز بالدورى ليكون دليلًا على نجاح التجربة والذى يمكن من خلالها تكرار التجربة فى أندية أخرى.

ألبرتو فالنتيم المدير الفنى لبيراميدز
غياب الندية
بينما يقول أحمد الكاس نجم منتخب مصر فى التسعينيات: لسنوات عديدة سيطر القطبان (الأهلى والزمالك ) على كرة القدم فى مصر دون أى منافسة تذكر من بقية أندية الدورى العام حتى قام أحد المستثمرين العرب بشراء نادى الأسيوطى والذى صعد من دورى الدرجة الثانية للدورى الممتاز واحتل المركز السابع فى ترتيب الدورى العام تحت قيادة المدير الفنى على ماهر وقام المستثمر العربى بتدعيم صفوفه بأربع لاعبين برازيليين، بالإضافة إلى لاعب سورى والعديد من الصفقات لعدد من اللاعبين الذى ارتبطت أسمائهم بالانتقال لقطبى الكرة المصرية فى الفترات الماضية والتى فشل معظمها لأسباب مالية، وهذا الأمر يعيدنا الى نقطة البداية، كيف سيتأتى تطوير الكرة المصرية بهذا الشكل فى ظل غياب الندية ماليًا بين الأندية، ونادى غنى وعشرة فقراء، هذا لا يجوز.
ضوابط مالية
ويؤيد اللاعب محمد جابر المحترف المصرى فى السودان الفكرة قائلاً: «أنا من أول المؤيدين للاستثمار فى الدورى المصرى فالاستثمار الرياضى موجود فى الدول الأوروبية. هناك مستثمرون عرب، صينيون، أمريكيون، باكستانيون وأيضًا روسيون جعلت من الدوريات الأوروبية ودورى الأبطال يحظى بمتابعه كبيرة، بالإضافة إلى تدفق أموال كثيرة من الإعلانات نظراً لزيادة حجم المنافسة وأتمنى أن نجد خمسة أو ستة أندية بالدورى المصرى تابعة لمستثمرين حتى نرى دورى قويًا غير قاصر على ناديين فقط، ولكن من الضرورى وضع ضوابط مالية حتى لا يتحكم النادى فى سوق الانتقالات.
دورى قوى
أما محمد مصيلحى رئيس نادى الاتحاد السكندرى فيقول: «طوال السنوات السابقة كان لدى الجميع يقين من هو البطل وباقى الأندية تؤدى دور كومبارس وهو ما يمكن أن يختفى عند ظهور مستثمرين داعمين للاستثمار فى الرياضة المصرية كما حدث فى تجربة نادى بيراميدز التى أتمنى لها النجاح بشكل مستمر ولا أفهم ما هو العائق للكبار من وجود منافسة إذا كنّا فعلا نريد دورى محترف وقوى، مشيرًا إلى توجه نادى الاتحاد لأن يكون شركة مساهمة ربحية، وهذا هو الاتجاه العام فى العالم كله لتطوير الرياضة.
بداية جديدة
ويرى محمد عمر لاعب المنتخب المصرى السابق والمدير الفنى للاتحاد السكندرى أن تجربة المستثمر العربى فى نادى الأهرام هى بداية جديدة لكرة قدم محترفة وأنا أتمنى أن أرى مجموعة من المستثمرين العرب داخل القطر المصرى أسوة بما يحدث فى الدول الأوربية الذين لا ينظرون إلى الجنسية وأين هم رجال الأعمال المصريون وأعتقد أنه فكر جديد مختلف أتمنى أن ندعمه ونحركه لمصلحة قطاع كرة القدم ولأنه سيعين الدولة على عدم الإنفاق على الأندية الشعبية من دعم سنوى يعيق كاهل الدولة و لأننا سنرى تحركًا من قبل الأندية فى قطاعات الناشئين للعمل وإبراز مواهب تستطيع الاستثمار مستقبليًا.
اللعب النظيف
ويقول ميمى عبد الرزاق المدير الفنى لنادى سموحة سابقًا: «أعلم أن الأسعار ستزيد بشكل جنونى الآن وأنا مع زيادة الأسعار للقادر الذى يفرض نفسه على الجميع ولنا أمثلة فى العالم كله ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، انجلترا، إسبانيا ولكن أتمنى أن تبدأ فى تطبيق قانون اللعب النظيف من خلال ميزانية معلومة تحت أسس ونظم ولوائح أسوة بأندية أوروبا ولابد أن نرى دورا لرابطة الأندية المحترفة لأننى لا أجد لها أى دور فعال حتى هذه اللحظة».
عرض وطلب
ويقول د. أحمد وردة رئيس نادى سبورتنج: «تواجد الاستثمار بصورة أكبر يعد إيجابيًا وزيادة ضخ الأموال فى الدورى المصرى ما يؤدى لثرائه وبالتالى زيادة العرض والطلب وإنعاش سوق اللاعبين لكن فى نفس الوقت المبالغ المدفوعة فى اللاعبين مبالغ فيها كثيراً ومعظم اللاعبين لا يستحقون هذا المبالغ ولكن الأمر مرتبط بالعرض والطلب وأيضاً مرتبط بالسوق العالمية.
اتحاد الكرة
وقال رئيس نادى سكندرى رفض ذكر اسمه: «صناعة الرياضة، وخاصة كرة القدم صناعة جيده قائمة على العرض والطلب وتدفق للأموال أيضاً من إيجابيات الفكرة الضغط على الأندية الكبيرة مثل الأهلى والزمالك وبعد تطبيق قائمة الـ 25 لاعب سنجد عددًا كبيرًا من اللاعبين بدون تعاقدات وسنجدهم يتوجهون لأندية أخرى أما عن الوجه السلبى فأرى أنه على المستوى الفنى وإمكانيات اللاعبين سيكون مبالغ فيها ولابد من تطوير الصناعة بشكل أو بآخر والاهتمام بقطاع الناشئين حتى يكون هناك قاعدة عريضة من اللاعبين فى النهاية يجب أن يكون هناك تدخل من اتحاد الكرة لتنظيم الأمور ووضع ضوابط حتى لا يحدث أى انفلات ولن يكون هذا فى مصلحة الكرة المصرية».
احتراف حقيقى
من جهته، أبدى أحمد حسن المشرف العام على الكرة والمتحدث الرسمى باسم نادى بيراميدز، أسفه الشديد، بعد الهجوم الذى يتعرض له عبر مواقع التواصل الاجتماعى بسبب تجربته الجديدة مع النادى، وقال إن النادى الوليد سيحدث طفرة فى الرياضة، وفى كرة القدم، وسينهى سيطرة الأهلى والزمالك، وسنبدأ عهدًا جديدًا فى الاحتراف الحقيقى وليس احترافًا شكليًا.
يذكر أن معظم صفقات بيراميدز ارتبطت بأرقام فلكية بالمقارنة لأرقام الصفقات التى طالما اعتاد عليها سوق الانتقالات المصرية فأصبحت صفقة كينو اللاعب البرازيلى هى الأغلى فى تاريخ الدورى المصرى بقيمة 8.5 مليون يورو ولوكاس ريبامار بقيمة 4 مليون يورو وأرتورو كايكى بـ 2 مليون يورو وكارلوس إدواردو ب 5.2 مليون يورو، بالإضافة إلى عبد الله بكرى، محمد حمدى، أحمد خالد، رجب بكار، ناصر منسي، محمد مجدى (افشة)، محمد فاروق، وعمر ميدانى.