صباح يوم السبت 26 يناير 1952 خرج جموع الشعب المصرى إلى شوارع القاهرة وعدد كبير من المحافظات ينضم إليهم رجال الشرطة الغاضبون الثائرون لدماء زملائهم التى سالت فى الإسماعيلية.

التحم الشعب الغاضب مع الشرطة الشجاعة الثائرة، وأصبحوا على قلب رجل واحد لا يريدون غير الثأر لـ 50 شهيدًا من زملائهم الأبطال فى معركة الإسماعيلية الباسلة التى واجه فيها 850 ضابطًا وجنديًا مصريًا فى مواجهة 7 آلاف ضابط وجندى ودبابات ومدافع ثقيلة انجليزية.

هذه المعركة التى جرت أحداثها فى 25 يناير 1952 كانت المقدمة الثورية لتحرك ضباط الجيش المصرى بقيادة تنظيم الضباط الأحرار لإنهاء الاحتلال الإنجليزى للأراضى المصرية ووضع نهاية لفساد القصر الذى توج بحريق القاهرة.

التلاحم الذى خرج به الشعب المصرى (جندى الشرطة والمواطن العادى) كتفًا بكتف يهتفون بحياة شهدائهم فى الإسماعيلية ألهم الشعب طريقه نحو الخلاص من الاحتلال، وأعطى ثورة 23 يوليو الدفعة والشرارة الثورية والشرعية الشعبية للتحرك والانطلاق نحو الثورة الأكبر.

وظهر هذا جليًا فى خروج جميع المصريين إلى الشوارع بعد إعلان بيان الثورة الأول معلنين تأييدهم لحركة ضباط الجيش وفى وجدانهم ميراث كبير من الكره والرفض للوجود الإنجليزى والفساد الملكى فى مصر، ومتأثرين بذلك التأجج الذى أحدثته معركة الإسماعيلية وحريق القاهرة فى نفوسهم.

ستظل معركة الشرطة فى الإسماعيلية نقطة ضوء فى التاريخ المصرى يتشرف بها سجل النضال والكفاح والشجاعة المصرية على مدار التاريخ.

وسيبقى رجال الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الكرامة المصرية فى مواجهة الغطرسة البريطانية، فى قلوب ووجدان كل المصريين، يذكرون تضحياتهم وبطولاتهم فى ذلك اليوم بكل فخر واعتزاز.

ويجددون تقديرهم لدورهم الكبير الحيوى فى حفظ الأمن الداخلى وسلامة المواطن وتماسك الجبهة الداخلية ليبقى الوطن قويًا قادرًا على مواجهة أى تحديات أو مخاطر حقيقية.

وأيضًا تقديرهم لحجم تضحياتهم المستمرة للذود عن الوطن فى معركته المقدسة مع الإرهاب سواء فى سيناء أو أى مكان يحوى تراب الوطن.

تحية لهؤلاء الأبطال فى عيدهم، وتحية لأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم الذين يتحملون معهم مشقة هذه المهمة المقدسة مهمة الذود عن الوطن وتوفير الأمن للمواطن.
تحية أكبر لأمهات وزوجات وأبناء الشهداء منهم الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن ومن أجلنا.. قلوبنا معكم.. دعواتنا لكم بالصبر والسلوان.
كل عام وكل رجال الشرطة الأبطال بخير