قبل ممارسة مهامه فى البيت الابيض بدأ فى استخدام لهجة وخطاب وتهديد غير معتاد، حيث انتقل من دعوته للسلام وانتهاء الحروب فى منطقة الشرق الأوسط،  خلال الدعاية الانتخابية إلى التهديد بالجحيم لهذه المنطقة، إذا لم يتم الإفراج عن رهائن إسرائيل فى غزة؛ مما أثار رد فعل غاضب لأن ما يعانيه أهالى غزة حاليا هو أكبر من الجحيم، ولن يحدث أكثر من المأساة التى شملت القتل والتدمير والتشريد والتجويع، كما تم تفسير ذلك بمثابة ضوء أخضر لتل أبيب باستخدام القوة المفرطة، وكان الأمر الثانى إلى إنهاء الحرب فى لبنان لأسباب معروفة، لا داعى لذكرها ثم هدد الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول مجموعة بريكس، إذا  حاولت استبدال الدولار الأمريكي. بعملة جديدة متحدثا عن المجموعة التى تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا  ومصر والسعودية ودولا أخرى “نطلب التزاما… أنها لن تنشئ عملة لدول بريكس، ولن تدعم أى عملة أخرى لتحل مكان الدولار الأمريكى العظيم، وإلا ستواجه رسوما جمركية بنسبة 100%”.

وعلى ما يبدو أن الرئيس الأمريكى يخطط لاستبدال الحروب العسكرية بالاقتصادية، والذى يركز على تحويل المكاسب المالية لبلاده لدرجة أنه سوف يفرض رسوما جمركية عالية لصادرات أى دولة لبلاده، ومن ضمن المزح السياسى الذى تحدث به مؤخرا اقترح على رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو، أن تصبح كندا ولاية أمريكية، إذا كان يرى أن فرض رسوم جمركية على منتجاتها؛ بسبب فشلها بمعالجة قضايا التجارة والهجرة، سيدمر اقتصاد أوتاوا، بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة على المنتجات الكندية، فى إطار تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك تحديداً بسبب فشلهما فى كبح تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات من هذين البلدين إلى الولايات المتحدة.

وقال ترامب لـ “ترودو” إن كندا فشلت فى التعامل مع الحدود الأمريكية بسماحها بعبور كميات كبيرة من المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين القادمين من أكثر من 70 دولة، وازداد حماسه، عندما تناول العجز التجارى الأمريكى مع كندا، والذى قدره بأكثر من 100 مليار دولار.

وأخبر الرئيس الأمريكى رئيس الوزراء الكندى أنه سيفرض جمارك بنسبة 25% على جميع السلع الكندية فى اليوم الأول من عودته إلى منصبه، إذا لم تتمكن بلاده من معالجة قضايا الحدود والعجز التجاري.

وقال ترودو لترامب إنه “لا يمكنه فرض رسوم جمركية، لأنها ستدمر الاقتصاد الكندى تماماً”، ليرد ترامب متسائلاً: “إذاً بلدكم لا يمكنها البقاء إلا إذا كانت تستغل الولايات المتحدة بمقدار 100 مليار دولار؟”.

ثم اقترح ترامب على ترودو أن تصبح كندا الولاية الـ51، ما دفع رئيس الوزراء وآخرين إلى الضحك بقلق، هكذا هو الرئيس الأمريكى فى ولايته الجديدة يفعل أى شيء، وبأى أسلوب يحلو له ولا يتعامل مع حالات الركود والروتين، وإنما سوف يقفز خلال رئاسته الجديدة بسياسات ورسائل بأن أمريكا فى عهده تحكم كل العالم، ولكن من المبكر الحكم على جديد فى ولاية ترمب وفق ما يتم على أرض الواقع، وليس مجرد تهديد وتعليمات، وهنا أردت أن أسرد قصة كندا لتوصيح طريقته فى الاقتصاد  أو تهديد من يتفوق عليه اقتصاديا.